الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 يوليو 2024 09:52
للمشاركة:

المناظرة الثنائية الأولى منذ 2009.. مواجهة محتدمة بين بزشكيان وجليلي

قبل أيام من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، تواجه المرشحان، الإصلاحي مسعود بزشكيان والأصولي سعيد جليلي، في مناظرة تلفزيونية. وكان المرشح الإصلاحي قد تصدر الجولة الأولى دون أن يحقق الأغلبية المطلقة، بعد أن حصد 43.54% من الأصوات، فيما احتل الأصولي سعيد جليل المركز الثاني بنسبة 37.70% من الأصوات.

وتعد هذه المناظرة التي شهدها الإيرانيون أمس الإثنين، الأولى بين مرشحين اثنين فقط منذ عام 2009، حين تواجه المرشحين حينها مير حسين موسوي ومحمود أحمدي نجاد.

وكان من المقرر أن تركز هذه المناظرة على “الثقافة والسياسة”، إلا أن النقاش تركز بشكل رئيسي على السياسة والقضايا الاقتصادية، حيث عرض المرشحان مواقفهما حول السياسة الداخلية والخارجية، مستعرضين رؤى سبق لهما الإعلان عنها في الجولة الأولى.

نقاش ساخن وتصاعد حدة المناظرة

بدأت المناظرة بهدوء، ولكن سرعان ما تصاعدت حدتها، حيث شهدت نقاشات ساخنة وتبادل اتهامات بين المرشحين، خاصة في نهايتها. تناولت المناظرة موضوعات مثل حظر شبكات التواصل الاجتماعي، تقييد الإنترنت، الاتفاق النووي، وانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF).

حاول بزشكيان وضع جليلي في موقف محرج بطرحه نفس السؤال أكثر من مرة، حول موقفه من إحياء الاتفاق النووي وانخراط إيران في مجموعة العمل المالي، حيث تهرب المرشح الأصولي من الإجابة المباشرة، مهاجمًا منافسه الإصلاحي بتهمة توجيه اللوم لإيران بدلًا من الولايات المتحدة. كما ركز جليلي على ضرورة التعاون مع دول أخرى بعيدًا عن أميركا وأوروبا، منتقدًا حكومة الرئيس السابق حسن روحاني.

وفي سياق المناظرة، أشار بزشكيان إلى وعد جليلي بتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%، مؤكدًا استحالة تحقيق ذلك في ظل العقوبات الحالية. وعرض بزشكيان تحديًا لجليلي، مشيرًا إلى استعداده للانسحاب من السباق الانتخابي إذا تعهد جليلي بتحقيق هذا النمو، بشرط أن يتم إعدام جليلي إذا لم ينجح وقد أثارت هذه التصريحات جدلًا كبيرًا، حيث أطلق أنصار جليلي حملة ضد بزشكيان باستخدام هاشتاغ “لا للإعدام”.

انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات

من جهة أخرى، طرح المذيع سؤالًا حول انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات، التي بلغت 40% في الجولة الأولى، وهي أدنى نسبة منذ عام 1979. وقد عرض جليلي خطة لزيادة المشاركة العامة في الانتخابات والحياة العامة، داعيًا إلى بحث أسباب تراجع المشاركة.

من جهته، تناول بزشكيان أسباب تراجع المشاركة من زاوية أخرى، مشيرًا إلى سوء معاملة النساء واحتجاجات عام 2022 على خلفية وفاة “مهسا أميني”، مؤكدًا أن “المشكلة تكمن في عدم تنفيذ القوانين الموجودة”، منتقدًا تمييز السلطات بين المواطنين والمسؤولين، ودعا إلى فتح المجال أمام الإيرانيين للتعبير عن مطالبهم والاحتجاج على السياسات.

كما ركز بزشكيان أيضًا على مشاكل أهل السنة في إيران، منتقدًا عدم منحهم مناصب عليا في الدولة. بينما اتهم جليلي خصمه بالسعي لعقد صفقات مع زعماء السنة، مشددًا على ضرورة احترام حقوقهم.

وفي ختام المناظرة، شهدت المواجهة بين المرشحين سجالًا حادًا وتبادل اتهامات، حيث اتهم بزشكيان جليلي بعدم امتلاك خطة واضحة لإدارة البلاد، بينما دافع الأخير عن خبرته وتجربته في زيارة المحافظات والتفاعل مع الناشطين. كما أكد المرشح الأصولي أن الرئيس يجب أن يكون قادرًا على اتخاذ القرارات السريعة والصحيحة، مشيرًا إلى أن الضغوط الخارجية والعقبات الداخلية لا يجب أن تعوق تنفيذ برامجه.

كما اتهم بزشكيان جليلي بعدم الأهلية للرئاسة، مشددًا على رغبته في التفاوض مع أميركا ورفع العقوبات، بينما أكد جليلي على ضرورة الاعتماد على الخبرات المحلية وتجنب التفاوض مع الغرب.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: