جدل واتهامات متبادلة.. بزشكيان بين حكومتي روحاني وخاتمي
وسط احتدام المشهد الانتخابي في إيران، وتقدم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الجولة الأولى من الانتخابات في إيران، واصل الخطاب الأصولي المحافظ نهجه في مواجهة الإصلاحيين بالتأكيد على أن فوز بزشكيان يعني تشكيل حكومة روحاني الثالثة. واتهم الأصوليون، وعلى رأسهم المرشح سعيد جليلي، منافسه الإصلاحي مسعود بزشكيان، بالسعي لتشكيل حكومة روحاني الثالثة، أي نسخة مطابقة لحكومة الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني شكلًا ومضمونًا، لا سيما مع دعم عدد من وزراء ومساعدي روحاني لبزشكيان.
هذه الاتهامات أثارت ردود فعل صاخبة على المستويين السياسي والإعلامي قبيل بدء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستكون أكثر ضراوة، خصوصًا وأن المعسكر الأصولي بات وفق دعوات قادته موحدًا تحت راية جليلي.
بزشكيان، الذي تمكن من تصدر نتائج الجولة الأولى دون تحقيقه الأغلبية المطلقة، ارتكز في حملته الانتخابية على دعم بعض الشخصيات الإصلاحية البارزة في البلاد، وأبرزها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف والزعيم الإصلاحي محمد خاتمي، كما نال مؤخرًا دعمًا من وزير الاستخبارات في حكومة روحاني محمود علوي.
الدفع الإصلاحي باتجاه بزشكيان بدا واضحًا بعد الحملة التي قام بها ظريف، خصوصًا لجهة تسمية حكومة بزشكيان، في حال فوزه برئاسة الجمهورية، بحكومة “خاتمي الثالثة” في إشارة للزعيم الإصلاحي محمد خاتمي. وتأتي هذه التسمية ردًا على دعوات الأصوليين للتوحد لما أسموه “منع تشكيل حكومة روحاني الثالثة”.
الاتهامات التي أطلقها الأصوليون ضد بزشكيان مبنية على مستويين، الأول هو قرب سياسته وخططه التي أعلن عنها من تلك التي تبناها روحاني في السابق، والثاني هو دعم عدد من وزراء ومعاوني الرئيس السابق لبزشكيان.
ويمكن اختصار داعمي بزشكيان، إضافة إلى ظريف، وعلوي، بالأسماء التالية: وزير الاتصالات في حكومة روحاني آذري جهرمي، ومعاون روحاني إسحاق جهانغيري، ونجل الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني محسن هاشمي رفسنجاني، وهو ما يفتح الباب أمام التكهنات بدور هؤلاء في حكومة المرشح الإصلاحي في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية.
أما على صعيد المضمون يمكن تلخيص رؤية بزشكيان الرئاسية بأنها تركز على نقطتين أساسيتين؛ الأولى هي العودة للانفتاح على الغرب عبر إعادة إحياء الاتفاق النووي والعودة إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، لما في ذلك من تأثير إيجابي على اقتصاد البلاد وفق تعبيره، ومن جهة ثانية تخفيف القيود الموجودة داخل البلاد، على صعيدي الحجاب الإلزامي وحجب الإنترنت، وهي رؤى قد تجذب الكثير من مؤيدي التيار الإصلاحي في حال رغبوا في المشاركة في الاقتراع.
من هنا اتهم المرشح الآصولي سعید جلیلي منافسه الإصلاحي مسعود بزشكیان بالرغبة باستكمال مسیرة روحاني، وتكرار سياسته في “مجال البنزين” وفق تعبيره، في إشارة للضرائب التي فرضتها تلك الحكومة على المحروقات.
وفي السياق، قال رئيس مقر حملة جليلي الانتخابية محسن منصوري أنَّ حكومة بزشكيان ستكون حكومة حسن روحاني الثالثة واصفًا إياها بـ”حكومة فهمت صباح الجمعة”، وهي سخرية من خطاب الرئيس الأسبق إبان رفع قيمة البنزين في إيران، وقيام اعتراضات في عدد من المدن الإيراني، حيث صرح حينها روحاني بأنه مثل الناس لم يعلم بالأمر سوى في صباح اليوم الذي تم الإعلان فيه عن القرار.
وأضاف منصوري في خطاب له يوم الأربعاء واصفًا حكومة روحاني بأنها “حكومة تأخير مشاريع البلاد”، و”حكومة قطع الكهرباء المتكرر في البلاد” و “حكومة الضحك مع العدو”.
کما قارن العديد من الناشطين حديث رئيس مقر حملة المرشح مسعود بزشكيان، علي عبد العلي زاده، حول رفع سعر البنزين، بخطاب روحاني حول هذا الأمر، حيث قال عبد العلي زاده، أنه حيثما يرى الخبراء القيمة المناسبة للبنزين فستقره الحكومة مع مراعاة رضا الناس وصلاح البلاد.
كذلك استخدم الأصوليون هذه التسمية في ترويجهم للمرشح الأصولي سعيد جليلي، حيث كتبوا في الرسائل النصية “حكومة روحاني الثالثة تتربص بكم، لمتابعة طريق الرئيس رئيسي سارعوا بانتخاب سعيد جليلي”.
وفي ردود الفعل نفى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان نيته انتهاج سياسة الرئيس الأسبق حسن روحاني في سياق رفع سعر البنزين، مضيفًا في المناظرة الرئاسية ردًا على منافسه سعيد جليلي: “إنه يقول روحاني، ما علاقتي أنا بالأمر؟”.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف أن بزشكيان يسعى لتشكيل حكومة خاتمي الثالثة، وهو ما برز في خطابات ظريف وإعلامه اقتراح الخبير الاقتصادي علي طيب نيا، الذي كان وزير الاقتصاد في حكومة خاتمي، على المرشح بزشكيان للانضمام إلى فريق بزشكيان في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
كذلك أعلن رئيس جبهة الإصلاح اذر منصوري أنه “إذا كانت هناك حكومة ثالثة لبزشكيان فإنها ستكون الحكومة الثالثة لخاتمي”
وفي ذات السياق اعتبر رئيس حزب “مردم سالارى” الإصلاحي مصطفى كواكبيان، وهو أحد الداعمين الأساسيين للمرشح الإصلاحي، أنَّ “مسعود بزيكيان ليس امتدادًا لحكومة روحاني، بل أنه يمثل الحكومة الثالثة للسيد محمد خاتمي”.