مسجد على أنقاض حديقة تاريخية في طهران.. معارضة شعبية وإصرار من البلدية

لاقت قضية بناء مسجد في إحدى منتزهات طهران معارضة كبيرة، وانتقلت إلى الشارع الايراني الذي عبّر عن عدم رضاه عن المشروع.

واعتبر عضو مجلس الإدارة والمتحدث باسم مجلس محافظة طهران الخامس علي اعطا أنّ بناء مسجد في حديقة قيطرية يواجه مشاكل قانونية تمنع أي مدير إداري عن متابعة المشروع.

وأشار اعطا إلى أنّ قليلًا من الناس كانوا يتصوّرون أن يواجه مشروع بناء المسجد معارضة بهذا الحجم، ورغم ذلك، لا يزال رئيس البلدية والمجلس يصرّان على البناء.

واعتبر عضو مجلس المحافظة أنّ رئيس البلدية والمجلس وصلوا إلى نقطة من المواجهة حيث أنه مهما كانت النتيجة فهي خسارة لهم، أي سواءً استمرّوا في المشروع أو رضخوا للضغط الشعبي.

وبرأي اعطا، فإنّ القضية بدأت بمعارضة الجماعات والمنظمات البيئية، ثم انضمّت إليها جماعات تُعنى بقضايا الإدارة الحضرية، وبعدها نشطاء التراث الحضاري الذين التفتوا إلى السجلّات التاريخية والقديمة للمنطقة.

وانتقد اعطا تصريحات وزير التراث الثقافي، متّهمًا إياه بمجاملة رئيس البلدية، مما يدلّ بحسب تعبيره على أنّ التنسيق السياسي مع الأصدقاء ذوي التفكير المماثل هو بالنسبة لوزارة الثقافة أولوية على القضايا الفنّية والتراثية.

وفي السياق، شددت الصحافية في مجال السياحة صبا رضائي على عراقة منطقة قيطرية التي يبلغ عمر الحياة البشرية على تلالها نحو ثلاثة آلاف عام.

وفي تقرير لها نشر في صحيفة “شرق” بتاريخ 6 آذار/ مارس، أكدت رضائي أنّ المكان الذي يُراد بناء المسجد فيه ينتمي لواحدةٍ من أقدم المناطق في العالم.

وبحسب الوثائق المتوفّرة، فقد تم التنقيب في مساحة تبلغ أكثر من خمسة آلاف متر مربّع، ضمّت نحو 350 مقبرة قديمة، كما تم استخراج أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من السيوف والدروع والإبر والقلائد والأساور ونحو 2500 من القطع الخزفية.

وفي السياق، انتشرت “الحملة الالكترونية لمنع تدمير منتزه قيطرية التاريخي”، والتي تحاول جمع أكبر عدد من التواقيع الشعبية لوقف العمل على مشروع بناء المسجد.

وهاجمت الحملة في رسالة لها على موقعها الرسمي – وجّهتها إلى رئيس الجمهورية ورئيس السلطة القضائية ورئيس محكمة القضاء الإداري – بلدية اطهران، مشدّدةً على أنها فشلت في اتخاذ إجراءات فعّالة بشأن الكثافة السكانية المرتفعة للعاصمة، وحمّلتها مسؤولية قطع الأشجار على نطاق واسع في أجزاء مختلفة من المدينة، بما في ذلك حديقة زعفرانية، حديقة النباتات الوطنية، حديقة جيتكر، قصر سعد آباد والآن متنزه قيطرية التاريخي.

وحملت الرسالة مطلب أهالي طهران بمنع تدمير منتزه قيطرية، في ظل تلوّث الهواء الشديد وحاجة المدينة إلى الأشجار، ومعاناة مواطني العاصمة من الاكتئاب والازدحام وقلّة المساحات الخضراء.