الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 فبراير 2024 14:49
للمشاركة:

طائر السعادة “هُما” يبعث الفرح والتفاؤل في نفوس الإيرانيين

شُغِلَ الإيرانيون مؤخرًا بظهور الطائر "هُما"، أو النسر "أبو ذقن"، على جبال البرز، وهو يُعتبر حدثًا نادرًا، حيث استبشر الشعب الإيراني برؤيته وانقسم بين مؤيد ومعارض لما يحمله هذا الظهور من دلالات بحسب الأسطورة الإيرانية، التي تصف هذا الطائر بطائر الحظ والسعادة... ويا لحظه من يحط على كتفه طائر "هُما".

هو طائر إذًا يرمز للسعادة والحظ، ويعيش في المرتفعات ويبقى في مكان واحد خلال العام، ولايهاجر، ومن النادر رؤيته يتغذى من الجيف والعظام الكبيرة التي يقوم برميها على الصخور من أعالي الجبال لتفتيتها إلى صغيرة، ومن يأكلها ويتخلّص من بقاياها المتعفّنة، مما يساعد على الحفاظ على النظام البيئي خاليًا من الأمراض.

يعيش طائر “هُما” في مرتفعات غرب أسيا وشمال شرق أفريقيا، ويُعدُّ نوعًا من أنواع النسور الذي ينتمي إلى العالم القديم، ويسمى بالعربية النسر “أبو ذقن”، أو النسر الملتحي، أو كاسر العظام، وهو من فصيلة الجوارح.

يطلي هذا الطائر نفسه بالرمال الحمراء، التي تحتوي على أكسيد الحديد ليبدو مخيفًا، كما يستخدم الرمال ذتها لتنظيف وترتيب ريشه. ويدل اللون البرتقالي عليه على مكانته وعمره.

ومن الجدير ذكره إنّ لهذا الطائر تماثيل كثيرة في الآثار الإيرانية، خاصة في شيراز، تحديدًا في تخت جمشيد، وله مكانة خاصة في الأدب والشعر الإيراني، كما أنه شعار كل مؤسسة الطيران الإيراني والنادي الرياضي الإيراني بريسبولي.  

وتفاعل الإيرانيون على مواقع التواصل مع الفيديو الذي التقطه مصوّر إيراني لطائر “هُما”، حيث اعتبره البعض دلالة على إقبال الخير والسعادة للبلاد، فيما سخر آخرون من هذه الأقوال كون الطائر يأكل الجيف والعظام.

وعلّق عباس ماسك بلسان حال الشاعر الإيراني سعدي الشيرازي:

هماى بر همه مرغان از ان شرف دارد

كه استخوان خورد و جانوار نيازارد

ومعنى البيت هو أنّ طائر “هما” أشرف من كل الطيور الأخرى، لأنه يأكل العظام ولا يؤذي غيره من الحيوانات.

بينما تمنى على اصغر على صفحته على منصة “إكس” أن يحمل ظهور “هُما” أيامًا سعيدة لإيران.

بدوره قال أمير: لست ممن يصدّق الخرافة… لكن أرأيتم الثلوج التي غطت إيران بعد ظهور “هُما”.

وعلق كينك ركنار على الأمر ببيتين  للشاعر الإيراني حافظ شيرازي:

هماى اوج سعادت به دام ما افتد 

اگر تو گذری بر مقام ما افتد

ومعنى البيتين هو: “هُما” قمة السعادة في رحابنا، فإذا مررت بنا سننال نصيبنا من هذه السعادة

كما استمر الجدال بين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي حتى اليوم، خاصة بعد انتشار فيديو آخر للطائر بيد رجل في أحد شوارع العاصمة الإيرانية في منطقة مشيرية جنوب شرق طهران، محذّرين الجهات المعنية من المتاجرة بالطائر أو قتله أو وقوعه بيد من لا يعرفه قيمته.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: