الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 يناير 2024 12:51
للمشاركة:

مدير CIA: أزمة الشرق الأوسط تشجع إيران

أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام برنز، أن الشرق الأوسط لم يشهد منذ أربعة عقود مثل هذا التشابك واحتمالية الانفجار، حيث تطرق في مقاله نشرتها مجلّة "فورين أفيرز" الأميركية، إلى التطورات الجارية في المنطقة على ضوء الحرب الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى أن تلك الأزمة شجعت إيران التي يمثل التعامل معها وفق قوله مفتاح لأمن إسرائيل والمنطقة.

كما تناول مقال برنز التحديات التي مرّت وستمر بها الوكالة، معرّجًا على أهم القضايا العالمية، من شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصراع الشرس مع الصين. وأوضح أن التنافس بات أشدّ مع الولايات المتحدة في عصر التقدم التكنولوجي، ويذكّر بأنّ بلاده لا تفوّت فرصة تجنيد الجواسيس التي يقدّمها زيادة السخط من الحرب في أوكرانيا.

  • في ما يلي الترجمة الكاملة للمقال تقدّمه “جاده إيران”.

على قدر ما حاولت الدول الاحتفاظ بالأسرار لنفسها، فقد حاولت سرقتها من بعضها البعض. لقد كان التجسس وسيظل جزءًا لا يتجزّأ من فن الحكم، حتى مع تطوّر تقنيّاته باستمرار.

لقد قضى جواسيس الولايات المتحدة الأوائل الحرب الثورية باستخدام الأصفار، وشبكات البريد السرية، والحبر غير المرئي للمراسلة مع بعضهم البعض ومع حلفائهم الأجانب.

في الحرب العالمية الثانية، ساعد مجال استخبارات الإشارات الناشئ في الكشف عن خطط الحرب اليابانية. خلال أوائل الحرب الباردة، ارتفعت القدرات الاستخباراتية للولايات المتحدة حرفياً إلى طبقة الستراتوسفير، مع ظهور طائرات يو-2 وغيرها من طائرات التجسّس التي تحلّق على ارتفاعات عالية، والتي كانت قادرة على تصوير المنشآت العسكرية السوفياتية بوضوح مثير للإعجاب.

النجوم البسيطة المحفورة على الجدار التذكاري في مقرّ وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي، فيرجينيا، تكرّم 140 ضابطًا ضحّيا بحياتهم في خدمة بلدهم. يقدّم النصب التذكاري تذكيرًا دائمًا لأعمال الشجاعة التي لا تعد ولا تحصى. ومع ذلك، فإنّ تلك الأمثلة البطولية والنجاحات العديدة الهادئة التي حققتها وكالة الاستخبارات المركزية تظلّ أقلّ شهرة لدى الرأي العام الأميركي من الأخطاء التي شوّهت تاريخ الوكالة في بعض الأحيان. كان الاختبار الحاسم للذكاء دائمًا هو توقّع ومساعدة صنّاع السياسات على اجتياز التحوّلات العميقة في المشهد الدولي – اللحظات التي لا تأتي إلا بضع مرات كل قرن.

وكما أكد الرئيس جو بايدن، تواجه الولايات المتحدة اليوم واحدة من تلك اللحظات النادرة، والتي لا تقلّ أهمية عن فجر الحرب الباردة أو فترة ما بعد 11 أيلول/ سبتمبر.

ويفرض صعود الصين والنزعة الانتقامية الروسية تحديات جيوسياسية هائلة في عالم يتّسم بالمنافسة الاستراتيجية الشديدة، حيث لم تعد الولايات المتحدة تتمتّع بأولوية لا تقبل المنافسة، وحيث تتصاعد التهديدات المناخية الوجودية.

ومما يزيد الأمور تعقيدًا، حدوث ثورة في التكنولوجيا أكثر شمولًا من الثورة الصناعية أو بداية العصر النووي. من الرقائق الدقيقة إلى الذكاء الاصطناعي إلى الحوسبة الكمومية، تعمل التقنيّات الناشئة على تغيير العالم، بما في ذلك مهنة الذكاء.

ومن نواحٍ عديدة، تجعل هذه التطوّرات مهمة وكالة الاستخبارات المركزية أكثر صعوبة من أي وقت مضى، مما يمنح الخصوم أدوات جديدة قوية لإرباكنا، والتهرّب منا، والتجسّس علينا.

البقاء على اطلاع.. تحليل أسبوعي معمّق

ومع ذلك، بقدر ما يتغيّر العالم، يظلّ التجسّس عبارة عن تفاعل بين البشر والتكنولوجيا. ستظل هناك أسرار لا يمكن إلا للبشر جمعها، وعمليّات سرية لا يمكن إلا للبشر القيام بها.

إنّ التقدّم التكنولوجي، وخاصة في مجال ذكاء الإشارات، لم يجعل مثل هذه العمليّات البشرية غير ذات أهمية، كما توقّع البعض، بل أحدث ثورة في ممارساتها. ولكي تكون وكالة الاستخبارات المركزية جهازاً استخباراتياً فعّالًا في القرن الحادي والعشرين، يجب عليها أن تمزج بين التمكّن من التكنولوجيات الناشئة ومهارات التعامل مع الناس والجرأة الفردية التي كانت دائماً في قلب مهنتنا. وهذا يعني تزويد ضبّاط العمليّات بالأدوات والحرف اللازمة لإجراء التجسّس في عالم من المراقبة التكنولوجية المستمرة – وتزويد المحللين بنماذج ذكاء اصطناعي متطوّرة يمكنها استيعاب كميات هائلة من المعلومات مفتوحة المصدر والمعلومات المكتسبة سرًّا، حتى يتمكّنوا من تحقيق أفضل ما لديهم من تقييمات.

وفي الوقت نفسه، فإنّ ما تفعله وكالة الاستخبارات المركزية بالمعلومات الاستخبارية التي تجمعها يتغيّر أيضًا. لقد أصبح “رفع السرية الاستراتيجية”، أي الكشف العلني المتعمّد عن بعض الأسرار لتقويض المنافسين وحشد الحلفاء، أداة أكثر قوّة في أيدي صناع السياسات.

إنّ استخدامها هذه الأدارة لا يعني تعريض المصادر أو الأساليب المستخدمة لجمع المعلومات الاستخبارية للخطر بشكل متهوّر، بل يعني المقاومة بحكمة للرغبة الانعكاسية في إبقاء كل شيء سريًا. ويتعلّم مجتمع الاستخبارات الأميركي أيضًا القيمة المتزايدة للدبلوماسية الاستخباراتية، ويكتسب فهمًا جديدًا لكيفيّة دعم جهوده الرامية إلى دعم الحلفاء ومواجهة الأعداء لصانعي السياسات.

هذا وقت التحديات التاريخية لوكالة الاستخبارات المركزية ومهنة الاستخبارات بأكملها، حيث تشكّل التحوّلات الجيوسياسية والتكنولوجية اختبارًا كبيرًا لم نواجهه من قبل. وسيعتمد النجاح على مزج الذكاء البشري التقليدي مع التكنولوجيات الناشئة بطرق إبداعية. بعبارة أخرى، سوف يتطلّب الأمر التكيّف مع عالم حيث التنبؤ الوحيد الآمن بشأن التغيير هو أنه سوف يتسارع.

بوتين غير المتعاون

وصلت حقبة ما بعد الحرب الباردة إلى نهايتها الحاسمة لحظة غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. ولقد أمضيتُ قسمًا كبيرًا من العقدين الماضيين في محاولة فهم المزيج القابل للاشتعال من الظلم والطموح وانعدام الأمن الذي يجسده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شيء واحد تعلّمته هو أنه من الخطأ دائمًا التقليل من اهتمامه بالسيطرة على أوكرانيا وخياراتها. ومن دون هذه السيطرة، يعتقد بأنه من المستحيل أن تصبح روسيا قوّة عظمى أو أن يكون زعيمًا روسيًا عظيمًا. وهذا الولع المأساوي والوحشي جلب بالفعل العار لروسيا، وكشف نقاط ضعفها، من اقتصادها الأحادي البعد إلى براعتها العسكرية المتضخّمة، إلى نظامها السياسي الفاسد. كما أثار غزو بوتين عزيمة مذهلة لدى الشعب الأوكراني. لقد رأيت شجاعتهم بشكل مباشر في رحلات متكرّرة في زمن الحرب إلى أوكرانيا، تخلّلتها الغارات الجوية الروسية والصور الحيّة للمثابرة والإبداع في ساحة المعركة الأوكرانية.

لقد كانت حرب بوتين بالفعل بمثابة فشل لروسيا على العديد من المستويات. لقد أثبت هدفه الأصلي المتمثّل بالاستيلاء على كييف وإخضاع أوكرانيا حماقته ووهمه. وقد تعرّض جيشه لأضرار جسيمة. فقد قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 315 ألف جندي روسي، ودُمِّر ثلثا مخزون الدبابات الروسية قبل الحرب، وتم إفراغ برنامج التحديث العسكري الذي تباهى به بوتين، والذي استمرّ لعقود من الزمن. وكل هذا نتيجة مباشرة لشجاعة الجنود الأوكرانيين ومهارتهم، بدعم غربي.

ومن ناحية أخرى، يعاني الاقتصاد الروسي من انتكاسات طويلة الأمد، وتحدّد البلاد مصيرها باعتبارها تابعة اقتصادياً للصين. وقد أدت طموحات بوتين المبالغ فيها إلى نتائج عكسية بطريقة أخرى أيضا: فقد دفعت حلف شمال الأطلسي إلى النموّ بشكل أكبر وأقوى.

ورغم أنه من غير المرجّح أن تضعف قبضة بوتين القمعية في أي وقت قريب، فإنّ حربه في أوكرانيا تؤدي بهدوء إلى تآكل سلطته في الداخل. كان التمرّد الذي لم يدم طويلاً، والذي بدأه زعيم المرتزقة يفغيني بريغوزين في حزيران/ يونيو الماضي، بمثابة لمحة عن بعض الخلل الوظيفي الكامن وراء صورة بوتين المصقولة بعناية في السيطرة.

بالنسبة للزعيم الذي صنع بشق الأنفس سمعته باعتباره حكم النظام، بدا بوتين منفصلاً وغير حاسم عندما كان متمرّدو بريغوزين يشقّون طريقهم إلى موسكو. بالنسبة للكثيرين من النخبة الروسية، لم يكن السؤال هو ما إذا كان الامبراطور بلا ملابس، بل لماذا كان يستغرق وقتًا طويلاً لارتداء ملابسه. وفي نهاية المطاف، قام بوتين، الذي كان رسول الانتقام، بتسوية حساباته مع بريغوجين، الذي قُتل في حادث تحطّم طائرة مشبوه بعد شهرين من اليوم الذي بدأ فيه تمرّده. ولكن انتقادات بريجوزين اللاذعة للأكاذيب وسوء التقدير العسكري التي كانت في قلب حرب بوتين، وللفساد الكامن في قلب النظام السياسي الروسي، لن تختفي قريباً.

من المرجّح أن يكون هذا العام عاماً صعباً على ساحة المعركة في أوكرانيا، وهو اختبار للبقاء في السلطة، وسوف تتجاوز عواقبه النضال البطولي الذي تخوضه البلاد للحفاظ على حرّيّتها واستقلالها. وبينما يعمل بوتين على تجديد الإنتاج الدفاعي الروسي ــ بمكوّنات بالغة الأهمية من الصين، فضلًا عن الأسلحة والذخائر من إيران وكوريا الشمالية ــ فإنه يواصل الرهان على أن الوقت في صفّه، وأنه قادرٌ على سحق أوكرانيا وإرهاق مؤيّديها الغربيين.

ويتلخّص التحدّي الذي تواجهه أوكرانيا في تحطيم غطرسة بوتين وإظهار التكلفة الباهظة التي تتحمّلها روسيا نتيجة للصراع المستمر، ليس فقط من خلال إحراز التقدّم على الخطوط الأمامية، ولكن أيضاً من خلال شن ضربات أعمق خلفها وتحقيق مكاسب مطّردة في البحر الأسود. وفي هذه البيئة، قد ينخرط بوتين مرة أخرى في قرع الأسلحة النووية، وسيكون من الحماقة استبعاد المخاطر التصعيدية بالكامل. ولكن سيكون من الحماقة بنفس القدر أن يتم تخويف الأوكرانيين من دون داع.

ويكمن مفتاح النجاح في الحفاظ على المساعدات الغربية لأوكرانيا، فهي تمثّل أقلّ من 5% من ميزانية الدفاع الأميركية، وهو استثمار متواضع نسبيًا له عوائد جيوسياسية كبيرة للولايات المتحدة، وعوائد ملحوظة للصناعة الأميركية.

إنّ الحفاظ على تدفّق الأسلحة من شأنه أن يضع أوكرانيا في موقف أقوى إذا أتيحت الفرصة لإجراء مفاوضات جادّة، فهو يوفّر فرصة لضمان فوز طويل الأمد لأوكرانيا وخسارة استراتيجية لروسيا؛ وبوسع أوكرانيا أن تحمي سيادتها وتعيد البناء، في حين تُتْرَكُ روسيا للتعامل مع التكاليف الدائمة المترتبة على حماقة بوتين.

إنّ انسحاب الولايات المتحدة من الصراع في هذه اللحظة الحاسمة، وقطع الدعم عن أوكرانيا، سيكون هدفًا في مرمانا ذاو أبعاد تاريخية.

لعبة القوّة الصينية

لا أحد يراقب الدعم الأميركي لأوكرانيا عن كثب أكثر من القادة الصينيين. وتظلّ الصين المنافس الوحيد للولايات المتحدة الذي لديه النية في إعادة تشكيل النظام الدولي، والقوّة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك.

لقد كان التحوّل الاقتصادي الذي شهدته البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية استثنائيًا، وهو أمر يستحق الشعب الصيني ثناءً عظيماً بسببه، كما دعمته بقية دول العالم على نطاق واسع اعتقاداً منها بأنّ ازدهار الصين يشكّل منفعة عالمية.

إنّ القضية لا تتعلّق بصعود الصين في حد ذاته، بل بالتصرّفات التهديدية التي تصاحبه على نحو متزايد. بدأ الزعيم الصيني شي جين بينغ فترة ولايته الرئاسية الثالثة بسلطة أكبر من أي من أسلافه منذ ماو تسي تونغ. وبدلاً من استخدام هذه القوة لتعزيز وتنشيط النظام الدولي الذي مكّن تحوّل الصين، يسعى شي إلى إعادة تشكيل هذا النظام.

في مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة، لكنّنا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه. ومن المستحيل أن نتجاهل القمع المتزايد الذي يمارسه شي في الداخل، وعدوانيّته في الخارج، بدءاً من شراكته “بلا حدود” مع بوتين، إلى تهديداته للسلام والاستقرار في مضيق تايوان.

ولكنّ نفس الأمر ينطبق أيضاً على تأثير التضامن الغربي على حسابات شي جين بينغ بشأن مخاطر استخدام القوة ضد تايوان، التي انتخبت رئيساً جديداً، لاي تشينج تي، في كانون الثاني/ يناير.

بالنسبة لشي، الرجل الذي يميل إلى رؤية الولايات المتحدة كقوّة تتلاشى، فإنّ القيادة الأميركية في أوكرانيا كانت مفاجأة بكل تأكيد. إن استعداد الولايات المتحدة لإلحاق واستيعاب الألم الاقتصادي لمواجهة عدوان بوتين ــ وقدرتها على حشد حلفائها لفعل الشيء نفسه ــ يتناقض بقوة مع اعتقاد بكين بأنّ الولايات المتحدة كانت في حالة انحدار نهائي.

وبالقرب من الشواطئ الصينية، كان لمرونة الشبكة الأميركية من الحلفاء والشركاء عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ تأثيرًا مثيرًا للقلق على تفكير بكين. إن أحد أفضل الطرق لزيادة التصوّرات الصينيّة عن الضعف الأميركي وتأجيج العدوانية الصينية هو التخلّي عن دعم أوكرانيا. الدعم المادي المستمرّ لأوكرانيا لا يأتي على حساب تايوان؛ فهو يبعث برسالة مهمة مفادها بأنّ الولايات المتحدة عازمة على مساعدة تايوان.

تجري المنافسة مع الصين على خلفيّة الترابط الاقتصادي الكثيف والعلاقات التجارية بينها وبين الولايات المتحدة. وقد خدمت مثل هذه الروابط البلدين وبقية العالم بشكل ملحوظ، ولكنها خلقت أيضاً نقاط ضعف بالغة الأهمية ومخاطر جسيمة تهدّد الأمن والرخاء الأميركيين.

لقد أوضحت جائحة فيروس كورونا 2019 (COVID-19) لكل الحكومات خطر الاعتماد على دولة واحدة للحصول على الإمدادات الطبية المنقذة للحياة، تمامًا كما أوضحت حرب روسيا في أوكرانيا لأوروبا مخاطر الاعتماد على دولة واحدة للحصول على الطاقة. في عالم اليوم، لا تريد أي دولة أن تجد نفسها تحت رحمة مورّد واحد للمعادن والتكنولوجيات الحيويّة – خاصة إذا كان هذا المورّد عازمًا على استخدام تلك التبعيّات كسلاح. وكما زعم صنّاع السياسات الأميركيون، فإنّ أفضل إجابة تتلخّص في “إزالة المخاطر” والتنويع بشكل معقول ــ تأمين سلاسل التوريد في الولايات المتحدة، وحماية تفوّقها التكنولوجي، والاستثمار في قدرتها الصناعية.

وفي هذا العالم المتقلّب والمنقسم، يتزايد ثقل “الاحتياط الوسطي”. إنّ الديمقراطيّات والأنظمة الاستبدادية، والاقتصادات المتقدّمة والنامية، والبلدان في جميع أنحاء الجنوب العالمي، عازمة بشكل متزايد على تنويع علاقاتها لتعظيم خياراتها. يرون فائدة ضئيلة مقابل الكثير من المخاطر في التمسّك بالعلاقات الجيوسياسية الأحادية مع الولايات المتحدة أو الصين. ومن المرجح أن تنجذب المزيد من الدول إلى وضع العلاقة الجيوسياسية “المفتوحة” (أو على الأقل “العلاقة المعقّدة”)، وذلك في أعقاب خطى الولايات المتحدة في بعض القضايا، في حين تعمل على تنمية العلاقات مع الصين. وإذا كان الماضي قد مرّ عليه الزمن، فيجب على واشنطن أن تكون منتبهة للمنافسات بين العدد المتزايد من القوى المتوسّطة، والتي ساعدت تاريخياً في إثارة الاصطدامات بين القوى الكبرى.

تشابك  معروف

إنّ الأزمة التي عجّلت بها المذبحة التي ارتكبتها “حماس” في إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هي بمثابة تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يفرضها على الولايات المتحدة. وستظل المنافسة مع الصين هي الأولوية القصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرّب من التحدّيّات الأخرى. وهذا يعني فقط أنه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تبحر بحذر وانضباط، وأن تتجنّب الإفراط في التوسّع، وأن تستخدم نفوذها بحكمة.

لقد أمضيتُ معظم العقود الأربعة الماضية أعمل في الشرق الأوسط، ونادرا ما رأيته أكثر تشابكًا أو انفجارًا مما هو عليه الآن. إنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير الأسرى، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي “لليوم التالي” في غزة، كلّها مشاكل صعبة بشكل لا يُصدّق.

وكذلك الأمر بالنسبة لإحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل، وكذلك دولة فلسطينية، ويستفيد من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى. ورغم صعوبة تصوّر هذه الاحتمالات وسط الأزمة الحالية، فمن الأصعب تصور الخروج من الأزمة من دون متابعة هذه الاحتمالات بجدية.

إنّ مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران. لقد شجّعت الأزمة النظام الإيراني، ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر حليف إقليمي له، كل ذلك مع توسيع برنامجه النووي وتمكين العدوان الروسي. وفي الأشهر التي تلت السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأ الحوثيون، الجماعة المتمرّدة اليمنية المتحالفة مع إيران، بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، ولا تزال مخاطر التصعيد على جبهات أخرى قائمة.

إنّ الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصرياً عن حل أي من المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلّها، من دون قيادة أميركية نشطة.

جواسيس مثلنا

إن المنافسة الجيوسياسية وعدم اليقين ــ ناهيك عن التحديات المشتركة مثل تغيّر المناخ والتقدّم التكنولوجي غير المسبوق كالذكاء الاصطناعي ــ تعمل على خلق مشهد دولي بالغ التعقيد. إن الأمر الحتمي بالنسبة لوكالة الاستخبارات المركزية هو تحويل نهجها في التعامل مع الاستخبارات لمواكبة هذا العالم سريع التغيّر. تعمل وكالة الاسختبارات المركزية وبقيّة مجتمع الاستخبارات الأميركي – بقيادة أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية – جاهدين لتلبية هذه اللحظة، بما تتطلّبه من إلحاح وإبداع.

يمثّل هذا المشهد الجديد تحدّيات خاصة لمنظمة تركز على الذكاء البشري. في عالم حيث يقود المنافسين الرئيسيين للولايات المتحدة – الصين وروسيا – أشخاص مستبدّون يعملون ضمن دوائر صغيرة ومعزولة من المستشارين، أصبح اكتساب نظرة ثاقبة لنوايا القادة أكثر أهمية وأكثر صعوبة من أي وقت مضى.

وكما كانت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر إيذاناً ببدء حقبة جديدة لوكالة الاستخبارات المركزية، كذلك كان الغزو الروسي لأوكرانيا. أنا فخور للغاية بالعمل الذي قامت به الوكالة وشركاؤنا الاستخباراتيون لمساعدة الرئيس وكبار صنّاع السياسة الأميركيين – وخاصة الأوكرانيين أنفسهم – على إحباط بوتين. لقد قدّمنا ​​معًا إنذارًا مبكرًا ودقيقًا للغزو المقبل.

كما مكّنت هذه المعرفة الرئيس أيضًا من اتخاذ قرار بإرسالي إلى موسكو لتحذير بوتين ومستشاريه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 من عواقب الهجوم الذي كنّا نعلم بأنهم يخطّطون له.

واقتناعًا منهم بأنّ نافذة الهيمنة على أوكرانيا بدأت تنغلق، وأنّ الشتاء المقبلة يمثّل فرصة مواتية، لم يتأثروا ولم يعتذروا – فقد بالغوا بشدة في تقدير موقفهم واستهانوا بالمقاومة الأوكرانية والتصميم الغربي.

ومنذ ذلك الحين، ساعدت الاستخبارات الجيّدة الرئيس في تعبئة ودعم تحالف قوي من الدول لدعم أوكرانيا. كما ساعدت أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بشجاعة ومثابرة غير عاديّتين. كما استخدم الرئيس بشكل مبتكر سياسة رفع السرية الاستراتيجية. قبل الغزو، كشفت الإدارة، جنباً إلى جنب مع الحكومة البريطانية، عن الخطط الروسية لعمليات “العلم الزائف” التي كانت مصمَّمة لإلقاء اللوم على الأوكرانيين وتوفير ذريعة للعمل العسكري الروسي. لقد حرمت هذه الإفصاحات وما تلاها بوتين بوتين من الاستفادة من رواياته الكاذبة التي شاهدته في الماضي يستخدمها كسلاح في كثير من الأحيان. لقد وضعته في وضع غير مريح وغير معتاد، وهو في موقف متأخّر. وقد عززت معًا أوكرانيا والتحالف الذي يدعمها.

ومن ناحية أخرى، يستمر السخط إزاء الحرب في نخر القيادة الروسية والشعب الروسي، تحت السطح السميك للدعاية والقمع الذي تمارسه الدولة. إنّ تيّار السخط هذا يخلق فرصة تجنيد مرة واحدة في كل جيل لوكالة المخابرات المركزية. نحن لا ندعها تذهب سدى.

وفي حين أنّ روسيا قد تشكل التحدي الأكثر إلحاحا، فإنّ الصين هي التهديد الأكبر على المدى الطويل. على مدى العامين الماضيين، أعادت وكالة الاستخبارات المركزية تنظيم نفسها لتعكس تلك الأولوية. لقد بدأنا بالاعتراف بحقيقة تنظيمية تعلّمتها منذ فترة طويلة: الأولويات لا تكون حقيقية ما لم تعكسها الميزانيّات. وبناءً على ذلك، خصّصت وكالة الاستخبارات المركزية المزيد من الموارد لجمع المعلومات الاستخباراتية والعمليات والتحليلات المتعلّقة بالصين في جميع أنحاء العالم – أي أكثر من ضعف النسبة المئوية لميزانيتنا الإجمالية التي تركز على الصين على مدى العامين الماضيين فقط. نحن نقوم بتوظيف وتدريب المزيد من المتحدثين بلغة الماندرين، بينما نكثف الجهود في جميع أنحاء العالم للتنافس مع الصين، من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا إلى المحيطين الهندي والهادئ.

لدى وكالة الاستخبارات المركزية ما يقرب من اثني عشر “مركزًا مهمًّا”، وهي مجموعات متخصّصة في قضايا محددة، تجمع ضبّاطًا من مختلف مديريات الوكالة. وفي عام 2021، أنشأنا مركزًا جديدًا للبعثات يركز حصريًا على الصين. وهو مركز المهام الوحيد في دولة واحدة، ويوفر آليّة مركزية لتنسيق العمل بشأن الصين، وهي وظيفة تمتدّ اليوم إلى كل ركن من أركان وكالة الاستخبارات المركزية. كما نقوم أيضًا بتعزيز القنوات الاستخباراتية بهدوء مع نظرائنا في بكين، وهي وسيلة مهمة لمساعدة صنّاع السياسات على تجنّب سوء الفهم غير الضروري والاصطدامات غير المقصودة بين الولايات المتحدة والصين.

وحتى في الوقت الذي تستحوذ فيه الصين وروسيا على قدر كبير من اهتمام وكالة الاستخبارات المركزية، فإنّ الوكالة لا تستطيع أن تتجاهل تحديات أخرى، من مكافحة الإرهاب إلى عدم الاستقرار الإقليمي. أظهرت الضربة الأميركية الناجحة في أفغانستان في تموز/ يوليو 2022 ضد أيمن الظواهري، المؤسس المشارك والزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أنّ وكالة الاستخبارات المركزية لا تزال تركّز بشدة على التهديدات الإرهابية وتحتفظ بقدرات كبيرة لمكافحتها. كما تكرّس الوكالة أيضًا موارد كبيرة للمساعدة في مكافحة غزو الفنتانيل، المادة الأفيونية الاصطناعية التي تقتل عشرات الآلاف من الأميركية كل عام. وتلوح في الأفق تحديات إقليمية مألوفة، ليس فقط في الأماكن التي اعتُبرت لفترة طويلة ذات أهمية استراتيجية، مثل كوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي، ولكن أيضًا في أجزاء من العالم التي لن تنمو أهميتها الجيوسياسية إلا في السنوات المقبلة، مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا.

جواسيس أكثر ذكاءً

وفي الوقت نفسه، نقوم بتحويل نهجنا نحو التكنولوجيا الناشئة. تعمل وكالة المخابرات المركزية على مزج أدوات التكنولوجيا الفائقة مع التقنيّات القديمة لجمع المعلومات الاستخبارية من الأفراد – الذكاء البشري، أو HUMINT. التكنولوجيا، بطبيعة الحال، تجعل العديد من جوانب التجسّس أصعب من أي وقت مضى.

في عصر المدن الذكية، مع وجود كاميرات الفيديو في كل شارع وانتشار تكنولوجيا التعرّف على الوجه في كل مكان على نحو متزايد، أصبح التجسس أصعب بكثير. بالنسبة لضابط وكالة الاستخبارات المركزية الذي يعمل في الخارج في بلد معاد، ويلتقي بمصادر يخاطرون بسلامتهم لتقديم معلومات قيّمة، فإنّ المراقبة المستمرّة تشكل تهديدًا حادًا. لكن نفس التكنولوجيا التي تعمل أحيانًا ضد وكالة الاستخبارات المركزية – سواء كان ذلك يتعلّق بالتنقيب في البيانات الضخمة لكشف أنماط أنشطة الوكالة أو شبكات الكاميرات الضخمة التي يمكنها تتبّع كل حركة يقوم بها العميل – يمكن أيضًا جعلها تعمل لصالحها وضد الآخرين. تتسابق وكالة المخابرات المركزية مع منافسيها لاستخدام التقنيّات الناشئة. وعينت الوكالة أول رئيس تنفيذي للتكنولوجيا. كما أنشأت مركزاً جديداً آخر يركّز على بناء شراكات أفضل مع القطاع الخاص، حيث يقدم الإبداع الأميركي ميزة تنافسية كبيرة.

وتظلّ المواهب العلمية والتكنولوجية الداخلية لدى الوكالة رائعة، حيث طوّرت ما يعادل مستودعاتها من أدوات التجسّس على مرّ السنين، والمفضّل لدي هو كاميرا الحرب الباردة المصممة لتبدو وتحوم مثل اليعسوب. إنّ الثورة في الذكاء الاصطناعي، وتدفّق المعلومات مفتوحة المصدر، إلى جانب ما نجمعه سرًّا، تخلق فرصًا تاريخية جديدة لمحلّلي وكالة الاستخبارات المركزية. نحن نعمل على تطوير أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي للمساعدة في استيعاب كل هذه المواد بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وتحرير الضبّاط للتركيز على ما يفعلونه بشكل أفضل: تقديم أحكام ورؤى منطقية عما يهم أكثر صنّاع السياسات وما يعني أكثر المصالح الأميركية. لن يحل الذكاء الاصطناعي محلّ المحلّلين البشريين، لكنه يعمل بالفعل على تمكينهم.

ومن الأولويات الأخرى في هذا العصر الجديد تعميق شبكة الشراكات الاستخباراتية التي لا مثيل لها لوكالة الاستخبارات المركزية في جميع أنحاء العالم، وهو أحد الأصول التي يفتقر إليها منافسو الولايات المتحدة الوحيدون حاليا.

إنّ قدرة الوكالة على الاستفادة من شركائها – من مجموعتهم، وخبراتهم، ووجهات نظرهم، وقدرتهم على العمل بسهولة أكبر في العديد من الأماكن مما تستطيع الوكالة – أمر بالغ الأهمية لنجاحها. وكما تعتمد الدبلوماسية على تنشيط هذه الشراكات القديمة والجديدة، كذلك الأمر بالنسبة للاستخبارات. إنّ مهنة الاستخبارات في جوهرها تدور حول التفاعلات البشرية، وليس هناك بديل عن الاتصال المباشر لتعزيز العلاقات مع أقرب حلفائنا، والتواصل مع ألد خصومنا، وتنمية ما هو بينهما. في أكثر من 50 رحلة خارجية خلال ما يقرب من ثلاث سنوات كمدير، قمت بإدارة سلسلة كاملة من تلك العلاقات.

في بعض الأحيان، يكون من الأفضل لضبّاط المخابرات التعامل مع الأعداء التاريخيين في المواقف التي قد يعني فيها الاتصال الدبلوماسي الاعتراف الرسمي. ولهذا السبب أرسلني الرئيس إلى كابول في أواخر آب/ أغسطس 2021 للتواصل مع قيادة طالبان قبل الانسحاب النهائي للقوات الأمر. وفي بعض الأحيان، قد توفّر علاقات وكالة الاستخبارات المركزية في أجزاء معقّدة من العالم احتمالات عمليّة، كما هي الحال في المفاوضات الجارية مع مصر، إسرائيل، قطر وحماس بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وإطلاق سراح الرهائن من غزة.

في بعض الأحيان، يمكن أن توفر مثل هذه العلاقات ثقلًا سريًا في الأوضاع المليئة بالصعود والهبوط السياسي. وفي بعض الأحيان، يمكن للدبلوماسية الاستخباراتية أن تشجع على تقارب المصالح وتدعم بهدوء جهود الدبلوماسيين وصانعي السياسات الأميركيين.

في الظلال

في كل يوم، عندما أقرأ البرقيّات الواردة من المحطات حول العالم، أو أسافر إلى عواصم أجنبية، أو أتحدث مع زملائي في المقرّ الرئيسي، أتذكر مهارة وشجاعة ضبّاط وكالة الاستخبارات المركزية، فضلاً عن التحديات التي يواجهونها. إنهم يقومون بمهام صعبة في أماكن صعبة. وخاصة منذ 11/9، وهم يعملون بوتيرة سريعة بشكل لا يُصدَّق. وفي الواقع، فإنّ الاهتمام بمهمة وكالة الاستخبارات المركزية في هذا العصر الجديد والمرهق يعتمد على الاهتمام بشعبنا. ولهذا السبب، قامت الوكالة بتعزيز مواردها الطبية في المقر الرئيسي وفي الميدان؛ وتحسين البرامج للأسر، والعاملين عن بعد، والأزواج الذين يعملون في مهنتين؛ واستكشفت مسارات وظيفية أكثر مرونة، خاصة لأخصائيي التكنولوجيا، حتى يتمكّن المسؤولون من الانتقال إلى القطاع الخاص والعودة لاحقًا إلى الوكالة.

لقد قمنا بتبسيط عمليّة تعيين الضبّاط الجدد. ويستغرق الأمر الآن ربع الوقت الذي كان يستغرقه قبل عامين للانتقال من تقديم الطلب إلى العرض النهائي والتصريح الأمني. وقد ساهمت هذه التحسينات في زيادة الاهتمام بوكالة المخابرات المركزية. في عام 2023، كان لدينا عدد أكبر من المتقدّمين مقارنة بأي عام منذ أعقاب أحداث 11 أيلول/ سبتمبر. نحن نعمل أيضًا بجدّ لتنويع القوى العاملة لدينا، حيث وصلنا إلى أعلى مستوياتها التاريخية في عام 2023 من حيث عدد النساء والمسؤولين من الأقلّيّات المعينين، فضلاً عن العدد الذي تمّت ترقيته إلى أعلى الرتب في الوكالة.

بحكم الضرورة، يعمل ضبّاط وكالة الاستخبارات المركزية في الظلّ، وعادة ما يكونون بعيدين عن الأنظار وبعيدين عن العقل؛ ونادرًا ما تكون المخاطر التي يتحمّلونها والتضحيات التي يقدمونها مفهومة جيّدًا. في الوقت الذي تكون فيه الثقة في المؤسسات العامة في الولايات المتحدة نادرة في كثير من الأحيان، تظلّ وكالة الاستخبارات المركزية مؤسسة غير سياسية على الإطلاق، ملزمة بالقَسَمِ الذي أقسمته أنا وكل شخص آخر في الوكالة للدفاع عن الدستور، وبالتزاماتنا بموجب القانون.

ويرتبط ضبّاط وكالة الاستخبارات المركزية أيضًا بشعور المجتمع، وبالتزام عميق ومشترك بالخدمة العامة في هذه اللحظة الحاسمة من التاريخ الأميركي، وهم يعرفون الحقيقة في النصيحة التي تلقّيتها منذ سنوات طويلة من والدي الذي كان يتمتّع بمسيرة عسكرية متميّزة. وبينما كنت أتصارع مع ما يجب أن أفعله في حياتي المهنية، أرسل لي رسالة مكتوبة بخط اليد: “لا شيء يمكن أن يجعلك أكثر فخراً من خدمة بلدك بشرف”. وقد ساعدني ذلك في إطلاق مسيرة مهنية طويلة ومحظوظة في الحكومة، أولاً في الخدمة الخارجية والآن في وكالة الاستخبارات المركزية. لم أندم أبدًا على الاختيار الذي قمت به. أنا فخورٌ جدًا بالخدمة مع الآلاف من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الآخرين الذين يشعرون بنفس الشيء تجاه أنفسهم، وهم يرتقون إلى مستوى التحدّي المتمثّل في عصر جديد.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: