الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 يناير 2024 15:45
للمشاركة:

ضربة “ميرون”.. ضربة استخباراتية أكثر من أي شيء آخر

لعلّ الوقت الذي يتطلّبه بحث حزب الله عن رد مناسب لعمليّة الاغتيال التي نفّذتها إسرائيل بحق نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت فرض اختيار هدف تصل الأيادي إليه بسرعة، وبنفس الوقت تكون خسارته مؤلمة بالنسبة للجيش الإسرائيلي وقدراته الأمنية.

وتتمتّع قاعدة “ميرون” العسكرية الإسرائيلية بمميّزات هامة جدًا، بل وفريدة من نوعها في كل فلسطين المحتلَة، حيث تقع على قمة جبل الجرمق، وهي الأعلى من بين الجبال الفلسطينيّة، وتُعدُّ مركزًا للإدارة والمراقبة والتحكّم الجوي الوحيد على جبهة العدو الشمالية، ولا بديل رئيسيًا عنها.

ويصل مدى الرؤية عبر المنظار من قاعدة “ميرون” إلى سوريا، لبنان، قبرص، تركيا، الأردن والعراق، كما وتمثّل مركزًا رئيسيًا لعمليّات التشويش الالكتروني على اتجاهات الدول المذكورة، ويعمل فيها عدد كبير من نخبة الضباط والجنود الإسرائيليين. وبالتالي، فإنّ خسارة مثل هكذا قاعدة تعني عمى استراتيجيًا كبيرًا يُضاف إلى واقع جيش الاحتلال في هذه الحرب الدائرة.

ولقي هذا الاستهداف صدى واسعًا لدى الإعلام العبري، حيث تحدث عن قدرة حزب الله على جمع المعلومات الخطيرة عن الجيش الإسرائيلي، خاصة أنّ الحزب ذكر في بيانه إنّ القاعدة العسكرية الإسرائيلية التي تُعتبر من نفس الوزن هي “متسبيه رامون” جنوب فلسطين المحتلّة.

وألقى هذا الاستهداف الضوء على قدرات إسرائيل الدفاعية الجوية، حيث لا يمكن أن تبخل على مثل هكذا قاعدة مهمة بأي شكل من أشكال الدفاع، وبالتالي فإنّ إصابة “ميرون” وتدميرها يثبّت بشكل نهائي قدرة حزب الله على إيصال صواريخه إلى حيث يشاء.

وفي هذا الإطار، قالت القناة 12 العبرية إنّ التقييم الإسرائيلي يدلّ على أنّ قاعدة “ميرون” تعرّضت لهجوم بصواريخ “كورنيت” قادرة على الوصول لمدة يصل إلى 10 كلم، وهو جيل أكثر تطوّرًا مما كان لدى الحزب خلال حرب تموز/ يوليو 2006، وأضافت القناة 12: “القبّة الحديدية ليست مصمّمة للتعامل مع هذا النوع من التهديد، لذلك يتعيّن على الجيش إيجاد حلول أخرى”.

ورأت القناة نفسها أنّ تعرّض “مثل هذه التجهيزات الحساسة في قاعدة ميرون للخطر بهذه الطريقة هي نقطة يجب التحقق منها والاستعداد لها في المستقبل”، وتابعت: “بناءً على ذلك، لا يقتصر الأمر على هذه المشأة فحسب، بل على منشآت استراتيجية أخرى”.

بدوره، علّق القائد السابق للقيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أشر بن لولو على الحدث بالتالي: “هاجم حزب الله موقعًا استراتيجيًا من الدرجة الأولى في الشمال. حدثٌ استثنائي للغاية. تترك إسرائيل نتائج الهجوم في ميرون غامضة. هذه هي الطريقة التي يتم بها بناء الردع”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: