الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 يناير 2024 15:13
للمشاركة:

“نيو يورك تايمز”: أين كان الجيش الإسرائيلي عندما هاجمت “حماس”؟

قالت صحيفة "نيو يورك تايمز" الأميركية إنه بعد أكثر من ساعة من بدء الهجوم الصاروخي الفلسطيني واقتحام الآلاف من مقاتلي حركة "حماس" المستوطنات، صدرت التعليمات من قبل الجيش الإسرائيلي لقوّات الطوارئ بالتوجّه جنوبًا والانتشار مع جميع الوحدات المتاحة التي يمكنها القيام بذلك بسرعة.

مع ذلك، وفق الصحيفة، لم يكن القادة العسكريون الإسرائيليون قد أدركوا بعد أنّ غزو المستوطنات يجري بالفعل على قدم وساق، وتابعت: “قُتل ما يقرب من 1200 شخص عندما فشل الجيش الأكثر تقدّمًا في الشرق الأوسط في مهمّته الأساسية: حماية حياة الإسرائيليين”.

وأجرى فريق من “نيو يورك تايمز” تحقيقًا لمعرفة أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في صدّ هجوم الفصائل الفلسطينية، وقد وجد أنّ الجيش كان يعاني من نقص في عدد الأفراد، كما كان خارج مواقعه، ويعاني من سوء التنظيم لدرجة أنّ الجنود تواصلوا عبر مجموعات مستحدثة على تطبيق واتساب واعتمدوا على منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات.

وسخرت الصحيفة من أداء الجيش الإسرائيلي، حيث أشارت إلى أنّ الكوماندوس اندفعوا مسلّحين بما يلزم معركةً قصيرة، كما تلقّى قادة طائرات الأباتشي الإسرائيلية أوامر بالاطلاع على التقارير الإخبارية وقنوات Telegram لاختيار أهدافهم!!

ونقلت الصحيفة عن جنود وضبّاط إسرائيليين حاليين أنه لم يكن هناك أية خطة للرد على هجوم فلسطيني واسع على المستوطنات، وأنه حتى لو كانت مثل هذه الخطة موجودة على الرف في مكان ما، فإنّ أحدًا لم يتدرّب عليها وقد اختلق مثل هكذا خطة الجنود في ذلك اليوم.

ولفتت “نيو يورك تايمز” إلى أنّ هذه الحقيقة تتعارض مع العقيدة العسكرية الإسرائيلية منذ أيام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق دايفيد بن غوريون، حيث كانت تدعو هذه العقيدة للبقاء على استعداد للقتال في موقف الهجوم وخوض المعارك فقط في أرض العدو.

وكشفت وثائق ومقابلات أجرتها صحيفة “تايمز” تفاصيل جديدة عن هجوم السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، مما دلّ على أنّ الكثير من الفشل الاستخباراتي كان بسبب عدم وجود خطّة، إلى جانب سلسلة من الأخطاء الاستخباراتية في الأشهر والسنوات التي سبقت الهجوم.

وتابعت “نيو يورك تايمز”: “إنّ القرارات في وقت لاحق كانت تشوبها الغطرسة. إنّ فكرة قيام حماس بتنفيذ هجوم طموح كان يُنطر إليها على أنها غير محتملة إلى حد أنّ مسؤولي المخابرات الإسرائيلية قاموا حتى بخفض التنصَت على حركة الاتصالات اللاسلكية لحماس، وخلصوا إلى أنّ ذلك كان مضيعةً للوقت”!

ووفق الصحيفة، استفادت “حماس” من الضياع في التحرّكات العسكرية الإسرائيلية، حيث قطعت تقاطعات الطرق السريعة الرئيسيّة، مما أدى إلى انشغال قوّات إسرائيلية بمعارك بالأسلحة النارية عندما محاولتهم دخول مستوطنات محاصرة. كما أدى حصار “حماس” للقاعدة العسكرية جنوب فلسطين المتحلّة إلى شلّ مركز القيادة الإقليمي، وبالتالي شلّ الرد العسكري!

ويتذكّر الجنرال باراك حيرام، الذي كان من المقرّر أن يتولّى قريبًا قيادة فرقة على طول الحدود مع غزة، عندما توجّه ليرى بنفسه كيف ردّ الجنود على الهجوم، تلقّيه رسائل نصّيّة من جنود يعرفهم في المنطقة جاء فيها:

“تعالوا أنقذونا”.
“أرسلوا الجيش بسرعة. إنهم يقتلوننا”.
“آسف لأننا نلجأ إليك، لقد نفذت الأسلحة بالفعل”.

وأضافت “نيو يورك تايمز”: “يشير الحجم الصغير للفرق (التي تحرّكت) إلى أنّ القعدة أساؤوا فهم التهديد بشكل أساسي. وانتشرت القوّات بالمسدسات والبنادق الهجومية، وهو ما يكفي لمواجهة مجموعة من المقاتلين الذين يحتجزون الأسرى، ولكن ليس للدخول في معركة واسعة النطاق”.

ونوّهت الصحيفة إلى أنّ السجلّات التي تم الحصول عليها تُظهر أنه حتى أثناء الهجوم، كان لا يزال الجيش الإسرائيلي يقدّر بأنّ “حماس” – في أحسن الأحوال – ستكون قادرة على اختراق السياج الحدودي في أماكن قليلة فقط، بينما خرقت “حماس” السياج في أكثر من 30 موقعًا، وسرعان ما توغّلت في عمق المستويات.

وعلى حد تعبير “نيو يورك تايمز”، “ما يزيد الطين بلّة، هو أنّ الجيش اعترف بأنه نقل سريّتين من قوات الكوماندوس – أي أكثر من 100 جندي – قبل يومين فقط من الهجوم إلى الضفة الغربية، وهو ما يعكس اعتقاد إسرائيل الخاطئ بأنّ هجوم حماس لا يشكّل تهديدًا وشيكًا”.

وأردفت: “عندما بدأت الهجمات، كان العديد من الجنود يقاتلون من أجل حياتهم بدلًا من حماية السكان القريبين. واقتحمت حماس قاعدةً واحدة، ناحال عوز، وأجبرت الجنود على تركها، وتركوا وراءهم أصدقاء قتلى”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: