الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 يناير 2024 12:08
للمشاركة:

“جيروزاليم بوست”: على الغرب إرسال رسالة لإيران وللحوثيين 

"لسوء الحظ، لم يفشل الإعلان في ردع الجماعة المسلحة اليمنية فحسب، بل قوبل بإنذار جريء: إذا تم اتخاذ إجراء ضدهم، فإن الحوثيين سوف يذهبون إلى حد مهاجمة السفن الحربية الأميركية انتقامًا". هذا ما يراه الكاتبان يوسي ماشاروف ونوح لازمي، اللذين أضافا في مقال لهما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنّ عدم الرد الأميركي على هجمات حركة أنصار الله هو سلوك محيّر خلفيّته عدم تصعيد الصراع في النطقة. 

في ما يلي الترجمة الكاملة للمقال: 

على مدى الشهرين الماضيين، عطّل الحوثيون الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهاجموا السفن المملوكة لإسرائيل والسفن التجارية الأخرى المتجهة إلى إسرائيل. 

رداً على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة في 10 كانون الأول/ ديسمبر عن تشكيل تحالف بحري دولي من عشر دول لمواجهة الحوثيين واستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر. ولسوء الحظ، لم يفشل الإعلان في ردع الجماعة المسلحة اليمنية فحسب، بل قوبل بإنذار جريء: إذا تم اتخاذ إجراء ضدهم، فإن الحوثيين سوف يذهبون إلى حد مهاجمة السفن الحربية الأميركية انتقامًا. 

تصاعدت التوترات بسرعة وأصبحت إيران، التي ساعدت حتى الآن في تخطيط وتوجيه هجمات الحوثيين، في المقام الأول من خلال سفينتها التجسسية، متورطة بعمق في هذه الاضطرابات. وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر، أطلقت إيران طائرة انتحارية من دون طيار على سفينة تابعة لإسرائيل في المحيط الهندي. بل إن طهران هددت بإغلاق طرق بحرية إضافية، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط. 

الرد الغربي سيغيّر كل شيء 

وتستدعي هذه التطوّرات المثيرة للقلق رداً غربيًّا حاسمًا من شأنه أن يمثّل تحوّلًا عن الموقف الحذر المفرط الذي تتبناه واشنطن حالياً. واستنادًا إلى تقارير إخبارية مختلفة، تقتصر أنشطة التحالف البحري الذي تم تشكيله مؤخرًا على الدوريّات عبر البحر الأحمر وجمع المعلومات الاستخبارية. تشير المهام من هذا النوع إلى موقف دفاعي، على عكس الموقف الأكثر حزماً الضروري لقمع الجماعات الجامحة. 

وعلى المنوال نفسه، من الصعب تبرير سياسة الاحتواء الأميركية العاجزة التي استمرت حتى في مواجهة حادث آخر في البحر الأحمر نفّذه الحوثيون في 26 كانون الأول/ ديسمبر. ووفقا للقيادة المركزية الأميركية، تم تدمير 12 طائرة مسيّرة وخمسة صواريخ. تم اعتراض الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل من قبل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأميركية “أيزنهاور” من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. ومع ذلك، يظلّ من المحيّر لماذا لم يأمر الرئيس جو بايدن بشن هجوم قاسٍ. 

وبينما يبدو أن إدارة بايدن تحاول تجنّب المواجهة المباشرة خوفًا من إثارة صراع أكبر، فإنّ الفشل في التصدّي لاستفزازات الحوثيين المستمرة وزيادة التدخل الإيراني يشير إلى أنّ مثل هذه الأعمال العدوانية يمكن أن تمر من دون عقاب. إذا لم تدفع إيران والحوثيون ثمنًا باهظا لمحاولتهم فرض حصار بحري، فلن تتعرّض التجارة الدولية لخطر شديد فحسب، بل سيتعرّض أمن المنطقة بأكملها للخطر أيضا. وبالتالي، لردع إيران وشريكها الاستراتيجي اليمني بشكل فعّال، يجب على واشنطن اتخاذ إجراء عسكري أكثر قوة. 

ومن المهم أن نتذكّر بأنّ إيران كانت تدعم الحوثيين باستمرار لأكثر من عقد من الزمن، مستغلّة ضعف الحكومة اليمنية والأزمة التي تمر بها البلاد. ومن خلال تسليح وتدريب الجماعة اليمنية، تهدف طهران إلى إنشاء معقل موالٍ لها في شمال اليمن – المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون – والتي من شأنها أن تهيمن على مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية. 

في الواقع، استهدفت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة العملاء الإيرانيين المسؤولين عن تنسيق وتسهيل المساعدة للحوثيين، مثل عبد الرضا شهلائي، الذي فشلت محاولة اغتياله في عام 2020. وقد ورد مؤخراً في بحث أجراه معهد واشنطن أنّ ناشطاً كبيراً آخر يُدعى أبو فاطمة قد حضر اجتماعات استراتيجية. 

وبموجب هذه الإجراءات، يجب على الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية – بعد أن قام الرئيس بايدن بإزالتهم مسبقًا من القائمة في خطوة محيّرة إلى حد ما. إنّ فرض عقوبات على الأفراد الإيرانيين واليمنيين المشاركين في تحويلات المساعدات المالية إلى المتمردين الحوثيين سيكون خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح. 

أما بالنسبة لإسرائيل، فقد صرّح وزير الدفاع يوآف غالانت إنّ إسرائيل ستراقب عن كثب الرد الأميركي على هجمات الحوثيين. وإذا ثبت عدم جدوى التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة، فسوف تضطر إسرائيل إلى التحرّك بمفردها باستخدام الهجمات المستهدفة، والعقوبات الاقتصادية، والحرب السيبرانية. 

ويجب على إسرائيل أيضًا تصنيف الجماعة اليمنية على أنها إرهابية وتعزيز جهودها الاستخباراتية في ما يتعلّق بالساحة اليمنية. 

وأخيرًا، سيتعيّن على إسرائيل أن تواجه إيران بشكل مباشر. وشدد هجوم 26 كانون الأول/ ديسمبر أيضًا على الحاجة الملحة لتدمير منشآت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على الأراضي الإيرانية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: