انخراط إيران في الاقتصاد العالمي.. هل يؤثر على الإنفاق العسكري السعودي؟
أعدّ الكاتب محمد رضى فارزنغان دراسة خلص فيها إلى الربط بين الإنفاق العسكري السعودي ومدى الانفتاح والاندماج الاقتصادي والتجاري الإيراني مع العالم، خاصة في ظلّ محاولة الرياض تحقيق رؤية 2030 الهادفة إلى نموّ كبير.
تحدّث الكاتب محمد رضى فارزنغان عن تأثير انخراط إيران في الاقتصاد العالمي على الإنفاق العسكري السعودي، مؤكدًا أنّ حالة العسكرة تترافق ارتفاع العجز في الميزانية والديون والعبء الضريبي.
وفي دراسة نشرها مركز “راوتلدج”، أشار الكاتب إلى أنّ الفساد يزداد في المشاريع العسكرية عندما ينخفض احتمال الكشف عن جودة الأسلحة، كما تدلّ الدراسة على ارتباط إيجابي بين الإنفاق العسكري والنمو الاقتصادي.
وذكّر فارزنغان بأنّ السعودية تخطط لاستخدام الإنفاق العسكري لتعزيز النمو الاقتصادي، حيث تريد من أجل تنفيذ رؤية 2030 الاستفادة من أكثر من 50% من الإنفاق على المعدّات العسكرية.
وفي هذا السياق، تظهر الدراسة أنّ أي صدمات تؤدي إلى زيادة الاندماج الاقتصادي لإيران في الاقتصاد العالمي، مثل إزالة العقوبات أو التحسّن الكبير في علاقات إيران السياسية مع القوى الإقليمية، قد تقلًل من حاجة لسعودية إلى إنفاق المزيد على جيشها، كما تفعل إيران.
وتدلّ المحاكاة التي أجرتها الدراسة، استنادًا إلى عقود من البيانات عن مغيّرات مشمولة في الدراسة، إلى أنّ الانفتاح الاقتصادي الإيراني من شأنه أن يقلّل من المخاوف الأمنية السعودية.
وتوفًر هذه النتيجة دليلًا إضافيًا على مكاسب السلام الكبيرة التي ستحققها السعودية بعد زيادة الانفتاح التجاري والاقتصادي، لا سيّما رفع العقوبات المفروضة على إيران، كإعادة تخصيص ميزانية أكبر لأنشطة إنتاجية مثل التعليم والاحتياجات الصحية، والتي أصبحت أكثر إلحاحًا، نظرًا لزيادة أعداد الشباب السعوديين.
وتلفت الدراسة إلى أنّ ثلثي سكان السعودية هم تحت سنّ 29 عامًا، وبالتالي من الضروري تخصيص جزء من الميزانية العسكرية الكبيرة لقطاع التعليم لمعالجة العجز في جودة التعليم في الدول الغنية بالنفط.
لكنّ الدراسة تلاحظ أثرًا سلبيًا للاندماج الاقتصادي الإيراني مع العالم، حيث قد ترى السعودية أنّ العناصر الاجتماعية والثقافية للمجتمع الإيراني ستصبح أكثر جرأة وقدرة على التأثير على السكان الشيعة بالقرب من السعودية، مثل اليمن، سوريا، العراق، البحرين ولبنان.
وتستدرك الدراسة بأنّ العزلة السياسية التي تعيشها إيران والعقوبات المفروضة عليها تولّد مخاطر أمنية أعلى للحكومة السعودية، مما يبرّر تخصيص الرياض ميزانية أكبر للجيش والدفاع.
