رقصة في سوق لبيع الأسماك تخلق جدلًا واسعًا في إيران
تسبب قيام المغنّي الشعبي الإيراني صادق بوقي بالرقص في الشارع مع أصدقائه في مدينة رشت الإيرانية بجدل واسع في البلاد على كافة الأصعدة الإعلامية والاجتماعية والسياسية، وقد نشر بوقي (70 عامًا) الفيديو على حسابه على "إنستغرام".
ولاقى الفيديو استحسانًا كبيرًا لدى روّاد مواقع التواصل، وخلال ساعات كان آلاف الإيرانيين قد تابعوا حساب بوقي.
في المقابل، انتشرت شائعات عن اعتقال بوقي من قبل الشرطة الإيرانية التي كذّبت الخبر على لسان رئيسها في محافظة جيلان، حيث أكّد أنّ الشرطة لم تعتقل بوقي بل تم تنبيه المشاركين بهذا العمل بعدم تكراره حفاظًا على النظم الاجتماعي وعدم الإخلال بالأعراف والتقاليد السائدة.
وفي مقابلة له مع وكالة “فارس”، قال بوقي إنه ليس هناك هدف خاص من الرقصة التي أدّاها، وأنه لم يقم أحد باعتقاله أو أذيته على الإطلاق، معتبرًا الرقصة تعبيرًا عن الفرح والسرور لا أكثر.
بدوره رأى الباحث الإيراني عباس عبدي أن هذه الحادثة مشابهة لما حدث لمهسا أميني، وأنّ قصة بوقي يمكن أن تكون درسًا مفيدًا لصانعي السياسات، باعتبارها مشابهة لقضية الحجاب، مضيفًا أنّ العبرة هي أنّ المنع الرسمي أو القانوني لسلوك ما يكون فعّالًا وعمليًّا عندما يكون ذلك السلوك مذموما في عقل ووجدان الناس والمجتمع، أما إذا لم يكن كذلك فإن المنع سيكون من دون نتيجة، وهو ما حصل مع بوقي حيث لم يُدِنْ الشعب هذا الفعل، بل رحّب به.
وأضاف عبدي في مقال له في افتتاحية صحيفة “اعتماد” الإصلاحية أنّ أي مواجهة رسمية أو أمنية لمثل هذا الفعل لن ترضي الناس وستثير اشمئزاز الرأي العام وتخلق ردود فعل غير متوقعة.
وتابع عبدي: “مثل هذا اللقاء يجعل هذا الشخص مشهورًا ومحبوبًا من الناس الذين رفضوا أي رد فعل حكومي، بل أبدوا دعمهم له، من خلال تكرار ما فعله بوقي، عبر الرقص الشعبي في الشوارع والأسواق. وهنا لن تستطيع الشرطة فعل شيئ لأنه لا يمكن مواجهة الحركات الشعبية كهذه”.
ودعا عبدي الحكومة والمسؤولين إلى ترك الناس ليعيشوا ويتفاعلوا كما يشاؤون، والاهتمام بأمن الناس والمجتمع.
كما نشرت صحيفة “همشهرى” التابعة لبلدية طهران على صفحتها الأولى يوم الثلاثاء 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023 صورة كبيرة لبوقي وهو يضع قدمه على مغنّي الرّاب الإيراني المعروف ساسي، واصفةً ما قام به بوقي بالتعبير عن روح الفن الإيراني والضربة الموجعة لأتباع الموسيقى والرقص الغربيين.
أما على المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي في إيران، فقد تصدّر وسم #صادق_بوقى التغريدات والمنشورات. على سبيل المثال، نشر علي فيديو لرقص شعبي إيراني معلّقًا: “انظروا إلى هذا الجمال”.
من جهته غرّد علي رشا معزي المستشار الإعلامي في مكتب الرئيس السابق حسن روحاني: “إنّ انتشار أغنية براى وفيدو المعلّمة الإيرانية، وفيديو رقصة بوقي يعني أنّ جميع الإيرانيين حاضرون على منصّة إنستغرام رغم حظرها داخل إيران، وهذا يعني أن الحظر على الانترنت في البلاد قد فشل فشلًا ذريعًا”.
حساب أخر كتب: “دعونا نشاهد صادق بوقي ونفرح قليلًا”.
أما السيد نيني، فاعتبر أنّ الناس تقدّر الشخص الذي يخرجهم من الحزن والغم وأخبار الحرب والفقر والفساد ويجلب لهم الفرحة.
كما أعاد بعض الايرانيين نشر مقاطع فيديو متداولة في إسرائيل لبعض المنتسبين من الجيش الإسرائيلي، الذين قاموا بتقليد رقصة بوقي.
في المقابل، اعتبر مجتبى أنّ نشر قصص بوقي وتتلو هي من فعل مافيا الفساد في البلاد وهدفها إبعاد الناس عن ملفّات الفساد مثل “شاي دبش”.
