الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 ديسمبر 2023 16:26
للمشاركة:

هكذا كان يخشى كيسنجر تمدّد النفوذ الإيراني.. والاتفاق النووي!

ظهرت إيران في تصريحات كثيرة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق الشهير هنري كسنجر، خاصة لجهة التحذير مما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المستقبل القريب لصالح الدولة التي يصفها كسنجر بالعدوّ. وأكثر ما لفت النظر في كلامه بهذا الشأن هو ما صرّح به عام 2017، عندما حذّر الرجل من أنّ تدمير تنظيم "داعش" في سوريا والعراق سيؤدّي إلى ظهور "امبراطورية إيرانية متطرّفة".

الرجل الذي يقيس مصالح الولايات المتحدة بميزان الذهب، جاء في مقال له نشره في تلك الفترة موقع CapX، أنّ معظم القوى غير “داعش” – بما في ذلك إيران الشيعية والدول السنية الرائدة – متّفقة على ضرورة تدمير التنظيم، لكنه سأل: “ما هو الكيان الذي من المفترض أن يرث أراضيه؟ ائتلاف السنّة؟ أم منطقة نفوذ تهيمن عليها إيران”؟

وليس خفيًّا على أحد محاولة غمز كسنجر في كلامه هذا إلى أنّ عودة الأراضي التي احتلّها “داعش” خلال سنوات قليلة إلى السلطة المركزية في بغداد أو في دمشق، قد ينعكس نفوذًا متقدّمًا لطهران في مستقبل المنطقة، وليس من الخفيّ أيضًا أنه يفضل إلى حد كبير أن يكون وارث تلك الأراضي هو “ائتلاف السنّة”، على حد تعبيره.

ولم تكن هذه هي الإشارة الأولى لكسنجر في هذا الشأن، حيث قال عام 2016 إنّ التحدّي الأكبر الذي يواجهه الشرق الأوسط هو “الهيمنة المحتملة” لإيران، بحسب ما ذكرت صحيفة “ألجماينر”.

وفي كلمة له أمام المؤتمر الأميركي – الإسرائيلي في ذلك العام، أضاف كسنجر: “يجب على الولايات المتحدة أن توضح إننا نعارض التوسّع الإقليمي الإضافي لإيران، وإنّ ما نطلبه من الإيرانيين هو التصرّف كأمَة، وليس مثل الصليبيّين”.

وتابع كسنجر: “ما علينا أن نتأكد منه هو أن لا تتمكّن إيران من تحقيق مثل هذا الوضع المهيمن الذي يؤدّي إلى انفجار المنطقة بأكملها”.

ماذا عن إلغاء الاتفاق النووي؟

رأى كسنجر أنّ إلغاء خطة العمل الشاملة المشتركة سيفيد إيران أكثر من الولايات المتحدة، لكنّه استدرك بالتالي: “لم أكن لأبرم الاتفاق، لكننا لن نحصل على الكثير من إنهائه الآن.. لقد قدّمنا بالفعل معظم التنازلات التي يتعيّن تقديمها. مع وجود الاتفاق، يتعيّن على الإيرانيين أن يظلّوا على الأقل ضمن الحدود الفنّيّة. أعتقد بأنّ إنهاء الاتفاق الآن سيمكّن الإيرانيين من القيام بأكثر مما نستطيع القيام به”.

لكن نصيحة كسنجر هذه تغيّرت بعد إلغاء الاتفاق ومحاولة العودة إليه عام 2022، حيث اعتبر أنّ “المشكلة في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني تكمن في خطورة العودة إلى اتفاق لم يكن كافيًا منذ البداية”.

وفي مقابلة له من مجلّة “ذا سبكتاتور” البريطانية، أضاف كسنجر أنّ أيَّ تعديل في اتفاق 2015 “يجعله على ما يبدو أكثر قبولًا للخصم”.

وشدّد كسنجر على أنه “لا يوجد بديل فعليًا عن القضاء على القوّة النووية الإيرانية”، مشيرًا إلى أنّ المشكلة المتأصّلة في الأزمة النووية المتعلّقة بإيران هي كون إسرائيل لا تستطيع تحمّل أكثر من ضربة نووية واحدة، مما يدفعها نحو تنفيذ ضربة استباقية.

وأردف كسنجر: “كنت متشكّكًا للغاية بشأن الاتفاق النووي الأصلي. اعتقدت بأنه سيكون من الصعب التحقّق من وعود إيران، وأنّ المحادثات خلقت بالفعل نمطًا ربما كان من الممكن فيه إبطاء التعزيز النووي قليلًا، لكنّه أصبح أكثر حتميّة”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: