الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 نوفمبر 2023 17:36
للمشاركة:

ضربات اليمن لإسرائيل.. هل ظهر ظلّ إيران مجدّدًا؟

هزَّ نبأ سيطرة القوّات المسلّحة لحكومة صنعاء على سفينة تعود ملكيّتها إلى رجل أعمال إسرائيلي مشهد الحرب الدائرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة بقوّة، إذ أضاف تعقيدًا على حرب لا ينقصها التعقيد منذ ساعاتها الأولى، وتجذب تركيز جهات فاعلة عدّة حول العالم.

بطريقة أخرى، لم يكن القادة الإسرائيليون يتمنّون أبدًا أن يروا – وهم ينظرون إلى الاقتصاد الإسرائيلي مشلولًا بدرجة كبيرة منذ بدء المعارك، حيث يتكبّد خسائر يومية بقيمة 270 مليون دولار – رفع البطاقة الحمراء بوجههم فوق مياه باب المندب والبحر الأحمر. هذا تحديدًا ما فعله اليمنيون.

لعلّ التحرّك اليمنيّ المباغت هذا أضاف نقطتين فوق جداول الحسابات الإسرائيلية الطويلة مع الحرب الدائرة:

أوّلا التهديد المباشر للتجارة الإسرائيلية، وهو ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطير.

ثانيًا، طاقم السفينة الذي بات بحكم الأسير، مما قد يولد ضغطًا من دوله يطالب بوقف الحرب، حيث أنً ما أعلنه المسيطرون على السفينة هو أنهم قاموا بما قاموا به نصرةً لأهل الغزة والمقاومة هناك.

كلّ ذلك حدث وأرسى تردًداته من دون أيّ قدرة لإسرائيل على الرّد بأي شكلٍ حتى الآن.

الغمز عن إيران

وبعد اتهامات عدة سيقت لطهران بتنسيق وإعداد هجوم 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر الذي قامت به الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل، ها هي الأصابع الإسرائيلية والغربية تتّجه مجدّدًا نحو اتهامات مماثلة وإن كانت بلهجة أقلّ حدّة.

وفي هذا السياق، رأت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنّ الهجوم الذي شنّته حركة “أنصار الله” الحوثية بمروحيّة على سفينة تابعة لإسرائيل في البحر الأحمر يسلّط الضوء على الخطر الكامن على أحد طرق الشحن الرئيسية في العالم مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، مضيفةً أنّ تكتيكات اليمنيين تعكس تكتيكات إيران.

هذا الاتهام، وإن كان غير مباشر، عزّزه تصريح مسؤول عسكري أميركي لوكالة “أسوشييتد برس” من دون الكشف عن اسمه، حيث قال: “هذا الأمر يحمل كلّ الدلائل على أنّ هؤلاء الأشخاص قد تم تدريبهم على يد جيش محترف، والذي يمكن أن يكون إيران بكلّ وضوح. هذا شيء لم نره من قبل”.

بدورها اعتبرت شركة RANE المتخصّصة في الاستخبارات عن المخاطر أنّ التكتيكات التي يستخدمها اليمنيّون تذكّر بتلك التي لجأ إليها الحرس الثوري الإيراني عند الاستيلاء على السفن خلال سنوات التوتر المتعلّق بالاتفاق النووي مع القوى العالمية.

كما وصفت شركة “أمبري”، وهي شركة استخبارات خاصة، عمليّة الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية بأنها على “الطراز الإيراني”، وتابعت: “أظهر الحادث زيادة كبيرة في قدرة الحوثيين على تعطيل الشحن التجاري”.

هل تتأثّر العلاقات مع السعودية؟

وسط مخاطر خلط الأوراق في المنطقة، وحساسية البحر الأحمر ومضيق باب المندب بالنسبة للتجارة الدولية، يمكن أن تشكّل العمليّات اليمنية في هذه المنطقة بابًا جديدًا للتوتّر مع السعودية، الذي بدأ يدور الحديث عن تعرّضها لضغوط قد تضرب تحسّ علاقتها مع “أنصار الله”.

وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، تتعرّض الخطط المتقدّمة للسعودية للتوصل إلى اتفاق شامل مع “أنصار الله” للخطر بسبب الهجمات على إسرائيل والاستيلاء على سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

وأضافت الصحيفة أنّ الرياض تأمل بالحفاظ على جدار حماية بين محادثات السلام مع اليمن والهجمات ضد إسرائيل، مشيرةً إلى أنً لندن وواشنطن بدأتا بشنّ ضغوط على الرياض لإعادة تصنيف “أنصار الله” كجماعة إرهابية.

وفي السياق، نوّهت “الغارديان” إلى تقارير تفيد بأنّ الولايات المتحدة مستعدّة لشنّ هجوم على مواقع عسكرية يمنية في صنعاء وما حولها، بالإضافة إلى الموانئ، ما لم يتم إطلاق سراح السفينة الإسرائيلية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: