الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 نوفمبر 2023 17:59
للمشاركة:

السوداني في طهران.. غزة والاتفاقية الأمنية محور المباحثات

وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني صباح الاثنين إلى إيران في زيارة رسمية، حيث استقبله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر سعد آباد التاريخي العاصمة طهران.

وعقد الجانبان بعد اللقاء مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا، علّق خلاله السوداني على كلام وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن عن عدم تطوّر الحرب في المنطقة، بأنّ قرار عدم جرّ المنطقة إلى حرب شاملة هو في أيدي مرتكبي الجرائم بحق أهل غزة.

وتابع السوداني: “إزاء ما يحصل في غزّة، نؤكد أنّ المجتمع الدولي والمنظومة الدولية فشلا في الإيفاء بالتزاماتهما تجاه الشعب الفلسطيني.. نعمل بكل جدّ على فتح الممرّات الإنسانية، والعراق أرسل قوافل من المساعدات”، مشدّدًا على أنّ الشعب الفلسطيني يتعرّض لإبادة جماعية، وأنّ مواقف العراق وإيران مُتناسقة بشأن استمرار المساعي للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار.

ووصف السوداني كلام الأميركيين عن تقديم المساعدة إلی غزة وإعلان وقف إطلاق النار بالكذب التام، وأردف: “هذا الادعاء لا يتوافق مع ما يفعله الأميركيون. إنهم یفتحون عملياً أيدي الكيان الصهيوني على القتل والمجازر، وذلك باستخدام حق النقض ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن”.

ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أنّ زيارته لطهران تؤكّد على عمق العلاقة بين البلدين وحجم الأمور المشتركة، كما تكتسب أهميّتها من الظروف الحسّاسة التي تشهدها المنطقة، مضيفًا أنّ هناك فرصًا كبيرة تؤسّس لشراكة اقتصادية، في مقدمتها طريق التنمية.

ونوّه السوداني إلى أنّ اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين تمكّنت من إزالة كل بؤر التوتّر في المناطق الحدودية.

واستقبل القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له، حيث دعا لزيادة الضغوط السياسية للعالم الإسلامي على الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف قتل أهل غزة.

ورأى خامنئي أنّ العراق دولة مهمة في المنطقة تستطيع أن تلعب دورًا خاصًا في هذا المجال.

ووفق خامنئي، فمنذ الأيام الأولى للهجمات الإسرائيلية على غزة، تشير كل الأدلّة إلى تورّط الأميركيين المباشر في إدارة الحرب، مضيفًا أنه مع استمرار هذه الحرب، تصبح أسباب الدور الأميركي المباشر في توجيه الجرائم الإسرائيلية أقوى وأكثر وضوحًا.

وشدّد القائد الأعلى الإيراني على أنه لو لم تكن هناك مساعدات عسكرية وسياسية أميركية لإسرائيل، لما تمكّنت الأخيرة من الاستمرار.

وفي نفس الوقت الذي عُقدت فيه اجتماعات السوداني، عُقد المؤتمر الصحفي الأسبوعي للمتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، وقد صرّح بشأن الزيارة العراقية بالتالي: “لا أعلم إن كان السوداني يحمل معه رسالة في هذه الزيارة أم لا، لكن في ظلّ احتمالية توسيع نطاق الأزمة في المنطقة، لا يُستبعد ذلك”.

وأكمل: “جميع دول المنطقة تعتبر الكيان الإسرائيلي تهديدًا لأمن المنطقة، نظرًا إلي مستوى وحجم جرائمه خلال 75 عامًا، واحتلاله لمناطق من سوريا ولبنان، ودعمه للعديد من الحركات الإرهابية”.

من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان على هامش مؤتمر صحفي مشترك بين رئيسي والسوداني أنه في الأيام الثلاثة الماضية، أرسل الأميركيون لإيران رسالة مفادها بأنهم يسعون إلى وقف لإطلاق النار.

وأضاف: “لقد اتّخذوا إجراءات، لكنهم على أرض الواقع دعموا فقط القتل الجماعي والإبادة الجماعية في غزة.. نأمل أن تغيّر الولايات المتحدة سياستها في أسرع وقت ممكن”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: