الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة17 أكتوبر 2023 09:43
للمشاركة:

ما التالي على الجبهة اللبنانية؟

بين الأحد والاثنين شهدت الجبهة اللبنانية تصعيدا استثنائيا مع زيادة ملحوظة في الهجمات من قبل حزب الله وإطلاق حماس للصواريخ. القصف الإسرائيلي أضحى جنونيا بدوره مع استخدام ملحوظ للقنابل الفوسفورية





الواضح هنا أن مبدأ العين بالعين يأخذ منحى جديداً مع إصرار حزب الله وإسرائيل على الرد على كل هجوم. مع ذلك يمكن تسجيل تمنّع “محور المقاومة” بداية عن رسم خطوط حمراء واضحة لإسرائيل، لكنه ما لبث وتحديدًا من خلال تصريحات وزير الخارجية الإيراني أن أرسل إشارات بأنه مستعد للذهاب إلى أبعد مدى ممكن، خاصة عندما استخدم الوزير عبارة نحارب في غزة كي لا نواجه هذا في مدننا.  هذا يُبقي احتمال نشوب صراع أوسع نطاقًا عند نسبة 50/50.

في الشكل، هناك مؤشرات على استعداد حزب الله وإيران مع حلفائها لجولة طويلة من التوتر بما في ذلك إنشاء غرفة عمليّات مركزية في لبنان لهذه القضية. لكن اللافت في الأمر حتى الآن هو اقتصار التوتر على الخط الحدودي الذي يمتد إلى 120 كيلومتراً. ولم ترد إسرائيل خارج منطقة العمليات، بينما لا تزال هجمات حزب الله محصورة داخل الأهداف العسكرية.

سواء في لبنان أو خارجه، يتساءل الكثيرون متى سيتحدّث الأمين العام لحزب حسن نصر الله، وما إذا كان سيفعل ذلك قريباً.  المحتمل في هذا السياق أن لا يتحدث في أي وقت قبل أن يتخذ الصراع اتجاهًا واضحًا، وعندها فقط يستطيع رسم خطوطه. والاتجاه الواضح يعني:

أ- إسرائيل تبدأ عمليّتها البرية

ب- إسرائيل تقرّر التصعيد على الحدود اللبنانية

ج- ظهور عناصر غير متوقعة، أي خسائر فادحة في الجانب اللبناني أو الإسرائيلي في ضربة واحدة.

وكما كان الحال من قبل، فإنّ الجبهة السورية (بعيداً عن حسابات النظام) ستكون دائماً مثيرة للاهتمام، نظراً لاستثمارات حزب الله وإيران في البنية التحتية العسكرية هناك على مدى السنوات الماضية.

وأخيرا، ليست كل الأوراق مطروحة على الطاولة. لكن الواضح حتى اللحظة أن حزب الله يتقدّم على الإسرائيلي بخطوة، حيث أنه لا يتعرّض للضغوط، ولديه القدرة على المناورة على الحدود واللعب بأساليب متعددة، كما يعمل على جبهات متعددة (لبنان/ سوريا).

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: