الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 أكتوبر 2023 22:26
للمشاركة:

اجتماعات وتخطيط من بيروت.. وول ستريت جورنال: هكذا خُطط لهجوم حماس

ينقل الكتًاب سمّر سعيد، بينوا فوكون وستيفن كالين عن مصادر من حركة "حماس" الفلسطينية، وحزب الله واللبناني، بالإضافة إلى مصادر إيرانية وسورية أنّ اجتماعات حصلت في بيروت بإشراف الحرس الثوري الإيراني، جرى خلالها الإعداد للهجوم الفلسطيني الأخير على إسرائيل، حيث بدأت التحضيرات منذ آب/ أغسطس الماضي.

ويضيف الكتّاب في مقالهم في صحيفة “وول ستريت جورنال” أنً هذه الاجتماعات حضرها كل من قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عيد اللهيان.

وتشير الصحيفة الأميركية وفقا لأعضاء كبار في حماس وحزب الله إلى أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس يوم السبت على إسرائيل، وأعطوا الضوء الأخضر للهجوم في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي.

وقال هؤلاء الأشخاص إن ضباط الحرس الثوري الإيراني عملوا مع حماس منذ آب/ أغسطس الماضي لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية – وهو أهم خرق لحدود إسرائيل منذ حرب يوم الغفران عام 1973.

وأضافوا أنه “تم تنقيح تفاصيل العملية خلال اجتماعات عدّة في بيروت حضرها ضباط الحرس الثوري الإيراني وممثلو أربع فصائل مسلّحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس، وحزب الله”.

الصحيفة لفتت إلى أن المسؤولين الأميركيين أعلنوا أنهم لم يروا أي دليل على تورّط طهران. وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، بُثت يوم الأحد، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: “لم نر بعد دليلاً على أنّ إيران وجّهت هذا الهجوم بالذات أو كانت وراءه، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة”.

وقال مسؤول أميركي معني بالاجتماعات: “ليس لدينا أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية”.

ومع ذلك، قدم مسؤول أوروبي ومستشار للحكومة السورية نفس الرواية عن تورّط إيران في الفترة التي سبقت الهجوم مثل كبار أعضاء حماس وحزب الله.

وردا على سؤال عن الاجتماعات، قال محمود ميرداوي، وهو مسؤول كبير في حماس، إن الحركة خططت للهجمات من تلقاء نفسها. وقال: “هذا قرار فلسطيني”.

ولم يستجب الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة في نيويورك لطلب التعليق. 

بناء على ما سبق، اعتبر الكتاب أن الدور الإيراني المباشر من شأنه أن يخرج صراع إيران مع اسرائيل من الظلّ، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط. 

“تتمثل الخطة الأوسع للحرس الثوري الإيراني بخلق تهديد متعدد الجبهات يمكن أن يخنق إسرائيل من جميع الجوانب – حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس في غزة والضفة الغربية”، وفقًا لما أوردته “وول ستريت جورنال”عن مسؤولين بارزين من حماس وحزب الله وإيران.

وقال كبار أعضاء حماس وحزب الله إن إيران وضعت جانبا الصراعات الإقليمية الأخرى، مثل نزاعها المفتوح مع المملكة العربية السعودية في اليمن، لتكريس الموارد الخارجية للحرس الثوري الإيراني لتنسيق وتمويل وتسليح الجماعات المعادية لإسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله.

وقال المسؤول الإيراني: “نحن الآن أحرار في التركيز على الكيان الصهيوني. إنهم الآن معزولون للغاية”. مهددًا بأن “بلاده سترد على أي هجوم عليها بضربات صاروخية على إسرائيل من لبنان واليمن وإيران، فضلا عن أنها سترسل مقاتليها من سوريا لمهاجمة إسرائيل”.

وكان الهدف هو ضرب إسرائيل في وقت تبدو فيه مشتتة بسبب الانقسامات السياسية الداخلية بشأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال أعضاء كبار في حماس وحزب الله إن الهجوم كان يهدف أيضًا إلى تعطيل المحادثات المتسارعة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، والتي تعتبرها إيران تهديدًا.

بناءً على اتفاقات السلام مع مصر والأردن، فإنّ توسيع العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربية يمكن أن يخلق سلسلة من الحلفاء للولايات المتحدة تربط ثلاث نقاط اختناق رئيسية للتجارة العالمية – قناة السويس، ومضيق هرمز، وباب المندب الذي يربط البحر الأحمر.

وقال الباحث البارز المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن حسين إبيش: “هذه أخبار سيئة للغاية بالنسبة لإيران. إذا تمكّنوا من القيام بذلك، فإنّ الخريطة الاستراتيجية ستتغيّر بشكل كبير على حساب إيران”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” إنّ قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني أطلق التنسيق بين العديد من الجماعات المحيطة بإسرائيل في نيسان/ أبريل خلال اجتماع في لبنان، حيث بدأت حماس العمل بشكل وثيق مع مجموعات أخرى مثل حزب الله لأول مرة.

وقال المسؤول الإيراني إنه في ذلك الوقت تقريبًا، شنّت الجماعات الفلسطينية مجموعة نادرة من الهجمات المحدودة على إسرائيل من لبنان وغزة، تحت إشراف إيران. وقال المسؤول: “لقد كان نجاحاً هائلاً”.

وتتابع الصحيفة الأميركية كاشفة أن ممثلين عن هذه المجموعات التقوا مع قادة فيلق القدس مرّة كل أسبوعين على الأقل في لبنان منذ آب/ أغسطس لمناقشة الهجوم الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على إسرائيل وما سيحدث بعد ذلك.

وبحسب ما كشفته تلك الصحيفة فإن قاآني حضر بعض تلك الاجتماعات إلى جانب زعيم حزب الله حسن نصر الله، وزعيم الجهاد الإسلامي النخالة، وصالح العاروري، القائد العسكري لحركة حماس.

كما حضر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اجتماعين على الأقل.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: