الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 أكتوبر 2023 06:02
للمشاركة:

هل باتت الرياضة طريقًا سريعًا بين الرياض وطهران؟

وصف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اتفاق إيران والسعودية على استئناف المباريات ذهابًا وإيابًا بين أنديتهما بعد سبع سنوات من المنافسة في ملاعب محايدة بالاتفاق الخلًاق.

وشكّلت مباراة نادي النصر السعودي مع نادي بيرسبوليس الإيراني نقطة تحوّل في التواصل بين البلدين، خاصة عندما لعب النجم العالمي كريستيانو رونالدو أولى مبارياته على الأراضي الإيرانية، بعد حفاوة غير عادية لقيها هذا اللاعب، ولحظات شاركها مع مشجّعين إيرانيين انتظروا طويلًا لرؤيته.

لم يكن الجمهور الإيراني على موعد فقط مع رونالدو، حيث وصل النجم البرازيلي نيمار برفقة فريق الهلال السعودي الذي من المقرر أن يواجه نادي نساجي الإيراني، كما سيلعب فريق الاتحاد مع فريق سيباهان في مدينة اصفهان.

سابقًا، جاء الطلب من الطرف السعودي إقامة المباريات مع الأندية الإيرانية على أرضٍ محايدة من أجل ضمان سلامة اللاعبين السعوديين، بعدما انقطعت العلاقات الدبلوماسية الثنائية على إثر إحراق السفارة السعودية في طهران، ردّاً على إعدام الشيخ نمر باقر النمر من قبل الرياض عام 2016.

وينظر البعض إلى الرياضة كباب لدخول الأموال إلى بعض القطاعات الإيرانية. في هذا الإطار، قال أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في كلّية سكيما للأعمال في فرنسا سايمون تشادوك: “تحسّن العلاقات السعودية – الإيرانية يجمع بين القوّتين الرياضيّتين في الشرق الأوسط”.

وتابع: “بالنظر إلى برنامج الاستثمار الرياضي الكبير في المملكة العربية السعودية، يمكننا أن نرى الأموال تُنفق عبر البحر في إيران”.

وتذكّر مواقع أجنبية هنا بتصريح لافتٍ لوزير المالية السعودي محمد الجدعان في مقابلة تلفزيونية له بتاريخ 15 آذار/ مارس، جاء فيه أنّ استثمارات كبيرة في إيران ستتمُّ “بسرعة كبيرة”.

ولا يستبعد مراقبون استقدام لاعبين إيرانيين إلى النوادي السعودية، حيث أنّ الأخيرة باتت تمتلك اليوم أكثر دوريّات كرة القدم إنفاقًا في آسيا.

وفي هذا المجال، قال المتخصص بالشؤون الرياضية الآسيوية بالجيت ريهال: “يتمتّع اللاعبون الإيرانيون بسمعة قوية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتحظى مهاراتهم مواهبهم بتقدير كبير”.

وأضاف: “الأندية السعودية تستثمر حاليًا بشكل كبير في الرياضة، وهي تبحث دائمًا عن اللاعبين الموهوبين.. أتوقّع أن تكون الأندية السعودية مهتمّة للغاية بالتعاقد مع المواهب الإيرانية المحترفة”.

إذًا هي مصلحة متبادلة بكلّ ما للكلمة من معنى، فبينما سيهتمّ اللاعبون الإيرانيون بكسب المال بالعملة الصعبة في بلد قريب من إيران جغرافيًا، يعتقد محلل كرة القدم بهنام جعفر زاده بأنّ الأمر أكثر من مجرّد كسب للمال.

ويعلّق هنا بهنام زاده بالتالي: “بسبب المشاكل الاقتصادية في إيران في الوقت الحالي، فإنّ تلقّي الأموال بالدولار سيكون أمرًا رائعًا للّاعبين، لكنه ليس السبب الوحيد الذي يجذبهم إلى الأندية السعودية. الاستثمار الضخم في كرة القدم هناك أذهل أنظار العالم، مع وجود لاعبين رائعين، وليس رونالدو فقط. سيكون مكانًا رائعًا لتقديم الأداء”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: