التلفزيون الإيراني يبثّ مباريات الدوري السعودي.. فرص وتحديات أمام المنافسة الرياضية
لأوّل مرّة، بدأ التلفزيون الإيراني بثّ مباريات الدوري السعودي لكرة القدم اعتباراً من الجمعة الأوّل من أيلول/ سبتمبر الحالي، وقد تمّ نقل الكلاسيكو السعودي، أي مباراة فريقي الهلال والاتحاد على شاشة التلفزيون الإيراني، بالإضافة إلى المباراة بين الأهلي والفتح وكذلك النصر والفتح -حزم .
ووصفت بعض وسائل الإعلام الإيرانية هذه الخطوة بـ “حدث التاريخي”، كما علّقت تقارير إخبارية بالقول: “كرة القدم السعودية في ذروتها، نجوم كرة القدم العالمية يستقرون في المملكة، مستوى بث المباريات حلم، لكن الليلة الماضية حدث شيء جديد، لأوّل مرة يتم بث مباراة من الدوري السعودي على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الإيراني”.
في هذا الشأن تحدثت “جاده إيران” مع خبير كرة القدم والعضو السابق في هيئة تحرير صحيفة “ايران” الرياضية الحكومية سعيد زاهديان. حيث أشار إلى أن كرة القدم ثنائيّة القطب في كل منطقة من مناطق العالم، فهي تخلق منافسة مثيرة بين الفرق التي تقسم سكّان المنطقة أو العالم كلّه إلى مجموعتين. مثلًا في شرق آسيا: كوريا واليابان. في أميركا الجنوبية: البرازيل والأرجنتين. في الدوريات المحلية: برشلونة وريال أو ميلان وإنتر أو مانشستر سيتي و مانشستر يونايتد.
وتابع زاهديان بالقول إنّ هذه المنافسة تحكم أيضًا الشرق الأوسط، لكنّ العقوبات منعت إيران من المشاركة في المنافسة المالية والتجارية مع السعودية، على حدّ قوله.
ومن وجهة نظر الشركات والبث التلفزيوني، فإن المبارزة الرياضية الإيرانية – السعودية جذّابةٌ بسبب الخلفية السياسية، لكنها لا تستطيع العمل في إيران لأسباب واضحة، مثل مشاكل البث التلفزيوني وتحويل الأموال.
وأضاف زاهديان أنه بسبب هذه المشاكل، فإنّ العديد من المدربين إما لا يأتون إلى إيران، أو يهربون بعد مجيئهم، كما فعل المدرّب الأرجنتيني غابرييل كالديرون وأندريا ستراماتشوني وحتى مارك فيلموتس، لافتًا إلى أنّ معظم المدرّبين الغربيين لا يأتون إلى إيران حتى لو دُفع لهم الكثير من المال، لأنهم لا يستطيعون الحصول على ضمان بالدفع في الوقت المناسب.
ونتيجة لذلك، وفق زاهديان، حققت السعودية وحتى قطر نموًّا غريباً في هذا المجال، فمشروع قطر كان استضافة كأس العاام، وكانت رؤيتهم هي قطر 2022، وقد اكتملت هذه الرؤية فعلًا. والآن بدأت السعودية هذا المشروع الإعلاني الجذًاب مع نجوم مثل نيمار وبنزيما لاستضافة كأس العالم، بحسب خبير كرة القدم.
ويرى زاهديان بأنّ كرة القدم تدخل في فئة صناعة الترفيه، واصفًا وضع إيران في هذا المجال بأنه تحت الصفر.
وتابع: “الآن، مع رؤية رونالدو وبنزيما والعديد من اللاعبين الآخرين الذين سيلعبون مقابل الفرق الإيرانية مثل برسبوليس وسباهان ونساجي في دوري أبطال آسيا، فإنّ ترفيه الناس جذّابٌ وممتع”.
وأكمل: “الناس لديهم القليل من الثقة في التلفزيون المحلّي الإيراني، والجزء الوحيد الذي يشاهده الناس على شاشة التلفزيون من دون عقوبات، والذي يتميّز بقدر أقل من النزعة السياسية، هو كرة القدم”.