الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 سبتمبر 2023 07:10
للمشاركة:

إيقاف موقع “انتخاب”.. تدنّي الثقة بالإعلام المحلّي؟

أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية مساء الإثنين 4 أيلول/ سبتمبر عن إيقاف موقع "انتخاب" الذي يملكه الصحافي مصطفى فقيهي، وهو أحد المؤيدين لتيّار الاعتدال، تحديدًا تيّار الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، كما أنّ فقيهي كان من الدّاعمين لحكومة الرئيس السابق حسن روحاني خلال سنوات حكمه ما بين عامي 2013- 2021.

وأرجعت “فارس” قرار إيقاف الموقع إلى مخالفته للمادة 12 من قانون الصحافة، وقرارات المجلس الأعلى للأمن القومي، مشيرةً إلى أنّ القضية أحيلت إلى السلطة القضائية.

وفي السياق، قال فقيهي إنه لم يتم إطلاعه على سبب إيقاف موقعه، وذلك في مقابلة له مع صحيفة “شرق” الإصلاحية، مضيفًا أنه ينتظر القرار الرّسمي من الجهة المعنيّة.

من جهة أخرى كتب المحافظ السابق للبنك المركزي الإيراني عبد الناصر همّتي على منصّة “إكس”: “من المؤسف أن يتم حظر وسيلة إعلامية بسبب انتقادها للحكومة، في حين تقوم وسائل الإعلام التابعة لها بتدمير منتقدي الحكومة”.

أما المتحدث باسم الحكومة السابقة علي ربيعي، فقد رأى في تعليق له على إيقاف موقع “انتخاب” أنّ إيران تحتاج إلى أصوات أكثر من الداخل، محذرًا من ارتفاع أصوات “الحاقدين” أكثر نتيجة الخطوة الأخيرة.

وورد على وكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري أنه تم تناول قضيّة موقع “انتخاب” في اجتماع مجلس الرّقابة على الصحف يوم الاثنين الماضي، وتحديدًا ما يتعلّق بتقريرٍ مصوَّر نُشر بعنوان: “مزاد العلامة التجارية الإيرانية؛ إلى هذا الحد وصلت السياسة الخارجية الإيرانية”.

واعتبرت الوكالة أنّ “محتوى الفيديو يخرج عن حدود القانون، ويتعارض مع المصالح الوطنية والسياسات الأصولية للنظام الإيراني بشأن السياسة الخارجية”.

وحمل هذا الفيديو المنشور بتاريخ 22 آب/ أغسطس الماضي انتقادات للسياسة الخارجية لحكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، وقيل فيه إنّ “سياسة التوجه شرقًا ذات التوجه الرّوسي التي انتهجتها حكومة رئيسي هي بمثابة ضربة قاتلة لتقاليد السياسة الخارجية الإيرانية خلال القرن المنصرم”.

وشدّد الفيديو على أنّ اعتماد سياسة بحتة تحت عنوان”التوجه شرقًا” في الحكومة الحالية قلّل من جاذبية إيران ونفوذها الدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر بلغ ذروته لدى تعامل إيران مع الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وبرأي موقع “انتخاب” فإنّ حكومة رئيسي نالت مكافأة “التوجّه شرقًا” من خلال إهانةٍ صريحة تلقّتها من روسيا والصين بخصوص وحدة وسلامة أراضي إيران.

ولم يُرجع فيديو “انتخاب” تحسّن علاقات إيران الإقليمية إلى القوّة الدبلوماسية للحكومة، حيث قدّر أنَ دولًا قرّرت التواصل تكتيكيًا مع إيران لتجنيب مخططاتها التنموية أي أضرار، مستدلًا على ذلك بإحياء العلاقات مع السعودية.

وعن موقف الكويت والسعودية بخصوص حقل درّة/ آرش، ذكّر الفيديو بأنً هاتين الدولتين في الأساس لا تعترفان بأي حقوق لإيران في الحقل، كما نبّه إلى ابتعاد العراق عن إيران في ظلّ حكومة رئيسي.

كذلك وصف “انتخاب” الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمّدة في الخارج وتحويلها إلى بنك في قطر بالخطوة إلى الوراء بالنسبة لإيران، مشبّهًا الحكومة الإيرانية الحالية بحكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لناحية إصدار القرارات الدولية ضد طهران.

ويأتي إيقاف موقع “انتخاب” متزامنًا مع تصريح للرئيس ابراهيم رئيسي جاء فيه: “قلتُ منذ اليوم الأول إنه إذا قدّمت الحكومة شكوى ضد وسيلة إعلام أو وكالة أنباء أو شخص، سنتجاوزها، وحتى اليوم فإنني لم أتقدّم بشكوى على أي صحافي أو إعلامي”.

وعلى الرغم من هذا الموقف إلا أنّ إغلاق موقع “انتخاب” هو الإغلاق السادس من نوعه في المجال الإعلامي خلال عامين من عمر حكومة رئيسي:

1- موقع “ركنا” الإخباري في 6 شباط/ فبراير 2021، وقد تم إنهاء الإيقاف بعد فترة قصيرة.
2- صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وقد دام الإيقاف حتى 6 كانون الثاني/ ديسمبر 2022
3- صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية في 10 كانون الثاني/ ديسمبر 2022، ودام الإيقاف حتى 28 كانون الثاني/ ديسمبر 2022
4- صحيفة “سازندكي” الإصلاحية في 20 شباط/ فبراير 2023، ودام الإيقاف حتى 2 آذار/ مارس 2023.
5- موقع رويداد في 24 آذار/ مارس 2023 وانتهى الإيقاف بعد أسبوع.

ووسط الانتقادات التي تُوَجَّه للحكومة الإيرانية والمتعلّقة بحرّية التّعبير، كشف آخر استطلاع للرأي لمؤسسة “غُمان” ومقرّها هولندا، أنّ 21% فقط من الإيرانيين يتلقّون الأخبار والمعلومات التي يبحثون عنها من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، فيما يعتبر أكثر من 50% من المجتمع الإيراني “إيران إنترناشيونال” وسيلة إعلام موثوقة بالنسبة له.

وأجرت مجموعة الدراسات واستطلاع الرأي الإيراني (غُمان) استطلاعًا شمل 38445 شخصًا داخل إيران للوقوف على نظرة الإيرانيين لوسائل الإعلام عام 2023.

وخضعت للدراسة في هذا الاستطلاع مؤشرات مثل “وسائل الإعلام الأكثر شعبية”، و”الإعلام الأكثر ثقة” و”وسائل الإعلام الرئيسية لمتابعة أخبار الاحتجاجات”.

ويلي “إيران إنترناشونال” في قائمة مصادر الأخبار تلفزيون “من وتو” بنسبة 42%، و”بي بي سي فارسي” بنسبة 37%، وتلفزيون “صوت أميركا” بنسبة 34% من المشاهدين.

وقال 48% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يشاهدون أو يستمعون إلى برامج إذاعة وتلفزيون إيران. كما تكشف نتائج الاستطلاع أيضًا أنّ تطبيق “إنستغرام” يحتلّ بالمرتبة الأولى بنسبة 65% من بين وسائل التواصل الأجنبية المستخدمة في إيران، يليه “واتس آب” بنسبة 46%، و”تلغرام” بنسبة 43%، و”يوتيوب” بنسبة 17%، بينما تبلغ منصّة X نسبة 8% فقط.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: