الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 أغسطس 2023 14:36
للمشاركة:

البرنامج الصاروخي الإيراني.. بين استهداف إسرائيلي وحماية استخباراتية مشدّدة

شكّل البرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ في بداياته مسألة تكتنفها الأسرار ويلفّها الغموض بالنسبة للولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل، فالمعلومات عن البرنامج كانت ضئيلة ومتقطّعة، وكان على الجميع انتظار ما تكشفه إيران من مفاجآت تقنية.

وتمكّنت إيران خلال 25 سنة من البحث والتجارب، من إنتاج محرّكات صاروخية بقياسات صغيرة تعمل بالوقود الصلب. كما تصنع إيران الآن نماذج عديدة من الصواريخ قصيرة المدى يتراوح مداها ما بين 30 و200 كلم.

وواجه الإيرانيون في مسارهم هذا مشاكل فنية عديدة، منعتهم من تطوير محرّكات كبيرة تُستَعمَل في الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى في بادئ الأمر، إلا أنهم تغلّبوا عليها لاحقًا وتمكّنوا من صناعة صواريخ بعيدة المدى و صواريخ فرط صوتية.

ومع كل إنجاز تكشف عنه وزارة الدفاع الإيرانية في مجال الصناعات الصاروخية، تتكشَّفُ أسرار جديدة عن البرنامج الصاروخي الإيراني، حيث ظهرت مع الوقت العديد من المدن الصاروخية تحت الأرض، المجهّزة بتقنيات حديثة من حيث تنظيم درجات الحرارة داخلها، إضافةً إلى التهوئة والتمديدات الكهربائية، إذ لا يمكن للداخل إليها أن يتخيّل أنه على عمق 500 متر تحت سطح الأرض.

وأوضح قائد الوحدات الصاروخية في الحرس الثوري العميد أميرعلي حاجي زاده إنّ “لهذه القاعدة أخوات في كافة المحافظات والمدن والقرى الإيرانية”، مضيفاً أنّ ” كلّ منطقة في إيران لا تخلو، على الأقل، من قاعدة صاروخية مماثلة”.

وبذلك فاجأت إيران كلّ الأطراف في المنطقة، إذ رغم القيود والحصار المفروضين عليها، فقد كان لديها رؤية استراتيجية تجاه هيكلة قدراتها الدفاعية العسكرية والتكنولوجية، في رسالة قوة مفادها بأنّ محاولات منعها من التقدّم والتطوّر في الصناعات العسكرية وتعزيز القدرات الدفاعية وتحسين القوة القتالية باءت بالفشل.

ومع تزايد القلق الإسرائيلي من البرنامج الصاروخي الإيراني، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن العديد من محاولات التخريب في مجال صناعة الصواريخ والصناعات الدفاعية الأخرى، كما اتّهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليّات السرّية على أراضيها.

التخريب الأكبر

أعلن جهاز الاستخبارات المضادة في وزارة الدفاع الإيرانية عن إحباط خطة معقّدة تستهدف تخريب الصناعات الدفاعية الإيرانية.

وجاء على لسان مصدر مسؤول في جهاز الاستخبارات الإيراني أنه نظرًا للفعالية الاستراتيجية للقوة الصاروخية الإيرانية في خلق الردع ضد تهديدات العدو، كانت الصناعات الصاروخية دائمًا من بين أهداف أجهزة التجسس في مجال التخريب الصناعي، وبالنظر إلى الاكتفاء الذاتي في مجال تصميم وإنتاج جميع أنواع الأنظمة والصواريخ اللازمة في نطاقات مختلفة، تم في السنوات الأخيرة تصميم وتنفيذ مشاريع معلوماتية وأمنية متعددة الطبقات تحت غطاء شراء قطع الغيار لخداع العدو.

وأضاف المسؤول أنه تم خلال الأشهر الماضية اكتشاف شبكة محترفة خططت لإدخال أجزاء مضروبة إلى عمليّة إنتاج الصواريخ المتطوّرة الإيرانية، وذلك بتوجيه مباشر من جهاز الموساد الإسرائيلي، وتهدف إلى تحويل الصواريخ المنتجة إلى عبوات ناسفة لضرب الخطوط الصناعية والموظفين العاملين في هذا المجال.

وأكد المسؤول أنه على الرغم من الخطة الإسرائيلية المعقدة للغاية، إلا أن هذا العمل الذي قامت به اسرائيل كان تحت المراقبة الاستخباراتية والعملياتية منذ البداية، وتم تحييده بالكامل من خلال اعتقال العملاء المنفّذين؛ كما تم تحديد كافة مسارات وأنشطة الموساد لتوريد ونقل القطع التي أرادوها، مع ضباطهم الأجانب وعملائهم الداخليين، ووضعها تحت المظلّة الاستخباراتية.

وبحسب المسؤول الاستخباراتي، حتى وقت قريب كانت اسرائيل على يقين تام من نجاح خطة التخريب الصناعي وإدخال الأجزاء المضروبة إلى صناعة الصواريخ التابعة لوزارة الدفاع، لكن بعد الضربة الأخيرة التي تلقتها شبكة التخريب المذكورة، أصيب الإسرائيليون بصدمة كبيرة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: