الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 يونيو 2023 08:22
للمشاركة:

ظريف: نظام عالمي بعد القطبية يتشكّل اليوم

قال وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف إنّ نظامًا عالميًا بعد القطبية يتشكَل اليوم، أي أنه ليس نظامًا أحاديَّ القطب ولا ثنائي القطب ولا متعدّد الأقطاب، ولا حتى أي مزيجًا من ذلك، مضيفًا أنّ عصر التحوّل في العلاقات الدولية انتهى.

وفي منشور له على تطبيق “انستغرام”، خَلُصَ ظريف بعد 40 عامًا من النشاط الدبلوماسي، جنبًا إلى جنب مع التدريس والكتابة في مجال العلاقات الدولية، على حد تعبيره، إلى استنتاجات لخّصها بنقاط عدة، أهمها أنّ الجهود التي استمرّت ثلاثة عقود لم تنجح في إقامة نظام مهيمن أحاديّ القطب من خلال “حروب لا نهاية لها”، ومن خلال “الأمننة” و “الإكراه الاقتصادي”، لكنّها تركت معاناة شديدة وخسائر بشرية لا تُغتفر وتسبّبت بإهدارٍ هائلٍ للموارد البشرية.

ورجّح ظريف في مقاربته قرب انتهاء عصر التحالفات الدائمة، مشيرًا إلى ظهور التحالفات المؤقتة الموجهة نحو القضايا بشكل متزايد في الفضاء الدولي، حيث أنّ العديد من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين يتعاونون ويتنافسون ويتشاركون في آنٍ واحد في مجالات مختلفة.

وأكد ظريف أنّ الحرب فقدت استخدامها كأحد أدوات السياسة الخارجية، لافتًا إلى فشل جميع المبادرين إلى الحروب تقريبًا في القرنين العشرين والحادي والعشرين، حيث تدمّر هؤلاء أحيانًا بسبب الحرب التي بدأوها، أو فشلوا في أحسن الأحوال بتحقيق أهدافهم المعلنة.

ووفق ظريف فإنّ الألعاب ذي المحصلة صفر غير ممكنة، مضيفًا أنّ الإجراءات على صعيد العلاقات الدولية ستُنتجُ مجموعًا موجبًا أو مجموعًا سلبيًا.

وتوقّع ظريف أن تكون الشبكات – ذات المكوّنات الحكومية وغير الحكومية – هي الشكل المهيمن للأنظمة عبر المحور العابر للحدود، حيث أصبحت الهياكل العالمية مرنة ولم تعد تحدد النتائج وتفرضها.

ولاحظ ظريف أنّ نظريات مثل “نهاية التاريخ” و”صراع الحضارات” و”تكوين العدو” وما شابه ذلك، لم تكن قادرة على إيصال مؤسسيها إلى الوجهة المرجوة، وتابع: “على الرغم من كل التطوّرات الكبيرة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلا أنّ الفاعلية البشرية هي العامل الحاسم”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: