الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 يناير 2023 18:02
للمشاركة:

تفاصيل جديدة حول العملية.. مسؤولون أميركيون: إسرائيل نفذت هجوم أصفهان

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إسرائيل نفّذت ضربة سرية بمسيرة استهدفت مجمعًا عسكريًا في أصفهان الإيرانية، في وقت نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى قوله: إن القوات الأميركية "لم تقم بشنّ هجمات أو عمليات داخل إيران".

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين على العملية، قولهم: إن الاستهداف تزامن مع سعي واشنطن وتل أبيب لاحتواء طموح طهران النووي.

وليل السبت الأحد، أعلنت طهران أنها أحبطت هجومًا بثلاث طائرات مسيرّة على أحد المجمعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في أصفهان. ويقع المصنع بالقرب من موقع تابع لمركز أبحاث الفضاء الإيراني، الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه.

ووصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الهجوم بـ”الجبان”، مؤكدًا أن هذه الهجمات “لن تؤثر على تصميم ونية خبرائنا من أجل التقدّم النووي السلمي”.

أول هجوم للحكومة الجديدة

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الهجوم هو الأول من نوعه الذي تنفّذه إسرائيل في ظل الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرّفة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أجاز سلسلة من العمليات داخل إيران خلال ولايته الحكومية السابقة بين عامي 2009 و2021.

وأضافت أن الهجوم يأتي في الوقت الذي يناقش فيه مسؤولون إسرائيليون وأميركيون خططًا جديدة لمواجهة عمليات إيران “المزعزعة للاستقرار” في المنطقة، بما في ذلك تعميق تعاونها العسكري مع روسيا.

وقال أشخاص مطلعون للصحيفة: إن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز قد قام برحلة غير معلنة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لمناقشة قضية إيران وقضايا إقليمية أخرى.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية أنطوني بلينكين إلى إسرائيل غدًا الاثنين لمواصلة المحادثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إيران وقضايا إقليمية أخرى.

تفاصيل جديدة عن العملية

في السياق نفسه، كشفت وكالة “ايرنا” الإيرانية تفاصيل جديدة عن العملية التي وصفتها بـ”الفاشلة”، مشيرة إلى أنها حصلت باستخدام مسيًرات تعمل بأربع مروحيات.

ولفتت الوكالة إلى أن هذه المسيّرات تعتبر متطورة ومتقدمة تكنولوجيًا، مؤكدة أن القوات الإيرانية أسقطتها بإطلاق النار على بعضها، إضافة إلى اختراق بعضها الآخر إلكترونيًا وقطع الاتصال عنها.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا المجمع العسكري في أصفهان كان قد شهد عملية مماثلة في السابق، ما دفع السلطات الإيرانية إلى زيادة الإجراءات لعدم إلحاق أضرار جسيمة في الورش الموجودة فيه.

وأكدت “ايرنا” أن “الجهات المعنية تقوم بفحص ودراسة إحدى الطائرات التي لم تتضرر نتيجة العملية”.

من جهته، أعلن نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني عباس مقتدايي أن “لجنة مخصصة ستتوجه إلى أصفهان للتحقيق في حادث الليلة الماضية”.

وقال مقتدايي: “تم فحص الحادث الأخير في أصفهان بعناية في اجتماع اليوم بحضور بعض المسؤولين المعنيين”.

إصابة الهدف

في مقابل تأكيد طهران إسقاط المسيّرات، نقل مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي باراك رافيد عن مصادر مطلعة أن “الضربة على منشأة وزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان كانت محددة وناجحة”.

وأضاف رافيد: “المنشأة مرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني، وقد تم استهداف أربع مناطق مختلفة في المبنى بدقة وتم تحقيق الهدف”.

بدوره، أكد مصدر إسرائيلي لموقع “والا” الإسرائيلي أن “الهجوم على مبنى تابع لوزارة الدفاع الإيرانية كان ناجحًا وحقق هدفه”.

وأضاف المصدر: “المبنى المستهدف في أصفهان كان مصنعًا لتنفيذ أنشطة تتعلق بتطوير صواريخ متطورة”.

تدريب مشترك

وخلال الأسبوع الماضي، نفّذت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر تدريب عسكري مشترك لهما، شارك فيه أكثر من 7500 عسكري من كلا البلدين، وسلسلة من السيناريوهات لاختبار قدرتهما على تدمير أنظمة الدفاع الجوي وطائرات التزوّد بالوقود.

وحينها، قال الجنرال هيرزي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لصحيفة “وول ستريت جورنال”: إن إسرائيل والولايات المتحدة “تستعدان للأسوأ”، مضيفًا أن التدريبات العسكرية بعثت “برسالة واضحة للغاية إلى إيران: إذا ارتكبت طهران أخطاء، فإننا مستعدون لها”.

وبينما أشارت إلى أن حكومة نتنياهو الجديدة لن تقدّم دعمًا عسكريًا مباشرًا لأوكرانيا، رجّحت الصحيفة أن تستمر تل أبيب بشنّ ضربات سرية ضد برنامج إيران النووي والعسكري، وهو ما يساعد على الإضرار بقدرة إيران على مساعدة روسيا في الحرب في أوكرانيا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: