هل تتحقق النبوءة: كتاب إيراني يتنبأ بسقوط إسرائيل قبل نهاية العام
انتقد الكاتب رسول جعفريان، الكتاب الصادر في طهران بعنوان "1401 شمسي (2022 – 2023 ميلادي) سنة سقوط إسرائيل: بحث في نبوءة قرآنية بإعجاز رياضي لسورتي الإسراء والكهف"، الذي ألّفه عبد الله حسيني، حيث اعتبر أن هذه الطريقة في التعامل مع القرآن وعلومه قد تشكّل عملية حرف للعقول، مشبّها الأمر بالأساليب التي كانت تُتَّبَع قديمًا، كالسحر والشعوذة.
هذه المادة نُشرت ضمن العدد 21 من “خبرنامه ايران”.. للحصول على هذا المحتوى عند صدوره وبشكل دائم إضغط هنا للإشتراك في النشرة
تقدّم “جاده إيران” ترجمة للنقد الذي قدّمه جعفريان
مرّت بضعة أشهر منذ تأليف كتاب فيه مزيج من العلوم غير المتعارفة (الخفيانية) والقرآن والرياضيات، والذي توقّع أن يتم تدمير إسرائيل عام 2022. وتم الكشف عن هذا الكتاب في أحد المراكز الثقافية في طهران وتحدّثت عنه شخصيات كبيرة.
عام 1444 قمري (1401 شمسي = 2022 ميلادي) سيكون عام زوال اسرائيل. حصل مؤلف الكتاب على هذه المعطيات من حساب يبدو رياضيًا لآيات القرآن. ولإثبات ذلك، لجأ لطريقة يتم بموجبها – قبل تحديد عام معين – استخدام كلمات أو أحرف تحمل رقم هذا العام.
على سبيل المثال، تم افتراض أن “بضع سنين” في سورة الرّوم، وهي رقم بين ثلاثة وتسعة والوسط هو ستة، والكلمات التي تسبقها ستة، هي قاعدة ومفتاح. ثم انتقل بهذه القاعدة إلى سورة الإسراء. عدد الحروف قبل الآية 104 من السورة المذكورة، والتي تخبرنا بتحقق الوعد الثاني لشعب إسرائيل وهلاكه – “فإذا جاء وعد الآخرة” – هو 1444. حسب قول الكاتب، هذا الرقم يدلُّ على السنة القمرية، وهو العام 2022 ميلادي أو 1401، مما يعني أنّ إسرائيل ستسقط في هذا العام!
من أين بدأت قصة الكتاب؟
بعد حرب الـ33 يومًا عام 2006، ذهب الكاتب إلى لبنان بدعوة من مكتب الشؤون الدولية في حزب الله لرؤية آثار الدمار. هناك تعرّف على كتاب بعنوان “زوال إسرائيل” عام 2022 للزبيدي.
في بحثه اللاحق، تبيّن للكاتب أنّ أصل هذه الحسابات يعود لعالم آخر اسمه بسام جرار، وهو فلسطيني، وكان في السجون الإسرائيلية لسنوات عديدة. كما ورد اسم السيد ماجد المهدي على صفحة هوية الكتاب بجانب اسم بسام الجرار، لكن لم يتضح ما إذا كان الكتاب الأصلي يخصّهما أو يعود لشخص واحد، وما هو دور السيد ماجد المهدي في الكتاب.
في هذا الكتاب أجرى الجرار حسابات قرآنية عدة، وتوصل إلى استنتاج مفاده بأنّ عام سقوط إسرائيل هو 2022، لكن حسيني قال إنه جعل هذه الحسابات أكثر دقة.
هذا الاكتشاف لا يشمل فقط السنة الهجرية القمرية والشمسية والميلادية لسقوط إسرائيل، ولكن مع الحسابات التي تم إجراؤها، تم اكتشاف السنة العبرية أيضًا، وهي 5959، وهي بالطبع العام العبري القمري، أما العام العبري الشمسي فهو 5782. وكل هذا مستمد من نفس الحسابات الرياضية في القرآن في سورة الإسراء بناءً على التفسيرات التي الكاتب.
إذا عُدّت حروف آية ” فإذا جاء وعد الآخرة” وفق أبجدية أبجد، أي نفس حساب الجُمل، فستكون 2022، كما أنّ هناك 2022 آية من بداية القرآن إلى بداية سورة الإسراء، وهذه قرينة أخرى برأي حسيني.
من الآية 21 من سورة المائدة إلى الآية 104 من سورة الإسراء، هناك 1443 آية، وهنا لا ينبغي إبطال القاعدة بسبب رقم لأنه حتى لو كان 1443 صحيحًا، فهو مواز للنصف الأول من عام 2022 م.
يعمل حسيني في المركز الإسلامي في جوهانسبرغ، وهو في الحقيقة شاعر ولابد أن يكون هناك ارتباط بين الشعر والعلوم غير المتعارفة (الخفيانية). لكنه ذكر إنه في هذا الكتاب استعان أيضًا بتوجيهات أبيه، والأهم من ذلك، أنّ آية الله الخزعلي التقريظي كتب بحق هذا الكتاب:
“إنه كتاب قيّم كتبه عالم مهتمّ ومجتهد. ويؤمل أن يتم الوفاء بالوعد الذي قدمه بإبادة جذور الظلم، وهي إسرائيل، وتفرح قلوب المسلمين، بل قلوب كل شعوب العالم. أن يزول هذا العنصر النجس وتهدأ قلوب الناس. جزا الله كاتب الكتاب خير الجزاء”. وأبو القاسم الخزعلي عضو خبراء القيادة في إيران.
بالطبع، اكتشفتُ ذلك لاحقًا في لقاء في مؤسسة “شهرياران جوان”! (آزر 1392) (2013) تم الكشف عن الكتاب وحضر بعض الناس وألقوا خطابات. ومن بينهم علي رضا قزوه رئيس مركز الإبداع الأدبي في الحوزة الفنية وأبو الفتح دعوتي وميثم امرودي وجماعة أخرى، وقد أوردته جميع المواقع المحترمة بحماس.
حسنًا، نحن جميعًا نتمنّى أن تزول إسرائيل. كثير من التحرريين في العالم لديهم نفس الأمل. هذا أيضًا بحد ذاته كتاب، ضمن علم عميق الجذور وقديم من أهم سماته النبوءة. بالطبع، في مثل هذه الأعمال، تم استخدام علم التنجيم والحروف الهجائية والتعاويذ والرياضيات والأرقام وكل شيء منذ زمن بعيد، لكنها طريقة نادرة للتعامل مع القرآن بهذه الطريقة. برأيي، يجب التفكير ومراجعة ما يتم نشره من مثل هذه الأعمال التي تُنشر باسم القرآن وتحت ظلّه.
للأسف أنّ مثل هذه الكتابات لها قرّاؤها منذ سنوات، ولا مفرّ منها، والمهتمون بهذا المجال يجب أن يتم تغذيتهم فكريًا، إلا أنه في بعض الأحيان يصبح عددهم أكثر من اللازم، ويسأل المرء بينه وبين نفسه إلى أي حد يهتم مجتمعنا بهذه البحوث؟ العرب الذين تلقّوا هذه المواد وأبدوا رغبتهم بها ليسوا أقلَّ منا. إذا كتبت كلمة “نهاية إسرائيل 2022″، فستجد معلومات جيدة من هنا وهناك، بما في ذلك فصل جرار على موقع “يوتيوب”.
قد لا يكون سيئًا أن نذكر إنه مؤخرًا في الإمارات، كتبوا كتابًا من 25 مجلّدًا، وكل مجلد يتراوح بين 300 و400 صفحة، استخرج وكتب جميع علوم الأوّلين والآخرين من القرآن. مجلّد عن الهندسة، مجلّد للعلوم النووية، مجلّد للعلوم الكيميائية، مجلّد عن الزراعة وما إلى ذلك.
لا ينبغي أن يندهش المرء من تصرّفات المسلمين هذه، فالإمارات، التي تُعَدُّ حضارتها مستوردة بأكملها وأساسها غربي، تزعم مرة واحدة في 25 مجلدًا إنّ جميع علوم الأوّلين والآخرين في نفس كتاب الله. فلماذا لم تؤسس على أساس القرآن ويلهثون خلف الجامعات الغربية لاستخدام تلك العلوم في مجالها النظري والعملي في هذا البلد وتركوا القرآن جانبًا؟
الليلة سألت صديقي مهدوي راد عن الحسابات الرياضية للقرآن. قال إن بعضها محتوى جيد، والبعض الآخر ليس كذلك. فقلت كيف يصح ذلك مع كل هذه التغييرات والاختلافات في كتابة الحروف؟ فقال إنّ كلّ هذا لا يعتمد على الحروف، وأحياناً يعتمد على السورة وعدد الآيات.
في النهاية لم أفهم ما الذي يجب فعله، أنا أعلم فقط بأنّ الرياضيات هي أكثر العلوم احترامًا، لذلك إذا كان هناك شيء ما فيها، فلن ينكرها أي شخص. لا أعتقد بأنّ هناك شخصًا غبيًا يفكر بناءً على ما كتبته، أنّي أنكر زوال إسرائيل، لماذا عام 2022؟ أتمنى أن يتم تدميرها الليلة حتى لا يُقتل كل هؤلاء الأطفال والنساء.
أعتقد بأنه يجب جعل الناس يفكرون ويتصرّفون، ويجب التأكيد على أن العقل ضوء طريقهم، والدعاء لله أن يرشدنا جميعًا إلى الطريق الصحيح.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا