واشنطن – طهران: كيف يحوّل ظريف نقطة ضعف إلى نقطة قوة؟
جاده إيران- رأفت حرب
١٤ استقالةً قدّمها وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف للرئيس الإيرانيّ رُفضت جميعها.
هذا ما نقله الكاتب الإيراني محمد علي شعبان عن مشرّعين إيرانيّين، ضمن مقال نشره موقع “المونيتور” الأميركي. شعباني لفت إلى أنّ أربعة مناصب في الدولة يُشترط توقيع المرشد علي خامنئي على من يتولّاها، منها وزارة الخارجية. هذا يعني، بالتالي، أنّ موافقة روحاني على استقالة ظريف لا تكفي إن لم يوافق خامنئي، وهنا يذكّر شعباني بأنّ وزير الخارجية يتمتّع بعلاقة ممتازة مع المرشد. وكما أوضح كبار المسؤولين الإيرانيّين، بحسب شعباني، فإن عدم إبلاغ الرئاسة ظريف بوجود الرئيس السوري بشار الأسد في طهران، هو القشة التي قصمت ظهر البعير.
يخلص الكاتب إلى القول : “إنّ بقاء ظريف في منصبه، بدعم من المرشد ومن رئيس الجمهورية، سيفرض حضوره بشكل قوي على الساحة المحلّية، وسيكون قد تمكّن من خلال ممارسة سياسة حافة الهاوية، من تحويل نقطة ضعف نتجت عن الصراعات السياسية الداخلية، ومحاولة التأثير من قبل أطراف عديدة على السياسة الخارجية، إلى نقطة قوة”.
الكاتبة الإيرانيّة أريان طباطبائي سألت إن كانت أيام ظريف قد انتهت، بمعزلٍ عن قبول استقالته أو رفضها. فمن وجهة نظرها، يدلّ ما حصل على الصراعات الداخلية، وعلى مدى الاضطرابات السياسيّة التي يمكن أن تشهدها إيران، في العامين المتبقيين لحكومة روحاني.
وأشارت طباطبائي إلى أنّ دفاع ظريف عن انضمام بلاده إلى مجموعة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، رأى فيه المتشددون تنازلاً كبيراً للمحافظة على التعامل مع الأوروبيين، وهم الذين أصلا كانوا يوجهون نقداً كبيراً لما نتج عن الاتفاق النووي خاصة بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه.
وهنا تنبّه الكاتبة إلى أنّ التواصل بين إيران والدول الأوروبية، قد يتبخّر إن خرج ظريف من المشهد، ذلك أنّ هذا التواصل، يعتمد أساسًا على العلاقة الشخصية بين ظريف وعددٍ من المسؤولين الأوروبيّين.