قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني: أميركا هُزِمت في أفغانستان
أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، أن "إيران تتابع التحولات في المنطقة والعالم، وأنها لا تسمح بزعزعة الأمن على الحدود".
كلام قاآني جاء خلال جلسة مغلقة للبرلمان الأثنين 7 أيلول/ سبتمبر 2021، ناقش فيها هزيمة أميركا في أفغانستان والتطورات الحاصلة، بحسب ما أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني إبراهيم رضائي في مقابلة مع وكالة مهر.
ونقل رضائي عن قاآني قوله خلال الجلسة إن “إيران بفضل بركة الولاية كانت الدولة الأكثر حكمة وتدبيراً في المنطقة واتخذت المواقف الجيدة حيال التطورات في أفغانستان”.
وتحدث قاآني عن الخسائر التي لحقت بأميركا في أفغانستان، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة صرفت أكثر من 2000 مليار دولار، بمعدل 300 مليون دولار في اليوم، في حين بلغ عدد القتلى أكثر من 10000 جندي أميركي”، منوهًا إلى أن “الولايات المتحدة دخلت أفغانستان لتهيمن على إيران وروسيا والصين والهند، لكنها هُزمت وفرّت في النهاية”.
وطمأن قاآني بأن إيران تولي “شيعة أفغانستان أهمية كبيرة” وهي تحرص على حل القضية الأفغانية دون حرب، وبإشراك كافة الأطياف، معتبرًا أن التواجد الأميركي في أفغانستان غير مرتبط بأحداث ١١ سبتمبر، حيث قررت واشنطن الحضور لأفغانستان بعد اغتيال احمد شاه مسعود.
قائد فيلق القدس اتهم أميركا بإدخال داعش إلى أفغانستان لتستخدمها في تحقيق أهدافها. مختتمًا الجلسة بالتأكيد أن المعيار الذي تتبعه إيران في مقاربتها لأحداث أفغانستان يتلخص بـ “ضمان أمنها، حيث أننا لن نسمح بخدش أمن بلدنا وحدودنا”.
في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم اللجنة الرئاسية للبرلمان الإيراني نظام الدين موسوي أن إيران على اتصال مع حركة طالبان لتأمين مصالح الشعبين الإيراني والأفغاني.
وقال موسوي في مؤتمر صحفي حول مجريات الجلسة المغلقة للبرلمان الإيراني، إن “قاآني أكد في سياق حديثه على توجيهات القائد الأعلى علي خامنئي، بمتابعة التطورات في أفغانستان، وأن الحفاظ على العلاقة الثقافية والدينية الطويلة الأمد بين الشعبين الإيراني والأفغاني هي الأهم، وأنه لا يمكن التغافل عن التطورات الحالية وتجاهل مراقبة ما يحدث في جارتنا الشرقية”.
وتابع موسوي: بناءً على مضمون تصريحات اللواء قاآني ، وكذلك بناءً على التقارير التي قدمتها وكالات السياسة الخارجية الأخرى، من الواضح أن إيران لديها إحاطة كاملة بما يحدث في أفغانستان”، وبالنظر إلى العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين، فإننا نولي الاهتمام اللازم لما يحدث، وسياستنا الخارجية وأجهزتنا الأمنية والدفاعية لم تتفاجأ بالتطورات الحالية.
وأضاف موسوي: أن التطورات والقضايا في أفغانستان اليوم لها تاريخ أكثر من 20 عامًا، وما نشهده اليوم من أحداث قد بدأ قبل خمس أو ست سنوات، كانت الأوضاع في هذه الفترة في حالة اضطراب سياسي وعسكري حتى وصلت إلى هذه النقطة، لافتًا إلى “أن إيران، مستعدة دبلوماسياً ودفاعياً لمواجهة التطورات والأحداث، وقد بُذلت جهود لمراعاة مصالح الشعب الأفغاني ومصالح الشعب الإيراني إلى حد كبير في هذه الأمور”
وأردف موسوي: “لهذا السبب عملت أجهزتنا الدبلوماسية والمؤسسات الأخرى في هذا الطريق، ولأن استقرار وأمن الشعب الافغاني ودولة افغانستان مهم بالنسبة لنا قمنا بتنظيم لقاءات بين الأطراف الأفغانية في إيران، بين الجانبين، أي بين المسؤولين في ذلك الوقت والجانب الآخر،. وقد رحب المسؤولون في ذلك الوقت وطالبان بمبادرة ايران. وقدموا إلى طهران. كما أسفرت هذه الاجتماعات عن نتائج جيدة. ولو استمرت هذه اللقاءات، لوصلنا الى طرق أخرى في التطورات الأخيرة في افغانستان، وبالرغم من ذلك فإن أطراف الاجتماعات التي عقدت في طهران شهدوا حسن النية لدى ايران.
المتحدث باسم اللجنة الرئاسية في البرلمان الإيراني أعرب عن أسفه لضغط الأميركيين على الحكومة الأفغانية ومنعهم استمرار مبادرة إيران واستمرار المفاوضات، موضحًا أن الخطوة الأميركية أنهت المفاوضات وتحركت المسائل نحو التطورات الميدانية، وفي النهاية شهدنا سقوط الحكومة الجديدة.
وأكد موسوي أنه بلاده مستعدة وجاهزة للمجالين الدبلوماسي والميداني، مضيفًا أن أجهزتنا الأمنية والدفاعية والدبلوماسية جاهزة بالكامل ونحاول الاهتمام الكامل بأمن ومصالح إيران واستقرار حدودنا، بالإضافة إلى الاهتمام بآراء الشعب الأفغاني. كما رأينا خلال هذه الفترة السابقة، لم يكن هناك أي اعتداء على حدودنا.
في الأثناء، بثت صحيفة “شرق” الإيرانية شريطا مصورا يظهر فيه محتجون يرفعون شعارات “الموت لباكستان” و”الموت لطالبان” مقابل السفارة الباكستانية في طهران، وذلك في رد فعل على الأنباء التي تحدثت عن قصف الطيران الباكستاني لمواقع المجموعات المسلحة التي أعلنت معارضتها لطالبان في إقليم بنجشير.
يذكر أن حركة طالبان أعلنت الاحد 6 أيلول/ سبتمبر السيطرة الكاملة على ولاية بنجشير. فيما أكد قائد “جبهة المقاومة الأفغانية” احمد مسعود في تسجيل صوتي جاء بعد إعلان طالبان السيطرة على الولاية أن “قواته ستواصل قتال طالبان في أجزاء مختلفة من بنجشير”.