“الانتخابات الأخيرة كانت استفتاءً”.. فائزة رفسنجاني تدعو إلى استخلاص العِبر
لم ينهِ وصول إبراهيم رئيسي إلى رئاسة الجمهورية في إيران، جدل الانتخابات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية منتصف الشهر الماضي. ففصول تلك الانتخابات، لا تزال مستمرة حتى اليوم، رغم اقتراب موعد تسليم الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني السلطة فعليًا للرئيس الجديد في مطلع آب/ أغسطس المقبل.
هذا الجدل، ظهر في مقابلة للسياسية الإصلاحية فائزة رفسنجاني، مع صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، في 10 تموز/ يوليو؛ حيث وصفت ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني تلك الانتخابات بـ”الاستفتاء”، مطالبة باستخراج الدروس والعبر منها، ليتمكّن التيار الإصلاحي من تغيير واقعه، حسب تعبيرها.
رفسنجاني أسفت من منع النساء خوض الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن غياب المرأة عن المشهد السياسي يجعله “أكثر فجورًا”، لأن وجودهن “يصحح عالم السياسة اللاأخلاقي”.
نسبة الاقتراع
كما تطرّقت النائبة السابقة إلى موضوع نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث امتنع 51% من الإيرانيين عن المشاركة، واعتُبرت 14% من أوراق الاقتراع باطلة. من هنا، رأت أن هؤلاء أرادوا أن يقولوا “لا” لأشياء كثيرة في الجمهورية الإسلامية.
وقالت: “أرادوا أن يقولوا “لا” لعدم وجود علاقات مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، ولا للسياسة الخارجية العدوانية، ولا للهيمنة على الدبلوماسية، ولا لأي تمييز على أساس الدين أو الجنس، ولا للرأي الأمني في جميع المجالات، ولا للكثير من الأزمات الداخلية في البلاد”.
وأضافت: “حصول رئيسي على هذا العدد من الأصوات لا يُعتبر فوزًا للتيار الأصولي، خصوصًا أنه حصل فقط على 30% من مجمل أصوات الإيرانيين”.
هذا الواقع، دفع فائزة رفسنجاني إلى وصف عملية الاقتراع الأخيرة بـ”الاستفتاء”، مضيفة: “الجواب أتى بنسبة المشاركة الضئيلة، لذا علينا جميعًا أن نصنع مصيرنا بأنفسنا عبر تحديد المشاكل وطرح الحلول”.
دعوة للتيار الإصلاحي
رغم تصنيفها على أنها سياسية إصلاحية، إلا أن رفسنجاني انتقدت تصرفات هذا التيار في الانتخابت الأخيرة، داعية إلى فهم “اللاءات” التي وضعها الإيرانيون في صناديق الاقتراع.
ووجهت رفسنجاني الانتقادات إلى الإصلاحيين، معتبرة أنهم “غيّروا في هويتهم خلال السنوات الأربع الماضية”. وشددت على أن الأحزاب الإصلاحية “بحاجة إلى تغيير جدي عبر فهم الانتخابات بطريقة واقعية، بدل الالتهاء باستطلاعات الرأي والإحصاءات غير الواقعية بهدف البقاء في السلطة فقط”.
وبما يخص الرئيس حسن روحاني، اعتبرت رفسنجاني أن ولايته الرئاسية الأولى “كانت جيدة”، على عكس ولايته الثانية “التي سبّب فيها الأصوليون الكثير من المشاكل له”.
كما وجّهت دعوة إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، بـ”استخدام الاعتدال خلال ولايته، وتنفيذ الأمور بطريقة حكيمة وخالية من الشعارات”.
موسيقى البوب هي المفضلة
في سياق منفصل، وبعيدًا عن الأوضاع السياسية، كشفت رفسنجاني، في مقابلة أخرى مع صحيفة “شرق” الإصلاحية، نُشرت في 8 تموز/ يوليو 2021، عن بعض جوانب حياتها الشخصية.
واعتبرت الصحيفة أن “فائزة حاولت في السنوات الماضية ألا تكون نسخة عن أبيها، بل تحاول أن تصنع حياتها السياسية بنفسها”.
وفي تلك المقابلة، أوضحت رفسنجاني أنها “لم تصدم” من قرار مجلس صيانة الدستور باستبعاد عدد من المرشحين، مؤكدة أنها كانت تنتظر مثل هذا القرار.
ولم تُحرج رفسنجاني باعترافها بعدم إعجابها بالأغاني الإيرانية التقليدية وبصوت محمد رضا شجريان، كاشفة أنها من محبي موسيقى البوب، التي تسمعها في سيارتها.
لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا