الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 يونيو 2021 22:13
للمشاركة:

منهم أبو الحسن بني صدر وصادق قطب زاده.. مثيرون للجدل على قوائم أول انتخابات رئاسية إيرانية

مع انتصار الثورة الإيرانية في العام ١٩٧٩ وسقوط الملكية التي حكمت إيران عبر سلالات عدة لآلاف السنين، أضحى كل إيراني نظريا مشروع رئيس جمهورية، لذلك شهدت الدورات الرئاسية على مدى العقود الأربعة الماضية ترشح أعداد متفاوتة من الراغبين في خوض السباق الانتخابي.

على باب مجلس صيانة الدستور كانت تتوقف أحلام البعض وتستمر أخرى إلى حدود صناديق الاقتراع حيث الحسم. بعض هؤلاء صنعوا لاحقا مادة خصبة لإثارة الجدل، ومنهم من تخطى الترشيح ليصبح رئيسا للبلاد.

في انتخابات عام ١٩٨٠ وهي الأولى بعد الثورة تقدم ١٢٤ مرشحا لخوض السباق، اختار منهم مجلس صيانة الدستور ٩٦ لكن ثمانية فقط أكملوا المسار إلى النهاية. من بين الذين تقدموا مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدي خلق ورفضت صلاحيته بسبب عدم اقتراعه في الاستفتاء على الدستور وهو ما أدى إلى مقاطعة المنظمة للانتخابات.
لكن رجوي ومنظمته ما لبثوا أن دخلوا في اشتباك مسلح مع الدولة التي اتهمتم بتنفيذ هجمات وزعزعة الأمن إلى جانب تبني الجماعة هجمات عديدة ولاحقا وفي خضم الحرب العراقية – الإيرانية التي امتدت من العام ١٩٨٠ وحتى ١٩٨٨ تحالفت منظمة مجاهدي خلق مع نظام الرئيس العراقي صدام حسين وركزت حضورها في معسكرات في العراق وتحديدا معسكر أشرف في محافظة ديالى القريب من الحدود الإيرانية العراقية.

كان رجوي زوجا لإبنة أبو الحسن بني صدر، والأخير بدوره ترشح للانتخابات بعدما كان وزيرا للخارجية ومستشارا للإمام الخميني. فاز بني صدر بالانتخابات وأضحى أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنه ما لبث أن اُتهم بإعاقة المجهود العسكري في الحرب مع العراق ودخوله في صراع مع الجناح الديني في النظام الجديد. صوت مجلس الشورى على عزل بني صدر الذي هرب من البلاد متخفيا على متن طائرة ليستقر في العاصمة الفرنسية باريس ويصبح الرئيس الأول السابق والمعارض.

منهم أبو الحسن بني صدر وصادق قطب زاده.. مثيرون للجدل على قوائم أول انتخابات رئاسية إيرانية 1

مسعود رجوي وأبوالحسن بني صدر

من مرشحي الانتخابات الأولى صادق قطب زاده، السياسي الإيراني الذي كان لصيقا بالإمام الخميني خلال مكوثه القصير في باريس، والعائد معه على ذات الطائرة وثالث وزير خارجية للجمهورية الإسلامية. ترشح قطب زاده للانتخابات وحاز صلاحية مجلس صيانة الدستور ولكنه لم ينجح. شارك في المفاوضات حول إطلاق سراح رهائن السفارة الأميركية في طهران ولاحقا سرب للصحافة معلومات حول صفقة تجري خلف الكواليس لتأخير اطلاق سراح الرهائن حتى نهاية فترة جيمي كارتر الرئاسية وتولى الحزب الجمهوري والرئيس رونالد ريغان الرئاسة. اعتزل قطب زاده السياسة ليعمل في تجارة عائلته لكنه ما لبث أن اعتقل في أواخر العام ١٩٨٠ بتهمة التآمر على حياة الخميني، الذي توسط بدوره لإطلاق سراحه. لكن التهمة عادت في العام ١٩٨٢ لترميه في السجن مع آخرين بدعوى محاولة اغتيال الخميني وقلب نظام الحكم. بث التلفزيون الإيراني اعترافات قطب زاده المثيرة للجدل قبل ان يعدم في ١٥ أيلول سبتمبر ١٩٨٢ بعد ادانته من المحكمة الثورية.

منهم أبو الحسن بني صدر وصادق قطب زاده.. مثيرون للجدل على قوائم أول انتخابات رئاسية إيرانية 2

صادق قطب زاده

من زملاء صادق قطب زاده وبني صدر في الحكومة الإنتقالية الأولى كان داريوش فروهر، أحد مؤسسي حزب بان ايرانيست أو حزب الأمة الإيرانية ووزير العمل. ترشح فروهر للانتخابات ونال واحدا بالمئة من الأصوات وبعدها تولى مفاوضات بين الحكومة والمتمردين الأكراد. عارض فروهر الجمهورية الإسلامية لاحقا وتحول إلى منتقد لاذع لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران واعتقل في العام ١٩٨٢ لعدة اشهر. في العام ١٩٩٨ وجد داريوش وزوجته برفانه مقتولين في شقتهما في طهران وكانت جريمة قتلهما ضمن سلسلة جرائم أمر رئيس الجمهورية السابق محمد خاتمي بالتحقيق فيها لتعلن السلطات لاحقا عددا من “العملاء المارقين في وزارة الاستخبارات نفذوا عمليات القتل”.
كما قالت السلطات إن المشتبه به الرئيسي والعقل المدبر هو نائب سابق لوزير الاستخبارات يُدعى “سعيد إمامي” والذي توفي في ظروف غامضة وقيل إنه انتحر بابتلاع قارورة من منتج لإزالة الشعر.

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: