الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 أبريل 2021 22:31
للمشاركة:

صحيفة “كيهان” الأصولية – مواقف روحاني هي التي جعلت أميركا وإسرائيل تتطاولان

تناولت صحيفة "كيهان" الأصولية، في تقرير لها، تصريحات الرئيس حسن روحاني الأخيرة في مجلس الوزراء. ورأت الصحيفة أن روحاني الذي يُمضي الأيام الأخيرة من رئاسته، لا يزال يُصر على اتباع ذات مسار الخاسر الذي سلكه خلال هذه السنوات، دون أي علامة على تغيير المسار بالطبع، حسب تعبيرها.

بعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم الإرهابي على منشأة نطنز النووية والتي كانت عملية أميركية إسرائيلية مشتركة في أعقاب المحادثات النووية في فيينا، حيث من خلال بيان غريب ومؤسف بالطبع، اتهم الرئيس روحاني مجدداً منتقديه المحليين برشق طريق رفع العقوبات وكالعادة ألقى باللوم على منتقديه في عدم كفاءة حكومته وجهلها.

روحاني الذي يُمضي الأيام الأخيرة من رئاسته، لا يزال يُصر على اتباع ذات المسار الخاسر الذي سلكه خلال هذه السنوات، دون أي علامة على تغيير المسار بالطبع.

ومن خلال الإصرار على المفاوضات غير المثمرة والتعجيل بها، وكذلك تأجيل حل مشاكل البلاد الداخلية إلى ما وراء الحدود، أظهر الرئيس أنه لم يتعلم أدنى درس من 8 سنوات من الفرص المحترقة للاتفاق النووي وفي الثقة والتفاؤل تجاه الغربيين، وإذا جاز التعبير، بالنسبة له فإنه يدور في ذات الحلقة المفرغة كما في السابق.

وكما تحدث مرة أخرى عن الوعد برفع العقوبات خلال 100 يوم وبالنظر إلى السنوات الثماني الماضية والفشل الذريع للحكومة في رفع العقوبات وهو ما كان العلامة المركزية لخطاب روحاني في انتخابات 2013 وبداية مفاوضات الاتفاق النووي الأمر الذي وضعه وإدارته في أدنى موقع ممكن ضمن الرأي العام لإعادة اكتشاف مزاعم مثل إنهاء العقوبات الأميركية من خلال الدبلوماسية وطاولة المفاوضات. حيث أن الدول الغربية في السنوات الأخيرة، خانت ثقة الحكومة مراراً وتكراراً ولكن يبدو أنه لا يوجد أي تصميم لتغيير مسار الحكومة.

أضاف الرئيس في جزء آخر من خطابه ضمن اجتماع لمجلس الوزراء للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك: “يجب أن نوقف الحرب الاقتصادية وننهي الظلم حيث أن البعض يقولون إنه يجب قطع يد الظالم ولكن متى. يجب قطع يد الظالم على الفور. وكل من يأخذ حياة الناس كرهائن ويضايقنا في إعداد اللقاحات والطعام يجب قطع يده”.

وكما قال “لا تخافوا من مفاوضات فيينا. حيث أن البعض يخاف التفاوض في فيينا. للدرجة التي أنتم قلقون من أن هذه المفاوضات ستنتهي قريباً وأن العقوبات سترفع فوراً حتى لا تكون هناك مشاكل في الانتخابات. فالمفاوضات ليست كذلك ولها تعقيداتها، فلا تقلقوا كثيراً”.

وتأتي تصريحات روحاني هذه في الوقت الذي قال فيه بعض الخبراء سابقاً إن نهج الحكومة في التعامل مع المفاوضات غير مهني ومتسرع وانتخابي، وأن هذا النهج قد يؤدي إلى العديد من السبل لتهرّب أوروبا والولايات المتحدة من التزاماتهما ويلحق الضرر بإيران للمرة الثانية في الاتفاق النووي.

وفي الوقت الحالي، فإن مبدأ حضور الوفد الإيراني في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي وبحضور الجانب الأميركي هو مبدأ مشكوك فيه. حيث كان موقف الجمهورية الإسلامية الحازم من مسألة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي هو الضرورة برفع جميع العقوبات والتحقق من التزاماتها النووية والوفاء بها. وقبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة، تعتزم الحكومة تحقيق أقصى استفادة من المحافل السياسة الخارجية.

وبطبيعة الحال، فإن أحد آثار تسرع الحكومة في التفاوض هو إحباط النتائج القابلة لتحقيق للقانون النووي الذي أصدره البرلمان.

ومن ناحية أخرى، يطرح التساؤل بين الجمهور أنه كيف وبأي منطق ودعم يمكن أن تستطيع حكومة الحصول على تنازلات من الأطراف الغربية أو الحد من تأثير العقوبات، على الرغم من عجزها عملياً عن حل الدجاج في البلاد؟

وفي استمرار لما قاله روحاني في كلمته أمام مجلس الوزراء، قال: “لأكثر من ثلاث سنوات، نتعرض للضغط ويجب قطع اليد الظالمة وإن كنا نستطيع ذلك قبل ساعة فيجب أن نفعل ذلك. ولماذا نخاف من المفاوضات وماذا فعلوا بنا. ولماذا نخشى التحدث. ألم يقل القرآن جادلوا الكفار على أحسن وجه. فلماذا نهرب ونحن أقوياء”.

وتأتي تصريحات الرئيس في المقام الأول، أن روح التفاوض ليست بالضرورة غير مرغوب فيها، بل أن تعليق الاقتصاد حتى اليوم الذي تستطيع فيه الحكومة التفاوض مرة أخرى هو أمر مستهجن؛ وما حدث في السنوات الأخيرة.  ثانياً، فإن معنى النقاش الأفضل في القرآن الكريم هو الحديث عن أمور الحق والقضايا الأساسية والعقائدية والدينية، ومن خلال وجود أرضية لذلك يمكن للمرء أن يجادل بشكل جيد، وليس في المفاوضات حيث يجب إعطاء شيء أو استرداده. ثالثًاً، فإن السيد روحاني لا يرد على حقيقة أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي بسهولة ودون أقل تكلفة، ولم تكتف بعدم الوفاء بالتزاماتها فحسب، بل أضافت أيضاً مئات العقوبات الجديدة إلى العقوبات السابقة. فكيف قمت بوضع الأميركان في مكانهم؟!

وظل روحاني يتحدث عن عدم استغراق عملية التحقق للوقت في الوقت الذي فيه أن الأميركيين يرفضون حتى الآن قبول رفع العقوبات وتعويض أخطائهم. وهم يقولون صراحةً إنه ليس لديهم نية لرفع كل العقوبات، ولكن الحكومة الإيرانية لا تزعم فقط أن العدو قد تاب، بل تصف منتقديها بأنهم أميون من خلال تفسيرهم لحقيقة الاختبار، على الرغم من فشل فكرة الاتفاق النووي.

إن ادعاء الرئيس حول الوفاء بوعده برفع العقوبات في الأيام المائة الأولى من حكومة الحصافة والأمل، عندما وعد في 29 أيار/ مايو 2013 ضمن حملته الانتخابية بـ “حلول قصيرة الأمد لمدة شهر و 100 يوم لحل المشاكل والصعوبات في حكومة الحصافة والأمل”.

ولكن في 10 نيسان/ أبريل 2017، ضمن مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام، رداً على سؤال حول وعده بمئة يوم، قال: “لقد أعلنت في نهاية الـ100 يوم من حكومتي أنني سأعلن ما الذي أنجزته. والشخص الذي لا يملك الحكمة يقول إنه سيحل المشاكل في 100 يوم”. وكما وصف روحاني وعد المئة يوم برفع العقوبات وحل المشاكل بأنه كذبة، قائلاً “كذبة كبيرة تنتشر في بعض الصحف والمواقع، وهي كذبة. فمتى قلت أنني سأحل المشاكل في 100 يوم؟!”

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “كيهان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: