الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 أبريل 2021 00:00
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – من المتهم في أحداث نطنز أميركا أم إسرائيل؟

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقابلة مع الخبير في الشؤون النووية أبو الفضل ظهره وند، موضوع الأحداث في منشأة نطنز النووية. حيث رأى ظهره وند أن أي تحرك ضد إيران يتم تحت مظلة الولايات المتحدة وتوجيه أصابع الاتهام باتجاه جهة محددة يُبرء الجهة الأخرى ويعطي الرأي العام عنواناً خاطئاً، حسب تعبيره.

اعتبر الخبير في الشؤون النووية أبو الفضل ظهره وند، في حديث مع الصحيفة، أنه “ليس من الصواب ترك المفاوضات بعد حادثة نطنز ويجب أن نستخدم هذه الحادثة لصالحنا”، مضيفاً “لقد حققت إيران استقلالها الاستراتيجي، فإذا اعتبرنا ذلك كقوة إقليمية، فإن باقي الدول ستحسب لإيران حساباً خاصاً، أي أن استراتيجياتها السياسية لا تعتمد على أي قوة، وهي تقول كل شيء من الداخل وتعتمد على قدرتها وقوتها”.

ورأى ظهره وند أنه “في عقيدة إيران ليس لدينا أي مشكلة مع مبدأ التفاوض كأداة سياسية أما المهم ونقطة الخلاف هي طريق التفاوض وإنجازات المفاوضات والتي إذا لم نتوخ الحذر فيها، فيجب علينا دائماً الامتثال لأوامر الغربيين”، مضيفاً “عندما قال القائد الأعلى إن رفع جميع العقوبات مهمة واضحة وموقف واضح، فإن التفاوض على رفع العقوبات التي فرضها أوباما أو الكونغرس أو ترامب، أو فيما يخص الاتفاق النووي، أو مجرد العقوبات النووية يعد تحريفاً، وإذا قام أحد ما بالتحذير، فإن ذلك فقط كي لا يتم خداعنا في الاتفاق النووي”.

وأوضح أبو الفضل منتقداً الأشخاص الذين يرمون بأصابع الاتهام بالكامل نحو إسرائيل، وقال: “إن أي تحرك ضد إيران هو تحت مظلة الولايات المتحدة وفي غضون ذلك، فإن توجيه أصابع الاتهام باتجاه شخص ما يُبرء شخص آخر ويعطي الرأي العام عنواناً خاطئاً”، مشيراً إلى أنه “في هذا الصدد يجب أن نكون يقظين، وننظر إلى العدو كنظام وليس كجزء من كيان فهل من الممكن لإسرائيل أن تتخذ إجراءات ضد إيران دون علم ومساعدة ودعم الولايات المتحدة وأوروبا؟ ما هو مطلب إيران كقوة إقليمية ولاعب دولي بعد هذا التخريب والاعتداءات الإرهابية؟ ولا يعني ذلك أننا نشكك فقط في مبدأ التفاوض عندما تظهر مشكلة ما”.

ورأى الخبير النووي أنه “أعتقد أن الأميركيين يريدون إخضاع الإيرانيين بالكلام واللعب بالكلمات ويجب ألا نسمح بذلك فقد تحمل الإيرانيون المصاعب التي يتعين عليهم تحملها وقد حان الوقت الآن لرؤية نتيجة سنوات من الصبر والمقاومة الاستراتيجية والآن يجب أن يدخل فريق التفاوض الذي لديه فهم صحيح لوزن الجمهورية الإسلامية وموقعيتها في المنطقة والعالم وهنا نريد أناساً غيورين بأفكار ثورية يتفاوضون، وفي مثل هذه الحالات لا خيار أمام الجبناء سوى تقديم التنازلات وجعل البلاد أسيرة الاتفاقيات الفنية.”

ورأى ظهره وند أن “لا علاقة لي باليسار أو اليمين فهذا ليس مكاناً للخلافات الحزبية والانتخابية على الإطلاق ربما أعطوا إشارات للغرب من الداخل والأمر الذي لا يصح هو أسر مصالح 80 مليون إيراني من أجل المصالح الحزبية، لذلك عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية واستقلال بلد ما، يجب القول إن الانتماء الحزبي ممنوع”.

وأضاف “أن ما يخدم مصالحنا الوطنية هو الحفاظ على القدرات والفرص الوطنية التي حققناها في هذه السنوات الـ 43. وليس لاستمرار المفاوضات ولا وقفها. القضية هي لماذا نتفاوض وما نريد تحقيقه في هذه المفاوضات. ولقد أتاح لنا التفاوض الفرصة للتعبير عن آرائنا ومواقفنا، ونحن بحاجة إلى إعادة التفكير في الطريقة التي سارت بها المفاوضات حتى الآن. التفاوض هو مجرد أداة. وليس من المقرر أن نتخاصم مع العالم، وسنعبر عن آرائنا وندافع عن مصالحنا الوطنية في كل فرصة”.

وتابع هذا الخبير قائلاً “أنا لا أؤمن بمسألة أنه هل يجب أن نتفاوض أم لا، وذلك لأن التفاوض في رأيي ليس هدفاً بل هو أداة والمهم هو المصالح والأمن القومي. ولكنني لا أتفق مع الطريقة التي تسير بها المفاوضات وذلك لأنه كما قال القائد الأعلى، يجب رفع جميع العقوبات وليس فقط العقوبات النووية أو العقوبات المفروضة في عهد أوباما وترامب، لذلك فهذه مجرد لعبة وضمن هذه المصيدة في حال تحركنا إلى الأمام، فلن يتم رفع العقوبات بالتأكيد وستبقى بنية العقوبات، مما يعني أننا إذا لم نتوخى الحذر، فقد يقدمون تنازلات وفي النهاية سيبيعه أولئك الذين يدعمون الاتفاق النووي ويعبرون عنه على أنه إنجاز ضمن الرأي العام. وهذا يعني التضحية بالمصالح الوطنية لصالح الحزب حيث لا يحق لأحد أن يتصرف على هذا النحو”.

وأشار الخبير النووي إلى أن “الجدل الذي يجب ألا نفكر فيه هو فيما إذا كانت إيران تتفاوض كقوة إقليمية ودولية أو من منطلق شخص سقط في الحلقة وأجبره  ضغط العقوبات على طلب المغفرة من الله. هذان نهجان. حيث في النهج الثاني، لن نحصل على شيء سوى جزء من مطالبنا، مثل 7 مليارات دولار التي لدينا في كوريا الجنوبية. وهذا ليس من مستوى إيران على الإطلاق. وهذه المسألة تضر بكل من اليسار واليمين. واليوم يجب أن نطالب بنتاج قوتنا. ويجب أن نسعى للحصول على نصيبنا من التطورات الإقليمية والعالمية، وهذا يتطلب الاعتراف بمكونات القوة أولاً ثم التركيز عليها”، مضيفاً “دعونا لا ننسى أن بايدن، ليس أوباما الأمس. حيث أن بايدن خالي الوفاض في السياسة الخارجية اليوم وقد خسر موقعه في أفغانستان وسوريا والعراق. وليس لديه علاقات جيدة مع الصين وروسيا وأوروبا. وكما أن هناك قطبية ثنائية قوية داخل الولايات المتحدة أيضاً. حيث أن ترامب مايزال ذو وزن والجمهوريون يتمسكون به. لقد تحملنا الضغوط  واليوم هو اليوم الذي نريد به حصتنا. ويجب أن نستخدم الأحداث التي حدثت بالأمس في نطنز لصالحنا. حيث إنهم يبحثون فقط عن اتفاق نووي أقوى وأكثر تقييداً وأطول أمداً. ويُذكرون صراحة أنه طالما هذا النظام السياسي قائم في إيران، فلا ينبغي تحديث المنشآت الإيرانية، ولا سيما المنشآت النووية”.

ورأى أن “حادثة نطنز بالأمس ليست من عمل إسرائيل، إنها من عمل الولايات المتحدة. ونحن نواجه الغرب ككل. وإذا فشلنا في رؤية هذه الأشياء، فإننا سنصبح مثل الهنود الحمر في زمن كريستوفر كولومبوس، الذين حصلوا على حصانين وتم نهب ذهبهم في المقابل. وإذا لعبنا بهذه الطريقة، فستكون النتيجة كما هو الحال حيث يحتاج 60 مليون إيراني لتلقي دعم قدره 100 ألف تومان. وناتج هذا العمل هو أننا نعود إلى الوراء، ولقد دأبنا على صد الفاسد من الفساد لمدة 40 عاماً. واليوم، يجب أن ندخل من موقع قدرة وقوة ونأخذ نصيبنا في المنطقة. وهنا اليسار واليمين لا معنى له وعندما تأتي العاصفة ستأخذ الجميع معاً. حيث أننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى هذه القضية. والقائد الأعلى أوضح بشكل شفاف رفع جميع العقوبات. وإذا لم نتمكن من رفع العقوبات فسوف نخسر. حيث أن سيف دموقليس يلوح فوق الشعب مرة أخرى، وأي حكومة ستصل إلى السلطة، سواء كانت إصلاحية أو أصولية، ستظل عالقة بيد الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعني أنه يجب علينا دائماً دفع فدية”.

وختم هذا الخبير قائلاً “إيران الآن في نقطة ذهبية ضمن المنطقة والعالم. وإذا حدث أحد الأشياء التي حدثت لإيران في أي مكان آخر، لحدث انهيار. فعندما ننظر إلى أميركا اللاتينية، نرى أنها تنهار باستمرار. وعندما ننظر إلى البلدان المجاورة لنا، العراق وأفغانستان وسوريا وباكستان، نرى أنها في وضع أكثر تعقيداً منا. واليوم يمكننا كسر المعادلات بالفهم الصحيح والنظرة الصحيحة. وفي حال كررنا الخطأ الذي ارتكبناه في الماضي وجعلنا العقوبات مشروطة بالعقوبات ما بعد الاتفاق النووي فقط فهذا يعني أن نظام العقوبات سيستمر ضدنا، وسنبقى في فخ الأميركيين والأوروبيين، وكل الضغوط التي تحملناها ستترسخ. والناس الآن بحاجة إلى انفتاح أساسي. فعلى سبيل المثال، التفاوض مع الصين ونقل الزعامة من الغرب إلى الشرق فالحال كما هو عليه سيبقى مؤسفاً. حيث أن الصينيين بحاجة إلينا، وحاجتنا لهم أقل. وكما أن الروس بحاجة إلينا. والأميركيون يريدون اللعب أيضاً، فليس هنالك أي مشكلة ليعطوننا نصيبنا وليلعبوا”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: