الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 مارس 2021 07:41
للمشاركة:

صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران – كيف ساهمت الدراجات الهوائية في مكافحة كورونا؟

تطرقت صحيفة "همشهري" الصادرة عن بلدية طهران، في مقال كتبته "زينب زينال زاده"، إلى موضوع ازدياد أعداد مستخدمي الدراجات الهوائية في العاصمة. وبعد استطلاع آراء عدد من المسؤولين في بلدية طهران، أوضحت الكاتبة أن اعتماد الدراجة الهوائية، ساعد في مكافحة انتشار فيروس كورونا في البلاد.

مر حوالي 400 يوم على تفشي كورونا في إيران. هذه الأزمة التي أجبرتنا على ملاحظة التباعد الاجتماعي. ولم يقتصر التباعد الاجتماعي على وقف الزيارات في المنازل، بل راح مواطني طهران إلى استخدام وسيلة مواصلات جديدة وهي الدراجات الهوائية نظرًا للمشاكل التي تواجه النقل العام في العاصمة الإيرانية  طهران. إن الدراجة الهوائية التي لا تسبب أي انبعاث للدخان في الهواء هي الخيار الأفضل والوحيد الذي يمكن للناس استخدامه لحماية صحتهم وصحة الآخرين وتقليل تلوث الهواء عن طريق ركوبها. يكفي أن نقول إن “جيرد أنتينز” عالم الأحياء والمدير السابق لمركز “كوكران” في عيادة الجامعة في فرايبورغ بألمانيا رأى أن ركوب الدراجات فرصة لتقليل منحنى انتشار فيروس كورونا، موضحاً أن “الدراجة الهوائية تقلل من خطر الاختلاط مع مصابي كورونا، إضافة لتقليل الاحتكاك مع الأسطح”.

في طهران أيضًا ازدادت شعبية مستخدمي الدراجات في أيام انتشار فايروس كورونا،  ويقول سيد مناف هاشمي، نائب رئيس بلدية طهران، “أننا شهدنا هذا العام زيادة في ركوب الدراجات في طهران وتظهر الإحصائيات أن استخدام الدراجات الهوائية قد زاد هذا العام وسنضعه في أولوياتنا لخطط العام المقبل”، مضيفاً “ويعد التوسع في ركوب الدراجات في مدينة طهران أحد الاستراتيجيات الأساسية في الحد من حركة المرور وتلوث الهواء وضمان صحة المواطنين خلال انتشار كورونا”. وبحسب مناف هاشمي فقد تم بناء حوالي 250 كم من ممر للدراجات.

في السنوات الأخيرة  مع زيادة إنشاء وبناء الطرق السريعة ازدادت حركة السيارات وأصبحت طرق طهران تحت عجلات السيارات ولكن من خلال تغيير نهجها تعتزم إدارة المدينة إنقاذ شوارع العاصمة من الهيكل السفلي للسيارات وتسليمها إلى الناس وتحويلها إلى مدينة محورها الإنسان. لذلك تم تنفيذ الخطة الشاملة للنقل والمرور لمدينة طهران الكبرى منذ 5 سنوات في اتجاه “مدينة محورها الإنسان” مع التركيز والأولوية على النقل الذي يركز على الإنسان. وفي الفترة الخامسة من الإدارة الحضرية وفي عام 2018 بدأت البرامج المتعلقة بتطوير ركوب الدراجات على أساس وثيقة لمدة خمس سنوات لركوب الدراجات في طهران بدعم من البحوث والدراسات. ووفقاً ليعقوب آزاده دل مدير وحدة تطوير أنظمة النقل النظيف فقد تضاعف استخدام الدراجات منذ بداية هذا العام، مشيراً إلى أن العدد يتجاوز اليوم الـ1%، أي أن نصيبها من حركة المرور في طهران يبلغ حوالي200 ألف رحلة في اليوم، مضيفاً “مع تطور النقل الذي يركز على الإنسان  في عام 2022 سيكون للدراجات بالتأكيد نصيب كبير في أسطول النقل العام والأهداف في تطوير النقل النظيف هي أن تشارك الدراجات الهوائية بنسبة 40٪ من حركة السير في العاصمة”.

في آذار/ مارس من العام الماضي، عندما تم الإعلان رسميًا عن تفشي كورونا في البلاد، وضعت بلدية طهران على جدول الأعمال تطوير أنظف وسائل النقل العام بشكل أسرع والإشراف على إعلان المحافظة لاستكمال طرق ركوب الدراجات من 22 مقاطعة وإدخال دراجات جديدة في المدينة وتقديم خطط جديدة لإطلاق معدات دراجات مماثلة مثل الدراجات البخارية الكهربائية. وعقدت حملات مختلفة لزيادة ثقافة ركوب الدراجات وإنشاء شوارع كاملة بجدية شاملة كليًا في الشوارع والسيارات الخاصة والدراجات والمشاة بما يتناسب مع حاجة الطريق. ويرجع هذا النهج إلى أن الدراجات لا تقوم فقط بتقليل تلوث الهواء والمرور وتزيد من مستوى صحة المواطنين، بل لأنها تجعل من الممكن أيضًا مراقبة المسافة الاجتماعية في حركة المرور داخل المدينة بسهولة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: