الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 فبراير 2021 22:42
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – الانتخابات المقبلة ستنتج رئيساً عاجزاً

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال لـ"آرزو فرشيد"، النتائج المرتقبة للانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران/ يونيو المقبل. حيث رأت الصحيفة أنه بالنظر إلى المشاكل في البلاد، فمن غير المرجح أن يتمكن الرئيس الثالث عشر لإيران، بغض النظر عما إذا كان أصوليًا أو إصلاحيًا، من فك عقدة عمل البلاد وتقليل مشاكل الناس، والتي هي اقتصادية في أكثرها، حسب تعبيرها.

الجماعات والتيارات السياسية في البلاد على خلاف مع بعضها البعض، وتحاول الهيمنة على الملفات الداخلية والخارجية، بينما تنتظر رئاسة الجمهورية أضعف قائد لها، وهناك عدة دلائل على ذلك.

الدليل الأول: إنخفاض المشاركة

السبب الأول والأهم بالطبع لهذا الادعاء هو موضوع المشاركة الذي أصبح الشغل الشاغل للسياسيين من رجال ونساء هذه الأيام فلا يوجد فرق كبير فيما إذا كان أداء حكومة حسن روحاني، وعلى وجه الخصوص فشل الحكومة في تحسين الظروف المعيشية للشعب، أو نتيجة الانتخابات القليلة الماضية قد خيب أمل الناس في فعالية تصويتهم والنتيجة هي نفسها. حيث انه لم يسخن المناخ السياسي في البلاد على الرغم من جهود وسائل الإعلام، وخاصة من قبل التيار الأصولي. وهناك جزء كبير من المجتمع لا يريد المشاركة في الانتخابات، وهذه القضية ستحد من شرعية الرئيس الثالث عشر بغض النظر عن التيار السياسي الذي يستفيد منه. حيث بدأ البرلمان الحادي عشر بأدنى حد من أصوات الشعب، وأفعاله ومواقفه لا تحظى بشعبية كبيرة في المجتمع.

الدليل الثاني: تدمير الاقتصاد

ومع ذلك فإن القضية بالتأكيد لا تقتصر على المشاركة. فالمشاركة المحدودة لن تمنع الانتخابات، والرئيس المقبل سيعتمد على المقعد مهما كان عدد الأصوات التي سيدلى بها. ومن الواضح أن الذهاب إلى المجلس النيابي، ليس سببًا جيدًا للنجاح في الحكم، ويرى أن السادة يأتون بعد بعضهم البعض وأن وضع البلد والناس يزداد سوءًا يومًا بعد يوم من ثم يدعوك كل رئيس حالي بالحكومة السابقة لبضعة أشهر ويتحدث عن الأنقاض التي استولى عليها ولكن اقتصاد البلاد اليوم متدهور ومتضرر لدرجة أن الحكومة القادمة يمكن أن تكون لديها مثل هذه الشكاوى حتى اليوم الأخير.

الدليل الثالث: خيارات الدرجة الثانية

يصبح تعقيد الوضع أكثر وضوحًا عندما ننظر إلى قائمة المرشحين المحتملين، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الحالي والضعف الذي سيجلبه تقليص المشاركة للحكومة المستقبلية. وكما تكفي نظرة سريعة لإدراك عدم وجود مرشح قابل للحياة وقادر وموثوق وجدير بالثقة، فقد خاض العديد من هؤلاء المرشحين بالفعل الانتخابات الرئاسية وجربوا حظهم بصرف النظر عن أولئك الذين لديهم تاريخ من عدم الأهلية وليس هناك أمل في وجودهم. ونرى بعض الشخصيات غير المعروفة أو المعروفة التي تفتقر إلى الخلفية التنفيذية والإدارية وغيرها من الخصائص الضرورية للرئاسة.

الدليل الرابع: المفتاح الرئيسي

لنفترض أنه تم العثور على خيار مناسب للرئاسة وسيدخل الميدان في الحال فيجب أن يكون الناس أيضًا متحمسين ومستعدين للمشاركة. مرة أخرى هناك نقص في العمل والوعود وحتى قدرات المرشح ولا يمكن الوثوق بها والمشكلة الرئيسية هي أنه في حكومة روحاني، مُنعت الحكومة من النجاح فلا يمكن حل المشاكل الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية للشعب دون حل قضايا السياسة الخارجية ورفع العقوبات والتفاعل مع العالم. لقد تم بالفعل اختبار الوعود في هذا الصدد وخيبت آمال الناس ويعلم الجميع الآن أن المفتاح الرئيسي لفتح هذا القفل ليس في يد الحكومة .

الدليل الخامس: وضع السوق

سبب آخر يجعلنا نفكر بسلبية تجاه الحكومة القادمة وهو حالة السوق والاقتصاد. ويشير العديد من الخبراء الاقتصاديين إلى أنه حتى رفع العقوبات وحده لن يحل مشكلتنا، وهذه فوضى أكثر إرباكًا. فسوق النفط ليس في وضع يسمح لإيران بصادرات كبيرة ولديها بالتأكيد موارد عملات أجنبية متقلبة ستؤدي إلى عجز في الميزانية ومشاكل أخرى لا حصر لها ناهيك عن وجود شكوك جدية حول تحويل هذه الموارد المالية المتقلبة وفرصة الاستفادة منها.

الدليل السادس: التجاهل العالمي

إن التجاهل العالمي لإيران هو سبب آخر يجعل الرئيس الثالث عشر يمكن تقييده واعتباره غير كفئ من الآن فصاعدًا. وهذا ليس فقط بسبب عدم مبالاة الغرب والدول الكبرى في العالم بل أيضا لأن اقتصاد إيران المتقلص أوصله إلى نقطة يتعين علينا من الآن فصاعدًا انتظار إهمال الدول المجاورة وحتى الشركاء التجاريين السابقين. ومن الواضح أن كل دولة كبيرة كانت أم صغيرة تسعى إلى تأمين مصالحها الخاصة وسوف تغض الطرف عنا إذا رأت أننا غير فعالين أو حتى مزعجين في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية.

النتيجة

بالنظر إلى الأسباب المذكورة أعلاه من غير المرجح أن يتمكن الرئيس الثالث عشر لإيران بغض النظر عما إذا كان أصوليًا أو إصلاحيًا من فك عقدة عمل البلاد وتقليل مشاكل الناس، والتي هي اقتصادية في أكثر الأحوال. فقد جعلت المشاكل السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية الأمور صعبة للغاية على الرئيس الثالث عشر للحكومة في جمهورية إيران الإسلامية، وأصبح الناس محبطين للغاية من إمكانية نجاحه في القيام بذلك. والآن علينا أن ننتظر ونرى ما هي نتيجة الانتخابات المعنية وما إذا كان الفائز في هذه الحملة سيتمكن من النهوض من منصب أضعف رئيس للبلاد أم لا.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: