الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 فبراير 2021 10:28
للمشاركة:

ترند إيران – ناقلو الوقود غير المرخص لهم يحتجون على الحدود مع باكستان

تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، مع الأحداث التي تشهدها مدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، والتي أدت إلى مقتل عدد من أهالي المدينة. وعبر عدّة أوسمة، اعتبر البعض أن ما يحصل هو طبيعي خلال عمل السلطات على حماية الحدود، في ما رأى البعض الآخر أن ما يحصل هو اضطهاد لأهل المدينة، حسب وصفهم.

واقتحم عشرات من سكان مدينة سراوان في بلوشستان، جنوب شرقي إيران، على الحدود مع باكستان، مركز القائمقام، خلال موجة احتجاجات واسعة تشهدها المدينة على خلفية إطلاق الحرس الثوري الإيراني النار على عدد من ناقلي الوقود غير المرخص لهم، وتسببهم بمقتل 10 أشخاص وجرح 5 آخرين.

وكان عدد من ناقلي الوقود غير المرخص لهم تجمعوا صباح الأثنين الماضي، أمام مقر “الحرس الثوري” في هذه النقطة الحدودية، مطالبين بإعادة فتح الحدود. ووردت صور تظهر إطلاق عناصر الحرس الثوري النار عليهم.

ويأتي إطلاق النار في تلك المنطقة بعد إعلان قائد “الحرس” حسين سلامي، الأسبوع الماضي، تنفيذ “مشروع رزاق” لناقلي الوقود غير المرخص لهم، الذي قال إنه يهدف إلى تنظيم نقل تلك المادة الحيوية عن طريق الناقلات عبر الحدود الرسمية إلى الدول المجاورة.

واتهم نائب محافظ سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية، محمد هادي مرعشي، عتالين، يقومون بنقل الوقود إلى خارج الحدود، بالتسبب بما جرى على الحدود، قائلاً إنه “إثر إطلاق النار من قبل جنود باكستانيين قُتل أحد العتالين وأصيب آخرون”، وفق ما أوردت وكالة “مهر” الإيرانية. وأشار إلى تجمع العتالين على المنفذ الحدودي ومهاجمة المخفر الحدودي الإيراني، قائلاً إن ذلك أدى إلى “اشتباك حدودي قُتل فيه شخصان وأصيب آخرون”.

وأضاف أن المحتجين حرقوا دراجة نارية وألقوا الأحجار على المخفر، مضيفاً أنه “تم احتواء الموقف بعد الحديث مع وجهاء محليين، لكن في اليوم التالي حرّض البعض، على الفضاء الافتراضي، المواطنين على الاحتجاج، فهاجم أشخاص مقر القائمقامية في سراوان وكسروا نوافذها وتم تفريقهم”.  

وتظهر الفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل اقتحام محتجين مقاطعة مدينة “سراوان” وحرق سيارة للشرطة في أحد الشوارع.

وقال مرعشي إنه خلال أحداث الثلاثاء في المدينة “لم يصب أحد بأذى”، متهماً جماعة “جيش العدل” المصنفة في إيران بأنها إرهابية، ومجموعات معارضة للثورة بتحريض الناس على الاحتجاج.

على مواقع التواصل، استخدم بعض المغرّدين وسم “حقيقة ما يحصل في سراوان لشرح ما يحصل، مدافعين عن القوات الحدودية. وشرح ميلاد ميركمالي مطوّلاً ما يحصل على الحدود، من وجهة نظره.

ورأى ميركمالي أنه “بالتزامن مع إنشاء المعبر الحدودي في منطقة بلوشستان وإضفاء الطابع المؤسسي على ناقلات الوقود للحد من الإصابات وتوفير سبل العيش لسكان الحدود، تم تنفيذ مشروع رزاق من قبل الحكومة والحرس الثوري الإيراني، ويُسمح بحمل مبلغ معين من الوقود عبر الحدود”، مضيفاً “لكن هناك مجموعتين تعارضان إطلاق خطة الرزاق والمعبر الحدودي هما الإرهابيين ومافيا المحروقات”.

واعتبر ميركمالي أن “الإرهابيين يعترضون على المشروع لأنها أغلقت الحدود أمامهم، كما تتعرض مافيا الوقود للخطر بسبب حقيقة أن حجم حركة الوقود محدود بالنسبة لها وأن أرباحها الضخمة معرضة للخطر بسبب نهب موارد البلاد”، مضيفاً “اتضح أنه خلال اشتباكات مافيا الوقود مع القوات الإيرانية والباكستانية، قُتل وجُرح عدد منهم في منطقة مقتل سروان، وسلسلة الإعلام المتمرّد والتخريبي بدعم من الجماعات الإرهابية هم ملطخون بدماء اهل هذه المقاطعة”.

كما رأى محمد سيستاني أنه “من المؤكد أن الهجوم على الحاجز، وبالطبع الهجوم على مكتب محافظ سراوان، لم يكن من عمل الناس، إنهم يراقبون كيف بعض الجماعات الإرهابية والمافياوية تضر بأمن وراحة ومعيشة أبناء هذه المحافظة والوطن، ولا شك أن لا علاقة بالأهالي الطيبين بهذه الأعامل الإجرامية”.

وأوضح محمد أمين سركلزائي أنه “يجب فصل صفوف الطيبين والنبلاء في سراوان عن الذين يسببون الفوضى، فهم بالتأكيد من جماعة أنصار العدل”، معرباً عن أسفه من أن “الأبرياء والفقراء وأهالي المدينة يقتلون من دون سبب، فقط لأن الإرهابيين قرروا إطلاق النار. لذا يجب أن نكون حذرين”.

على المقلب الآخر، تفاعل بعض الإيرانيين مع هذه القضية عبر وسم “سراوان ليست لوحدها”، معتبرين أن الحرس الثوري الإيراني يضطهد أهل هذه المدينة. ورأى شاهين نجفي أن “الحكومة التي أرسلت مؤخرًا ملايين البراميل من النفط إلى فنزويلا، تدعو أهالي هذه المنطقة الغنية بالنفط، والذين ليس لديهم خيار آخر سوى البقاء على قيد الحياة في تلك الصحراء عبر بيع ونقل النفط، إلى الصبر وتحد من حركتهم”.

وكتبت شيما بابائي أنه “حان الوقت الآن للمدن المجاورة مثل زاهدان وإيرانشهر وتشابهار وكوناراك وخاش وكل إيران لبدء مظاهرات عامة لدعم الشعب الشجاع والمضطهد في سراوان ردًا على جرائم الجمهورية الإسلامية هذه”.

وأسف مهدي طهراني من أن “لا أحد يسمع صرخات أهالي هذه المدينة، فبالطبع هم ليسوا أميركيين، لكي يتم مساندتهم”، مضيفاً “هؤلاء الفقراء يضطرون للقيام بهذه الأعمال للدفاع عن لقمة عيشهم، لذا لا يجب أن نتركهم في هذه المحنة”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: