الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 يناير 2021 10:38
للمشاركة:

رواية مرتضى الويري عن الـ”سافاك”: تعهدّتُ بالتعاون عندما تم الإفراج عني

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في عددها الصادر في 25 كانون الثاني/ يناير، وفي مقابلة مع الوزير والسفير السابق مرتضى الويري، تفاصيل ما قبل الثورة الإسلامية في إيران خلال عهد الشاه رضا بهلوي، إضافة لبعض أحداث ما بعد الثورة. وكشف الويري خلال المقابلة عن بعض التفاصيل المتعلقة بعمله أثناء مناهضة حكم الشاه، إضافة للتهم التي وجّهت له بعلاقته بمجاهدي خلق.

مرتضى الويري والذي كان نائباً لفترتين في البرلمان وكان سفير طهران في مدريد، وعمدة طهران السابق، كما تقلّد العديد من المناصب الصغيرة والكبيرة وخلال العقد السابع من حياته جلس على مقعد في مجلس المدينة كممثل عن أهالي العاصمة. وقد ناقشنا معه أنشطته السياسية قبل الثورة وبعدها.

  • يتساءل البعض لماذا لم يتم طردك من جامعة آريا مهر للتكنولوجيا قبل الثورة بسبب نشاطك السياسي، كيف ترى هذا الأمر؟

أعتقد أن أولئك الذين أثاروا ويتساءلون حول هذه القضية ليس لديهم معلومات كافية عن هذا الموضوع في زمن الشاه. حيث أنه خلال عهد الشاه لم يتدخل النظام في شكل السافاك والأجهزة الأمنية بأي حال من الأحوال وحتى في وجود أو غياب الفرد ضمن الجامعة. وبمعنى آخر فقد قامت أجهزة المخابرات والأمن بعملها بالضرب والقتل والتعذيب للأفراد وكذلك بإصدار أوامر وأحكام قضائية دون مراعاة عناوين التهم ولكن كانت حسابات الجامعة والتعليم منفصلة تماماً. وكما أنني كنت أعرف العديد من الأشخاص الذين أدينوا وبعد قضائهم لمدة العقوبة عادوا إلى الفصل الدراسي وأكملوا دراستهم. وقد تم اعتقالي مرتين خلال أيام الدراسة مرة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ومرة أخرى لمدة ستة أشهر. ولكن عندما عدت إلى الجامعة لم يسأل أحد عن تهمتي ولماذا تم القبض عليَّ. وهناك حالات كثيرة في ذهني حول أشخاص أكملوا تعليمهم بعد نهاية عقوبتهم. والسبب لتدني علاماتي في الجامعة هو أنني انخرطت في الأنشطة السياسية منذ أن دخلت الجامعة. ولكن بالطبع كان هناك طلاب مثل مجيد شريف وواقفي أو محسن فاضل كانوا منخرطين أيضاً في السياسة وجميعهم من الحاصلين على درجات عالية في الجامعة. ومع ذلك أؤكد مرة أخرى أنك لن تجد حالة واحدة خلال نظام الشاه منعها شخص من الدراسة بسبب نشاط سياسي أو قناعة.

  • هل كان لعدم استدعائك واحتجازك بعد اعتقال المعارض في منظمة مجاهدي خلق وحيد أفراخته أي علاقة بهذه القضية وهل كنت على استعداد للتعاون مع السافاك أم لا؟

كان هناك عنصر من السافاك اسمه نادري والذي قُتل بعد الثورة. وهذا الشخص تعرّف على عمي. وقد تم اعتقالي للمرة الأولى لنشر وتوزيع كراس الإمام الخميني. وقد تلقينا ووزعنا شريط خطاب الإمام في النجف عبر آية الله سعيدي وبعد ذلك ذكرني المرحوم إسماعيل نجاد وذكر السيد علي خليل نيا أثناء اعتقاله وتعذيبه وتم توقيفي لعدة أيام على إثر ذلك. وقضيتنا (باستثناء اسماعيل نجاد الذي أطلق سراحه بعد عدة أيام) حكم فيها بالسجن ستة أشهر لذات القضية. تم إطلاق سراحي من خلال وساطة وتواصل عمي مع نادري. وفي المرة الثانية التي تم فيها اعتقالي لم يتدخل نادري لأن الأمر أصبح أكثر خطورة.

وقد كانت القصة أن حسين مشار زاده وهو أحد أبناء مجاهدي خلق والذي بترت يده في انفجار مع شخص آخر من نفس التنظيم أخذوا اسمي وتم اعتقالي دون أي صلة بمجاهدي خلق. على أي حال بينما لم يجدوا أي صلة بيني وبين منظمة مجاهدي خلق اتهموني بالتورط في رجم رئيس الولايات المتحدة أثناء مروره من جانب الحرم الجامعي. بينما لم تكن هي الحقيقة. ومع ذلك انعقدت المحكمة وحُكم عليّ بالسجن ستة أشهر. وبعد هذه الفترة تم اعتقالي مرة أخرى للشكوك بإمكانية الارتباط بالمنظمة وسجنت لمدة ثمانية أشهر دون أي تهم محددة. وعندما تم الإفراج عني تعهدّت بالتعاون. وكانت هذه قضية مشتركة وهنالك أشخاص آخرون ولا أريد أن أذكر أسماءهم فعلوا الشيء ذاته. حتى أنهم كتبوا اعتذاراً وشاركوا في حفل الشكر.

ومع ذلك كان هناك عدد من الأشخاص الذين كانوا يحاولون الخروج من السجن بأي وسيلة ليكونوا قادرين على المشاركة في الحملات النضالية؛ لذلك وعدت بالتعاون وكتبت بعض التقارير العبثية على سبيل المثال شعار ما قد كُتب على باب الحمام وهكذا. وبعد أسبوعين أو ثلاثة رأوا أنني لا أتعاون كما يجب وقد قمت بإلهائهم فقط؛ لذلك لم يتصلوا بي مرة أخرى. وفي هذه الأثناء قُطع اتصالي بمجاهدي خلق.

وعندما كنت في سجن القصر تحدثت كثيراً مع مسعود رجوي وموسى خياباني واستنتجت أنني لا أستطيع العمل معهم. وفي المرة التالية التي سُجنت فيها كنت بسجن إيفين وقد توصلت إلى استنتاج مع السيد محمد والسيد حسن منتظر قائم وعدد قليل من الأشخاص الآخرين بأنه يجب علينا بناء منظمة أخرى وفصل أنفسنا عن مجاهدي خلق؛ ولهذا السبب خلال لقائي الأخير الذي عقدته مع وحيد أفراخته حيث توصل أيضاً إلى نتيجة مفادها أنني لا أستطيع العمل معهم. ومن حيث نوع النشاط قمنا أيضاً بنشاط تحت الأرض ضمن إطار مجموعة فلاح. ومن وجهة نظر السافاك أصبح مرتضى الويري شخصاً سلبياً لا نشاط له.

  • اعترف وحيد أفراخته بالتواصل معك أثناء استجوابه، وحتى أن عزتشاهي ذكر أن أفراخته أحضرك معه وعرفه بك. على الرغم من الاعترافات التي تم الإدلاء بها ضدك إلا أن السافاك لم يلاحقك. ما رأيك بهذا الموضوع وما السبب لذلك؟

لأن أفراخته قال كل شيء، وقد توصل السافاك بعد إبداء وحيد أفراخته لاعترافاته، إلى استنتاج مفاده أن الويري تعاون سابقاً مع مجاهدي خلق ومن ثم توقف عن العمل. والتقارير التي تلقاها السافاك هي التقارير التي تفيد بأن الويري قد التحق بالخدمة الإلزامية وبعد استكماله بدأ العمل في مصنع السيارات الوطني الإيراني. وكما أن جميع الشاشات والمحادثات والمكالمات الهاتفية أظهرت أنه لم يكن هناك شيء ضدي يا أي شائبة.

  • في حال تقدّم شخص إلى شركة سيارات للعمل وله تاريخ في الاعتقال مرتين ويتعاون مع المنظمات التخريبية المسلحة، فسيتم رفضه بالتأكيد في المرحلة الأولى من الاختيار؛ ولكن يبدو أنك عملت في مصنع إيران ناسيونال للسيارات رغم الاعتقالات والنشاط السياسي. لماذا؟

تختلف الحساسية تجاه المصانع مثل إيران ناسيونال والتي كانت خاصة عن العمل في المصانع الحكومية. وعلى سبيل المثال عندما كنت أعمل في شركة أصفهان للصلب وكان من المفترض أن أؤدي خدمتي العسكرية هناك، ولكن بعد حوالي 45 يوماً من العمل واستكمال الدورة التدريبية منعوني من العودة إلى المصنع وذكروا ذلك وفقاً لسجلاتي السياسية بأنني لا أستطيع العمل هناك ومن ثم تم نقلي إلى بيرجند كجندي؛ وذلك لأن شركة أصفهان للصلب كانت حكومية؛ ولكن فيما يتعلق بإيران ناسيونال فقد عمل فيها أشخاص مثل حسين شيخ عطار وشاهكرمي ومحمد رضوي وغيرهم ممن كان لديهم تاريخ في النشاط السياسي والاعتقال.

  • في كانون الثاني من عام 1968 ذهبت بمهمة لمدة 10 أيام لألمانيا وخلال هذه الرحلة التقيت بشخصيات مثل المهندس بازرغان وبعد ذلك انتهت الرحلة في النجف. أرجو منك توضيح هذه الفترة؟

في ذلك الوقت كنت مسؤولاً عن صيانة هيكل السيارات في إيران ناسيونال. وكان لدينا موازن آلي مُتعطل وهو من مصنع ألماني وكان لدينا طريقتان لإصلاحه؛ الأولى هو أن يأتي خبير من هذا المصنع الألماني إلى إيران ويقوم بإصلاحه والثانية أن يتم إرسال شخص من المصنع إلى ألمانيا لمعرفة كيفية إعداد الجهاز وتصليحه. وقد أخبرت مديري أنني مستعد للسفر ووافق المصنع. وبالطبع من الممكن أن تكون هناك شائبة حول كيفية سماح السافاك لي بمغادرة البلاد. ففي ذلك الوقت تم القبض على وحيد أفراخته وتم توثيق كلامه بشكل جيد للسافاك. حيث أن أفراخته قال إن مرتضى الويري ترك التنظيم ولم يعد يتعاون معه.

  • هل هذا يعني أن شكوك السافاك حولك قد أُزيحت بكلام أفراخته؟

بالطبع ولقد تصرفنا أيضاً بطريقة لم تعطِ أي أدلة للسافاك. وكان ظاهر الأمر هو أنني كنت أعمل كمهندس في مصنع وذهبت للمهمة من أجل تكوين نفسي بشأن الزواج وتكوين أسرة، ولم أُظهر أي علامات على النشاط السياسي. وخلال هذه الرحلة ومن خلال شخص اسمه يوسف فروتن وجدنا شخصاً يُدعى ياقوت فام في آخن والذي ربطني بالسيد قطب زاده.

وقد ذهبت إلى منزل قطب زاده في باريس حيث كان محمد منتظري حاضراً أيضاً وقد أحضر لي جواز سفر مزور. ومن خلال جواز السفر المزور هذا ذهبت إلى سوريا حيث كان علي جنتي حاضراً في ذلك الوقت ومن ثم ذهبت إلى العراق والتقيت بالإمام الخميني. وبعد ذلك عدت إلى سوريا على الفور وجئت إلى طهران من دمشق.

  • في حال عدنا إلى بداية الثورة، كيف تواصل معك مسعود كشميري؟

توجهنا أنا والمهندس بهزاد نبوي إلى المرحوم آية الله مطهري وأعربنا عن قلقنا من أنه بالنظر إلى الأسلحة المتوفرة لدينا فإن احتمال وجود أسلحة في أيدي جماعات المعارضة غير مستبعد. واقترحنا بصفتنا منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية تشكيل لجنة خاصة للثورة مؤقتة لإحلال الأمن في جميع أنحاء البلاد واستعادة هذه الأسلحة. وفي اليوم التالي ذكر السيد مطهري أنه تحدث إلى الإمام ورأى الإمام أن مسؤولية هذه القضية قد أسندت إلى المرحوم مهدوي كني وعلينا العمل معه.
وهكذا بدأت في هذا الوقت العمل كعضو في المجلس المركزي للجنة المؤقتة للثورة الإسلامية. وكانت هذه من أكثر الأماكن حساسية بالنسبة لنا.

وكنت أعتقد أن أحد الأشخاص المؤهلين جيداً لإدارة هذا المجال هو السيد محمد رضوي. وذلك لأننا عملنا سوياً في مجموعة فلاح وكنت أعرفه جيداً. ولذلك بصفتي عضواً في المجلس المركزي أصدرت أمراً وتركته مسؤولاً عن الإدارة الثانية. وأتذكر أنه بسبب الشعور بعدم الأمان وبمجرد أن اقتحم مقاتلو مجاهدي خلق المكتب للعثور على الوثائق، قررنا نقل كل هذه الوثائق الهامة إلى البرلمان الوطني. وعندما توجه السيد رضوي إلى المكتب الثاني كان المرحوم حسن منتظر قائم مسؤولاً عنه وحضره عدد من خريجين جامعة شريف مثل علي أجييان وجواد قديري. وكان جواد قديري قد نُقل كشميري إلى الإدارة الثانية.

  • من الذي عرّف كشميري إلى خسرو طهراني؟

شارك كشميري في قيادة مكافحة انقلاب نوجة. حيث يتألف هذا المقر من الإدارة الثانية والحرس الثوري الإيراني ومكتب المدعي العام للقوات المسلحة. ومع اقتراب انتهاء عمل المقر، قام خسرو طهراني بأخذ كشميري الذي كان أداؤه جيداً، إلى رئيس الوزراء. وطبعاً يقول رضوي إننا لم نكن راضين على هذا النقل. وليس لأننا نشك في كشميري ولكن لأننا نعتقد أن عمل المقر لم ينته بعد.

  • لقد ذكرت في مقابلة أن بهزاد نبوي أصبح يشك بكم بعد الانفجار وأن أصابع الاتهام وجهت إليكم بجدية. بالنظر إلى تعاونك وصداقتك مع بهزاد نبوي، ما هو سبب هذا الاتهام؟

عندما وقع الانفجار الرئاسي كنا مرتبكين تماماً وخلال الـ58 ساعة الأولى، أتذكر أنني كنت في البرلمان السابق حوالي الساعة 3 مساءً واقترب مني مالكي والذي كان سائقي وحارسي الشخصي وقال إن انفجاراً حدث في مكتب رئيس الوزراء وأعطاني حقيبة بهزاد. فإن لم أكن مخطئاً في اليوم التالي تم إعداد برنامج جنازة وعندما تم تجهيز جثماني الشهيد رجائي وباهنر بحثوا عن جثة كشميري بعد التأكد من أنه حضر الاجتماع أيضاً في ذلك اليوم. حتى أن أولئك الذين كانوا يجمعون الجثامين قيل لهم أن ينقلوا بعض رماد وبقايا الجثث الموجودة على أنها بقايا كشميري بسبب عدم وجود الجثة. وكم ذرفنا من الدموع من أجل ذات الرماد. وعلى ما يبدو فإن السيارة التي جاء بها الكشميري إلى الاجتماع لم تكن في مكان الحادث وهكذا اكتشفوا أنه هرب. حيث يعتقد البعض أن حقيقة أن وضع الرماد في أكياس على أنه بقايا جثة كشميري كان لتهيئة فرصة لكشميري للهروب. وقال البعض إننا فعلنا ذلك عن عمد حتى نتمكن من القبض عليه من خلال خلق عقلية تخيل موت كشميري. كلا! هذا لم يحصل.

  • أي، هل تم خداعهم أم أن كل شيء كان بسيطاً كما قيل؟

في المرحلة الأولى اعتقدوا اعتقاداً راسخاً وثابتاً أن كشميري قد قُتل. ومع ذلك في اليوم التالي وبعد نقل الجثث إلى ممر البرلمان لتشييعها رأى بهزاد نبوي أن سيارة كشميري لم تكن في المكان الذي كانت تقف فيه دائماً وأدركوا حينها أنه هرب. وهنا لا يتم الإعلان عن فرار كشميري حتى يتخيل أنهم يؤمنون بوفاته ومن ثم يمكنهم اعتقاله. ولكن يبدو أنه كان أكثر تركيزاً وغادر البلاد.

  • ما هو تحليلك للواقعة التي قالوا فيها إن بعض الرماد قد تم وضعه في أكياس وتم نسبه لكشميري؟

إذا كنت قد طرحت هذا السؤال قبل 25 عاماً لكان بإمكاني عرض المزيد من التفصيل ولكن الآن بقدر ما يساعدني ذهني كنا في وضع رهيب للغاية عندما تم نقل الجثث وفي بعض الأحيان كانت بعض الجثث تتفكك. وعليه كان من الطبيعي أن يكون باهنر ورجائي حاضرين في هذا الاجتماع ويكون كشميري حاضراً معهما، فقد اعتُبر حقيقة أنه قُتل هو الآخر وعندما لم يعثروا على الجثة حاولوا إيجاد حل باستشارة الفقيه. وكما نص الفقيه على وضع بعض الرماد في كيس ونقله كجثة للكشميري.

  • هل تتذكر أي فقيه سألوا؟

لا أعلم.

  • من الواضح أن جميع الشكوك توجهت إليك؟

في الحقيقة تم استجواب رضوي أيضاً. وذلك بسبب تعاوننا ضمن مجموعة فلاح وبطبيعة الحال لقد شك بنا كلانا نبوي.

  • كيف كانت علاقتك بسعيد حجاريان في ذلك الوقت؟

كان تواصلنا قليلاً جداً. حيث كانت علاقة حجاريان مع ري شهري وخسرو طهراني علاقة وثيقة. وأثناء تشكيل البرلمان الأول ضغط سعيد حجاريان وخسرو طهراني معنا لتشكيل وزارة المخابرات لتكون مسؤولة أمام البرلمان.

  • هل قمت بكتابة هذه الخطة؟

مسودة الخطة كتبها سعيد حجاريان وعرضتها على البرلمان وجمعت تواقيعها. وطبعاً كانت لدينا تغييرات في الخطة ضمن البرلمان. وعلى سبيل المثال أن وزير المخابرات يجب أن يكون فقيهاً مجتهداً فلم نذكر ذلك الخطة وأضيف ذلك إليها لاحقاً في البرلمان.

  • كيف كانت علاقتك مع مجموعة فرقان ومتى قمتم بضمها وكيف أخرجتوها؟

لم ننضم أبداً إلى فرقان أو انفصلنا عنها ولكننا تعاونا مع فرقان ثم توقفنا عن المساعدة. اسمح لي أن أشرح المجموعة التي كنا نعمل فيها مع فرقان. عندما قررنا إنشاء منظمة في سجن إيفين يمكنها سراً وإذا لزم الأمر محاربة نظام الشاه بطريقة مسلحة وكانت لدينا معلومات عن الطبيعة الانتقائية لمجاهدي خلق ناهيك عن انحرافات هذا التنظيم. وهكذا ولدت الجماعة السياسية العسكرية “فلاح” في سجن إيفين. ونحن مجموعة فلاح اتصلنا بفرقان بعد عام من ذلك. وفي هذا العام أخبرني صديق لنا أن هنالك مجموعة تقاتل نظام الشاه. ووفقاً له فإن هذه المجموعة تصرفت نظرياً بشكل جيد وتحتاج إلى مساعدة. ومن ثم أحضر لنا كتبهم التي كانت تفسيرات لسور قرآنية وطلب منا المساعدة. وكانت المساعدة الأولى التي أرادوها هي تخزين منشوراتهم بسبب نقص المساحة حيث قمنا بتخزينها في إحدى حدائق دماوند. وكما أخذنا آلة الطباعة الخاصة بنا إلى هناك وأعدنا إنتاج المنشورات الموجودة فيها وثم نقلناها إلى طهران بوضعها تحت صفين من سلال التفاح. وبالتالي كان اتصالنا الوحيد هو تلقي هذه الكتب وهو الأمر الذي كان يهمنا. وقد استمرت هذه العلاقة حتى تواصلت مع السيد مطهري. وفي هذا الوقت لم تعد المنشورات تُنشر كما كان من قبل لكننا رأينا بيانات في أربع إلى ست صفحات من هذه المجموعة. مرة في الأسبوع بناءً على نصيحة الإمام الخميني وكنت على اتصال منتظم بالشهيد مطهري. وفي كل مرة كنت أعطيه كتيباً من مجموعة فرقان. وكما أنني لا أعرف لماذا كان حساساً تجاه هذه الكتيبات وقراءتها بعناية بل وكان يشدد عليها. وأخيراً بعد سنتين وصلنا إلى نقطة حيث قال لديهم مشاكل ومسيرهم منحرف. وعندما قال هذا أخبرت عضو الاتصال مع فرقان أننا لا نريد التعاون مع هذه المجموعة. خلال هذه الفترة انقطعت علاقتنا مع مجموعة فرقان. وبالطبع فقد لاحق الشهيد مطهري مرة أخرى لاحقاً كتيبات هذه المجموعة وعندما رأى توقف تعاوننا لم يعد يتابع ذلك.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: