الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 يناير 2021 04:01
للمشاركة:

ترند إيران – إسقاط الطائرة الأوكرانية بين التساؤلات والمطالبات بمحاسبة النظام

تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مع اقتراب الذكرى الأولى لإسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ من قبل الدفاعات الجوية الإيرانية في 8 كانون الثاني/ يناير 2020. وعبر وسم "هوابیماي اوکرایني" (أي الطائرة الأوكرانية)، غرد الإيرانيون مع هذا الترند، حيث رأى البعض أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق النظام في إيران، بينما رأى البعض الآخر أن ما حصل هو خطأ يحصل ويجب محاسبة أميركا على إسقاطها طائرة إيرانية عمداً عام 1988، قبل مساءلة إيران، حسب تعبير هؤلاء.

وكانت الرحلة 752 من طهران إلى كييف تديرها الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية. وفي 8 كانون الثاني/ يناير 2020، أسقط الحرس الثوري الإيراني الطائرة، بعد حالة تأهب بسبب ضرب قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران وعزا الحادث إلى خطأ بشري، حيث قُتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 176 راكباً، معظمهم إيرانيون.

وبعد سلسلة من الاجتماعات بين الحكومة الأوكرانية والإيرانية، خصصت طهران 150 ألف دولار لعائلات كل من ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي أسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية، بينما تحفظت كييف على القرار الإيراني، حيث اعتبرت الخارجية الأوكرانية أن قيمة التعويضات يجب أن تخضع للتفاوض، مشددة على ضرورة “تحديد سبب المأساة ومحاسبة المسؤولين عنها قضائيا”.

على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر بعض الإيرانيين صور ضحايا هذه الحادثة، وطرح البعض الآخر عدداً من الأسئلة حول الحادثة. حيث كتب علي غلي زاده أنه “في ذكرى كارثة الطائرة، تبقى أسئلة كثيرة لم نجد أجوبة عليها، من هو المسؤول عن ما حصل، الخطأ في النظام الصاروخي كان خطأ فردياً أم عملية اختراق؟ من المسؤول عن محاولة إخفاء الحقيقة في البداية؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة بحاجة أولاً إلى مقاضاة كبار القادة العسكريين”.

أما محمد رضا ياغاني، فنشر صورة لإحدى اللافتات التي علّقتها بلدية طهران في المناسبة، مشيراً إلى أن “مقتل عدد كبير من مواطنينا في هذه الحادثة هو أمر محزن جداً، وهذه اللافتة التي وضعتها بلدية طهران هي لفتة جيدة في ذكرى هؤلاء الضحايا”.

من جهة أخرى، طالب عدد من روّاد مواقع التواصل المجتمع الدولي لمحاسبة النظام الإيراني. حيث اعتبر رضا يونسي أن “المسؤولين في  السلطة القضائية في إيران يحاولون تبرير ما حصل، لكن عندما أفكر بأطفال هذه الرحلة الذين رحلوا، لا يسعني إلى أن أفكر بالطفلة كارون حاجي زاده”، مضيفاً “مستمرون في المقاومة حتى إسقاط هذا النظام المجرم”.

كما رأى فريدون بيشدادي أن “إطلاق صاروخ على الطائرة لم يكن صدفة، بل ما حصل هو جريمة ضد الإنسانية يجب أن يتحرك العالم من أجلها. لكن للأسف، بعض الدول التي لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة، لم تمارس ضغوطًا كافية على الجمهورية الإسلامية لارتكابها هذه الجريمة”.

في المقابل، اعتبر آخرون أن ما حصل هو قضاء وقدر، رافضين توجيه التهم للنظام في البلاد. وأوضح برادر مصطفى أن “ضمن الشهداء الذين سقطوا، هناك الشهيدين محمد صالح وزوجته زهرة حسني سعدي من جامعة شريف في طهران، لكن المشكلة أن بعض “المناهضين للجمهورية الإسلامية” لا ينشرون صورهم بل يكتفون بصور الشهداء الآخرين، هل تعرفون لماذا؟ لأن هذين الشهيدين لديهما صور مع اللواء قاسم سليماني”.

من جهته، رأى عبد الصمد جعفري أن “الإعلام الغربي الكاذب لم يرصد الهجوم الأميركي على الطائرة الإيرانية عام 1988 فحسب، بل حاول فيما بعد تبريره”، مضيفاً “وسائل الإعلام نفسها، من خلال تضخيم هجوم الحرس الثوري الإيراني الخاطئ على الطائرة، تحاول عمدا تقديم الهجوم على الطائرة المذكورة وكأنه مقصود”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: