الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 ديسمبر 2020 16:54
للمشاركة:

بيت من الشعر أصبح نموذجًا لقوة الوحدة القومية للإيرانيين

تناولت وكالة "سبوتنك" الروسية، في نسختها الفارسية، موضوع بيت الشعر الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في باكو، والذي أثار ردة فعل كبيرة في إيران. وفي مقال لـ"عماد أبشيناس"، ترجمته "جاده إيران"، أشار الكاتب إلى أن هذا الحادث أثبت للعالم أن الإيرانيين، رغم اختلافاتهم، يتوحدون أمام أي تدخل خارجي.

أثار بيت الشعر الذي قرأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مراسم الاحتفال باسترداد منطقة كاراباخ في باكو العديد من ردود الأفعال وتحول إلى نوع من نماذج الاتحاد بين أفراد الشعب الإيراني.

بعيدًا عن جميع القضايا التي أحدثها بيت الشعر الذي صرح به أردوغان في باكو، إلا أن الأمر المثير للاهتمام هو الوحدة القومية التي نتجت عنه. على ما يبدو، تم حل المسألة في محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ونظيره التركي تشاووش اوغلو، وتقرر أن القصد لم يكن ما فُهم من القاء القصيدة.

تسبب ما فعله أردوغان في اتحاد جميع أفراد الشعب الإيراني معًا على قضية واحدة لأول مرة بعد فترات طويلة، وتسبب هذا النموذج من الاتحاد والقوة في أن العالم أصبح يحسب حساب إيران جيدًا.

ربما لو أراد أي من الشخصيات السياسية الإيرانية إنجاز هذا العمل لكن مستحيلاً، لأن كل شخصية سياسية في إيران، تحمل شعارًا لجناح سياسي أو مجموعة خاصة.
عندما أتحدث عن جميع الإيرانيين أقصد الإيرانيين داخل وخارج إيران، جميع الإيرانيين الذين يميلون إلى آراء سياسية مختلفة، الذين يرتبطون بأقوام وأحزاب سياسية ومذهبية مختلفة، السياسيين وغير السياسيين، المقصود من كلمة الجميع، الجميع. تجمعوا لأول مرة واتحدوا كيد واحدة في مواجهة حتى مجرد الحديث حول انفصال جزء عن إيران.

ينم هذا الاتحاد والتكامل عن أن الإيرانيين سواء في الداخل أو الخارج، سواء من مؤيدي الجمهورية الإسلامية أو من معارضيها، سواء شيعة أو سنة، سواء مسلمين أو غير مسلمين، سواء آذريين أو غير آذريين، سيواجهون جميعا أي محاولة لتقسيم إيران، الوحدة القومية الإيرانية في الأولوية بالنسبة للجميع.

لقد أدرك الجميع أن الإيرانيين ربما يختلفون في العديد من الأمور، إلا أنهم متحدون في أمر واحد، وهذا الأمر هو الوحدة القومية لأراضيهم، وإذا تعرضت هذه الوحدة القومية للخطر يومًا ما، سيقف الجميع يدًا واحدة حائلًا له، بصرف النظر عن أفكارهم ومعتقداتهم.

ربما يتذكر البعض وقت حرب صدام حسين على إيران، ولكن من المحتمل ألا يتذكر شباب اليوم ظروف ذاك العهد، العهد الذي صار فيه جميع الإيرانيين ضمن قوات البسيج، بغض النظر عن أي نوع من التوجهات السياسية أو المذهبية أو العقائدية، كي يذهبوا إلى الميدان ويدافعوا عن تراب أرضهم.

أثبت التاريخ بلا شك أن الإيرانيين عند هجوم الأعداء عليهم يتحدون سويًا، ولكن كان يتصور أعداء إيران منذ سنوات عدة أن هذه الوحدة والانسجام الشعبي لم تعد متوفرة، وإذا تم الهجوم على إيران سينقسم الإيرانيون مثل العديد من جيرانهم. ومن ثم أدرك الجميع في الوقت الراهن أن دم الإيرانيين لا يزال كما هو، دم الإيرانيين الذين توجهوا إلى الميدان أثناء الحرب، ودافعوا عن وطنهم، وإذا أراد عدو الإساءة لإيران ولو قليلًا، سيقف جميع الإيرانيين لمواجهته وقفة رجل واحد.

ربما كانت إرادة الله أن يحدث هذا الأمر في هذا الوقت من الزمن كي يفسح المجال ويفهم الأعداء الذين يتآمرون ضد إيران أن الإيرانيين لا زالوا يغيرون على وحدتهم القومية وعلى أرض إيران. فمن البديهي أن الأعداء بمجرد رؤية هذه الأحداث عليهم أن يعيدوا التفكير في القرارات التي يتخذونها، وكذلك من البديهي أن هذه الأوضاع تشير إلى أن السياسيين في إيران في حاجة ماسة إلى التركيز الأكبر على القضايا المتعلقة بوحدتنا القومية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ وكالة “سبوتنك” الروسية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: