الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 ديسمبر 2020 05:34
للمشاركة:

ترند إيران – محافظة أذربيجان الغربية بين الغنى الطبيعي والإهمال

لا تزال تبعات التوتر الذي نشأ بين إيران وتركيا على خلفية إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بيت شعر في العاصمة الأذربيجانية باكو، اُعتبر أنه يدعو لانفصال الآذريين الإيرانيين عن إيران، مستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تفاعل الإيرانيون مع هذا الموضوع، مؤكدين أن محافظة أذربيجان الغربية هي جزء من إيران.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد علّق على هذا الموضوع في مؤتمره الصحفي يوم الأثنين 14 كانون الأول/ ديسمبر 2020، مؤكدًا أن “وزير الخارجية التركي، السفير التركي في إيران، والحكومة التركية أوضحوا أن الرئيس التركي لم يكن يقصد أي إساءة”، ودعا “أنقرة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لقضية وحدة أراضي إيران”.

كما شدد روحاني على أن “العلاقات الإيرانية التركية مهمة للغاية. لكن وحدة أراضي إيران مهمة جدًا أيضًا، ومن حق الشعب الإيراني أن يكون حساسًا بشأن ما قاله إردوغان”.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل الإيرانيون مع هذا الترند عبر وسمين، الأول هو “مياندواب من”، في إشارة إلى مقاطعة مياندواب في محافظة أذربيجان الغربية معتبرين أن هذه المدينة “لنا كإيرانيين”، إضافة للوسم الآخر “أذربيجان غربي”، في إشارة إلى المحافظة المذكورة. كما شارك بعض أهل المحافظة في هذا الترند عبر وسم “رأس مال الذهب والحرمان”، مشيرين إلى أنه رغم أهمية هذه المحافظة إلا أنها تعاني من الحرمان وعدم الاهتمام من قبل المسؤولين في إيران.

ضمن هذا التفاعل، أوضحت هاجر محمد نجاد أنه “خلال السنوات المضطربة في الحرب العالمية الأولى، تذوقت مدينة مياندواب في محافظة أذربيجان الغربية، المذاق المر للمجاعة وعدم الاستقرار في إيران”، مشيرة إلى أنه “في ظل الفوضى التي كانت سائدة في تلك الأيام، كانت الحكومة الإيرانية منزلًا محليًا لأهالي هذه المنطقة”، وأضافت “واليوم، في ظل كل اضطرابات المنطقة، تعتبر الدولة المركزية في إيران هي الملجأ الحصين لأهالي المنطقة”.

من جهة أخرى، عمد بعض روّاد مواقع التواصل إبراز الأهمية الطبيعية والثقافية لهذه المدينة. فلفت ميثم باكروان إلى أن “جسر تاتاو في مياندواب هو من المعالم التاريخية البارزة والجميلة لجنوب غرب أذربيجان”. كما أشارت فاطمة غولي إلى أن “هذه المدينة تقع جنوب بحيرة أرومية، وفي واحدة من أكثر السهول خصوبة في إيران، ومع الصيف الحار نسبيًا والشتاء البارد نسبيًا تتمتع المدينة بمناخ متغير في المواسم المختلفة”.

أما رامي آرزان، فأوضح أن “هذه المحافظة تشتهر بصخر الغرانيت الطبيعي، وهو رمز للصلابة والقوة والمتانة كما أهالي المنطقة، ويمكن رؤية الغرانيت باللون الأبيض، والرمادي، والبرتقالي، والأخضر، والأسود، والأحمر”.

من جانب آخر، أعرب بعض  الإيرانيين عن أسفهم من إهمال السلطات لهذه المدينة المهمة، حيث قال حامد عيني إن “شلال “دو أوشان” في المحافظة هو مقصد للسائحين من داخل وخارج إيران، وهو يقع في قرية حيدرباغي السياحية”، معرباً عن أسفه من أنه “لا توجد بنية تحتية سياحية في هذا المكان وقد تم إهماله”.

أما محمد هادي أميني فأكد “أننا لم نرَ شيئاً سوى الحرمان هنا، لا يهم إذا كان يوجد لدينا منجم ذهب أو طبيعته الجميلة، فلا أحد يعرف حجم التمييز الذي نتعرض له هنا”.

ورأى حسين ناريماني أن “تلال مياندواب القديمة والنقوش الموجودة تثبت عراقة هذه المدينة، ولكن مياندواب، على الرغم من تاريخها الغني، شهدت الكثير من القمع على مر التاريخ”.

ورد ياسر جوان على هذا الموضوع، رافضاً اتهام السلطات الإيراني بالتقصير تجاه هذه المحافظة، مستشهداً بحديث أحد ممثلي أهالي مياندواب في البرلمان الإيراني الذي قال “إن الطرق والزراعة أولوية لتطوير مياندواب، ونحن نقبّل أيدي كل المستثمرين الذين يستثمرون في هذه المدينة ويمهدون الطريق للتنمية”، معلقاً على ذلك بالقول “إنه من الظلم ان يتم اتهام السلطات بالتقصير تجاه المحافظة فهم يحاولون العمل على تنمية المنطقة”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: