ترند إيران – الباسيج بين المدح والذّم
يستمر الإيرانيون في التفاعل مع ترند ذكرى "أسبوع الباسيج" الذي تحتفل به إيران هذه الأيام، والذي يبدأ في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام. إلا أن اللافت، هو ظهور وسم جديد في مقابل الوسم الأساسي "رجال الباسيج". هذا الوسم الجديد، الذي حمل اسم "الباسيج يقتل الناس"، كان فيه انتقادات لعمل هذه القوات داخل إيران، وقد حصل الوسم الأخير عل 3500 تفاعل بين تغريد وإعادة تغريد، في الوقت الذي حصد الأول 20 ألف تفاعل بين تغريد وإعادة تغريد، بحسب موقع "صبا رسانه" المتخصص في إحصائيات التواصل الاجتماعي.
بالعودة إلى الوسم الأساسي “رجال الباسيج”، نشر روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمتطوعي الباسيج وهم ينخرطون في أعمال اجتماعية في البلاد، كعمليات التنظيف والتعقيم خلال أزمة كورونا، إضافة للأعمال العسكرية خصوصاً في الحرب العراقية- الإيرانية. كما شهدت منصات التواصل كتابات وأراء من المغردين حول هذه القوة الإيرانية، حيث رأى آرمان كومس، أن “قوات الباسيج هم مجموعة اجتمع فيها أنقى أبناء الوطن وأكثر شباب الوطن تفانيًا واستعدادًا من أجل الأهداف العظيمة لهذه الأمة ومن أجل الكمال والسعادة لهذا الوطن”.
من جهتها، قالت سمية ترابي إنه “ربما تكون “الباسيج” أكبر شبكة ثقافية واجتماعية وعسكرية في العالم”، لافتةً إلى أنه “كان فن الإمام هو خلق هذه الظاهرة الفريدة من قلب الأزقة الخلفية لمدن البلاد وتشكيل هذه الظاهرة”. فيما أشار حسين جباريان إلى أن “احتفالنا اليوم بأسبوع الباسيج هو خدمة للشعب ومواجهة للأعداء”، مؤكدًا أن “هؤلاء الشباب نجدهم في أي مكان يوجد فيه شخص للمساعدة، تأتي قوات الباسيج طواعية للمساعدة دون أي توقعات”.
بدوره، اعتبر باري فاروخي، أن “كلمة باسيج تعني أن تتلازم وتتعايش مع الأخطاء والحوادث من أجل تأمين بنية الأمن والراحة للمواطنين وأن ترتدي بلا كلل ملابس الحرب لخدمة الوطن”. ورأى أمير حسين أن “الباسيج يعني الاستشهاد من أجل الدفاع عن شرف الشعب”. كما أكد علي زاده أن “دور التعبئة تكمن في تنمية الروحانية الفردية والاجتماعية، والتعبئة المجتمعية، وإرساء الأساس لتنفيذ إعلان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، وتعزيز القيم الدينية في مجالات متخصصة مثل الفن والرياضة والإعلام إضافة لمواجهة الغزو الثقافي للعدو”.
في مقابل هذا المدح، راح بعض الإيرانيون يهاجمون هذه القوات، تحت وسم “الباسيج يقتل الناس”، مؤكدين أن هذه القوات كانت سبباً في قتل العديد من المواطنين خصوصاً خلال المظاهرات التي شهدتها البلاد في السابق. كما نشر بعض المغردين صوراً، أشاروا فيها إلى أنها تضم عناصر لقوات الباسيج وهم يعتدون على المتظاهرين، خصوصا في مظاهرات البنزين العام الماضي. حيث رأى حميد زمان أن “نظام ولاية الفقيه يقف على قدمين أساسيتين من أجل الصمود، وهي قمع الناس بالداخل، وتصدير الإرهاب والأصولية إلى الخارج”، معتبراً أن “قتلة قوات الباسيج لهم دور أساسي في هتين المسألتين”. كذلك، كتب هيلا قيانفار أن “عناصر الباسيج يمكن معرفتهم عن بعد أميال، فكلهم لديهم لحية طويلة ويرتدون الصوف ورائحتهم كريهة إضافة لوجههم الذي يشبه حركة طالبان، ويحملون مسبحة، وفكرهم متحجر ومتعصب”.
من جهتها، أشارت أتوسا صباغ، إلى أن “النظام الإسلامي يزيد الفقر والبؤس والاختناق كل يوم حتى نكون في طابور للحصول على قطعة خبز بدلاً من حرية الوطن”، مضيفة “لا تخافوا من هذا النظام المحتل لبلدنا ومرتزقته في قوات الباسيج الذي يشكلون الدعامة الأساسية لبقائه”.
أما “كامل”، فذكر أنه “إذا كنت لا تزال لا تدرك أنك تعيش في ظل الأحكام العرفية، فاخرج رأسك من النافذة وقارن أجواء المدينة بجو مدن ألمانيا النازية والكتلة الشرقية، كل شيء مخيف للغاية، فقط انظر بشكل صحيح، وعليك أن تعلم أن قتلة الباسيج هم السبب في ذلك”.