الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 نوفمبر 2020 07:11
للمشاركة:

راديو فردا – العملية السرية الإسرائيلية واستعداد حلفاء إيران في المنطقة

تناولت إذاعة "فردا" الفارسية، والتي تبث من التشيك والممولة من الحكومة الأميركية، موضوع ارتفاع التوتر بين أميركا واسرائيل من جهة، وايران من جهة أخرى، حيث عرضت سلسلة الأحداث والتصريحات على صعيد هذه العلاقة مع اقتراب وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.

خططت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لسلسلة من “العمليات السرية” ضد إيران في الأسابيع المتبقية من إدارة دونالد ترامب، وفقا لـ”تايمز أوف” إسرائيل والقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية. وبحسب هذه التقارير، فقد تم تصميم العملية على افتراض أن إيران ستمتنع عن الرد في الأسابيع القليلة المقبلة.

وتزعم التقارير أن البرنامج النووي الإيراني هو هدف هذه “العملية السرية” وأن تصعيد الضغط الاقتصادي هو جزء من عمل إسرائيلي أميركي منسق ضد إيران في الأسابيع المقبلة. وتشير هذه التقارير إلى بعض الإجراءات ضد الجمهورية الإسلامية خلال العقد الماضي.

وتشمل هذه العمليات زرع فيروس Stuxont في أجهزة منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتخريب موقع نطنز في تموز/ يوليو الماضي، وسرقة وثائق نووية إيرانية ونقلها إلى إسرائيل لـ “إقناع” دونالد ترامب بقتل علماء نوويين، واغتيالات أخرى داخل إيران كان آخرها اغتيال عبد الله أحمد عبد الله، الملقب بأبي محمد المصري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، منتصف هذا الصيف في حي باسداران شمال طهران.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وأوروبية في الصيف، نقلاً عن مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية، أن إسرائيل كانت تحاول اتخاذ خطوات قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر لاستفزاز إيران عمداً إلى “حرب محدودة”.

لكن إيران تخطت هذه الفترة، ولم ترد على هذه الإجراءات المنسوبة لإسرائيل. وكان المرشد الأعلى علي خامنئي، قد قال عدة مرات خلال الصيف أنه لن يتفاوض مع الولايات المتحدة وأنه لن تكون هناك حرب. بيد أن القناة 13 الإسرائيلية تقول الآن، إن الموساد والجيش وحكومة بنيامين نتنياهو يخططون لتكثيف “العمليات السرية” ضد إيران مع العلم بأنهم يعتقدون أن حكومة جو بايدن تسعى للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. وأضاف التقرير أن الموساد كان يستعد للعمل مع حكومة بايدن “لضمان” اتفاق يكون في صالح إسرائيل.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أمر وزير الخارجية الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي بتشكيل فريق صغير من المسؤولين “لتصميم استراتيجية من شأنها إبقاء إسرائيل على علم بخطط جو بايدن بشأن إيران”. وبحسب التقارير، قال غابي أشكنازي في اجتماع مغلق للجنة السياسة الخارجية والأمن القومي بالبرلمان الإسرائيلي الأسبوع الماضي، إن إسرائيل لا تريد تكرار أخطاء الماضي ضد إدارة باراك أوباما التي أدت إلى الإنجاز الأميركي الإيراني.

قال عاموس هوشستين، المستشار السابق لجو بايدن ومسؤول كبير في وزارة الخارجية خلال إدارة باراك أوباما، للقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي إن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ستكون أولوية بالنسبة لبايدن “بعد فترة وجيزة” من تمركز فريقه في البيت الأبيض.

في الأيام الأخيرة، أجرى مايك بومبيو، خلال “رحلة الوداع” مع إسرائيل ومسؤوليها، معظم المحادثات مع بنيامين نتنياهو بشأن إيران، وتحدث بثقة كبيرة عن “عزلة إيران المتزايدة” واتفاقات السلام الإماراتية البحرينية مع إسرائيل. وشهد بأن ذلك تحقق بجهود الولايات المتحدة.

ولكن في اليوم الأخير من إقامة بومبيو في إسرائيل، ذكرت وكالة أسوشيتيد برس، أن القوات التابعة لإيران في المنطقة كانت في حالة تأهب قصوى وستبقى كذلك حتى دخول بايدن إلى البيت الأبيض.

في غضون ذلك، دعا إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، خلال زيارة سرية للعراق، حلفاء إيران إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية حتى لا يتخذوها ذريعة لهجوم محتمل على إيران وحلفائها. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، تقرير وكالة أسوشيتيد برس عن وجود الجنرال قاآني في العراق وتصريحاته خلال لقاء مع سياسيين وقادة شيعة بـ “تكهنات إعلامية في أوقات فقر الأخبار”.

في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، أفادت قناة “كان” الإسرائيلية أن الموساد أعلن اغتيال أبو محمد المصري بهدف لفت انتباه بايدن إلى العلاقات بين إيران والقاعدة. وأفادت القناة 13 الإسرائيلية وجيروزاليم بوست في نفس اليوم أن نية إسرائيل في الإعلان عن مقتل عضو في القاعدة في إيران على يد مرتزقة يعملون لحساب إسرائيل كان لإخبار الولايات المتحدة “أنتم بحاجة إلينا” ونشر الخبر.

لكن بعد ساعات من إعلان وكالة أسوشيتد برس عن عقد اجتماعات مع قائد فيلق القدس في العراق، نُسب هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في بغداد إلى قوات عصائب أهل الحق. سقط صاروخ بالقرب من مجمع السفارة ، مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة خمسة مدنيين عراقيين آخرين. وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، رغم أن إطلاق الصواريخ قد يكون علامة على وجود خلافات بين كتب عصائب الحق وحزب الله في العراق، فليس من المستبعد أن يكون عملاً متعمدًا لإرسال رسائل غامضة إلى الأميركيين.

من جهته حذر حسين دهقان، وزير الدفاع السابق والمستشار العسكري للقائد العام للقوات الإيرانية، في مقابلة مفصلة مع وكالة أسوشيتيد برس نهاية الأسبوع الماضي من أن “الصراع مع أميركا تكتيكي محدود لكن يمكن أن يتحول إلى حرب شاملة”، مؤكداً أن انفجار نطنز كان “تخريبًا صناعيًا” لكنه رفض ذكر الأسباب المحتملة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ راديو فردا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: