تعيينات بايدن المتوقعة وإيران
فريق بايدن يعرف الإيرانيين جيدا، لكن بايدن نفسه سيكون أكثر رئيس أميركي التقى بشخصيات رسمية إيرانية منذ الثورة عام 1979.
تقول بلومبيرغ إن انتوني بلينكن سيكون وزير خارجية جو بايدن القادم وجاك سوليفان مستشاره للأمن القومي. كلاهما لعب ضمن فريق الرئيس السابق باراك أوباما دورا مهما، بلينكن كان مقربا جدا من بايدن مستشارا له للأمن القومي ونائبا لوزير الخارجية ويبدو في الصفوف الخلفية في الصورة الشهيرة ليلة قتل أسامة بن لادن، أما جاك سوليفان الذي كان في ثلاثيناته خلال ادارة أوباما فهو كان أحد الفاعلين بقوة في ملف التفاوض مع إيران من قصّر البستان في عُمان إلى قصّر كوبيرغ في فيينا.
كذلك يبدو سوليفان في خلفية الصورة التي تجمع كيري وأوباما في البيت الأبيض. الإعلان الرسمي عن فريق الادارة الجديدة لبايدن سيكون يوم الثلاثاء القادم، مع ذلك فإن اعتراض الرئيس الحالي دونالد ترامب سيبقى يؤخر انطلاق عملها الانتقالي وهو سيعيق بطبيعة الحال عملية التمهيد الدبلوماسية للمرحلة المقبلة والتي لن تكون سهلة على بايدن وفريقه في ظل ارث ثقيل داخليا والاهتزاز الذي خلفته ادارة ترامب في قدرة التأثير الأميركية خارجيا. فيما يتعلق بالملف الإيراني، لا يمكن ترجيح شيء بعد اذ أن الظروف التي حكمت اتفاق 2015 النووي لم تعد كما هي اليوم، هذا ليس للقول إن ادارة بايدن لن تكون راغبة في العودة للاتفاق، لكنها ستسعى جديا لاستكمال ما كان يريده فريق أوباما من الاتفاق وهو الانتقال من حديث النووي إلى الحديث الأصعب، الصاروخي والدور الإقليمي.
فريق بايدن يعرف الإيرانيين جيدا، لكن بايدن نفسه سيكون أكثر رئيس أميركي التقى بشخصيات رسمية إيرانية منذ الثورة عام 1979. فقد اجتمع الرئيس المنتخب بمعظم سفراء إيران لدى الأمم المتحدة، وجمعته علاقة ودية بوزير الخارجية الإيراني الحالي جواد ظريف، إلى جانب لقاءات متعددة مع كمال خرازي، والذي شغل تماما كظريف منصب وزير الخارجية وسابقا مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، كما أنه اليوم في موقعه كرئيس المجلس الأعلى للعلاقات الخارجية يؤدي دورا استشاريا في مكتب القائد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي.
العلاقات الشخصية ستلعب دورا دون شك في كسر الجليد، لكن عملية كسر الجليد تتطلب أشهرا على الأقل، وفِي رصيد إدارة الرئيس حسن روحاني في إيران القليل من الوقت، وأمام ادارة الرئيس الأميركي الجديد الكثير من العوائق، في واشنطن وفي المنطقة وفِي إيران.