الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 نوفمبر 2020 06:28
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – الحفاظ على العقوبات للوصول لاتفاق جديد

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقال لمحمد جواد موسوي زاده، موضوع مستقبل العلاقة بين إيران وأميركا بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، ومصير الاتفاق النووي بعد هذا التغيير في أميركا.

كان العديد من الإيرانيين  بعد انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، يأملون في أن يرفع العقوبات ويحسن الوضع الاقتصادي للبلاد. ولكن هناك الكثير من التكهنات حول أفعاله المستقبلية، وفي بعض الأحيان يتم التعبير عن آراء متضاربة في وسائل الإعلام. ولكن حتى نتمكن من تخيل الإجراءات المستقبلية لجو بايدن وفريقه فيما يتعلق بإيران بأكبر قدر ممكن من الدقة، يجب فحص وجهات نظره وخاصة فريق السياسة الخارجية من أجل الحصول على صورة واضحة في هذا الصدد.

 تكشف النظرة العامة أن فريق السياسة الخارجية لبايدن يسعى للعودة إلى اتفاق نووي مع إيران، لكن باتفاق طويل الأمد مع المزيد من القيود التي لن تكون ممكنة على المدى القصير وستستغرق وقتًا طويلاً.

في البداية تجدر الإشارة إلى أن بايدن انتقد ترامب في الانتخابات في قضيتين الأولى كان استهداف الشهيد سليماني من قبل ترامب ثم انسحابه من الاتفاق النووي الذي أثار هذه القضايا عدة مرات في خطابات مختلفة ووصف اغتيال قاسم سليماني بأنها لعبة نارية، ووصف إدارة ترامب بأنها غير مقدرة للمخاطر المحتملة لهذا العمل.

وأما فريق السياسة الخارجية لبايدن بما في ذلك ميشيل فلورين وتوني بلينكين وبات بدجيت وجاك سوليفان ودانييل بنجامين، يعارضون جميعًا سياسات وزارة الخارجية الحالية تجاه إيران.

ميشيل فلورني هي نائبة وزير الدفاع في إدارة باراك أوباما، ويتم الترويج لها كمرشحة لمنصب وزير الدفاع أو وزير الخارجية في إدارة بايدن. إذا كان الأمر كذلك فستكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في الولايات المتحدة. وقالت لشبكة سي بي إس نيوز مؤخرا “ترك الاتفاق النووي عواقب علينا من 10 إلى 15 عاما من الآن وسنصل إلى نقطة التي تمتلك فيها إيران القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لامتلاك قنبلة نووية.”

توني بلينكين  كبير مستشاري السياسة الخارجية لبايدن، والمسؤول في وزارة الخارجية في إدارة أوباما كما يتم الترويج له كمرشح لمنصب وزير الخارجية. وخلال حملة جو بايدن الدعائية وصف مواقف بايدن على الساحة الدولية في اجتماعات مختلفة، وقال في اجتماع للجنة “اليهودية الأميركية “إذا عدنا إلى هذا الاتفاق  فسنستخدم الآلية مع حلفائنا الأوروبيين للتفاوض على اتفاقية أقوى وأطول أجلا”.

جاك سوليفان، كان أحد كبار مستشاري الحكومة الأميركية خلال المحادثات النووية لإدارة أوباما وكان معروفًا كمستشار السياسة الخارجية المؤثر لهيلاري كلينتون خلال فترة عملها كوزيرة للخارجية. وفي عام 2013  ذكرت وسائل الإعلام أن مسؤولي إدارة أوباما كانوا على اتصال سري مع المسؤولين الإيرانيين في عمان أثناء وجود سوليفانـ وكان أيضًا مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال في اجتماع استضافه مؤخرا مركز الأمن الأميركي الجديد “الولايات المتحدة ستحسن صنعا بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني كاتفاق دولي مؤقت ولكن  لا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة في تمهيد الطريق للدبلوماسية النووية أوائل العام المقبل.”

المخضرم بيت بودج الذي خدم في الحرب الأميركية العراقية، هو مرشح محتمل آخر لإدارة بايدن القادمة كان أحد المرشحين الديمقراطيين للرئاسة  الذي انسحب في النهاية لصالح بايدن وقام بحملة لصالحه يشار إليه على أنه سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أو وزير شؤون المحاربين القدامى. وكان قد قال أنه “عندما انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي كنت قلقًا للغاية بشأن الاستقرار في الشرق الأوسط ومن المحتمل أنه إذا تصاعدت ستصل العملية إلى عداء فإن الرئيس لن يتمكن فيما بعد السيطرة عليه”.

دانيال بنيام هو أيضًا أحد شخصيات بايدن التي تعمل من وراء الكواليس ولكنها مؤثرة في السياسة الخارجية. شغل منصب مستشار الشرق الأوسط وعمل في وزارة الخارجية لإدارة أوباما ويوصف بأنه أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في إدارة بايدن. وكان قد قال أنه “في الأساس لعب ترامب مع خلية النحل بالانسحاب من الاتفاقية مع إيران، وعامل الإيرانيين كأعداء وفرض عليهم مرة أخرى عقوبات ثم عادت إيران لتخصيب اليورانيوم ولم تعد تلتزم بحدود الاتفاقية وتبدو إيران أكثر قوة وخطورة من قبل وما زلنا نواجه خطر حدوث أزمة نووية”.

ولكن يمكن تلخيص وجهات النظر المشتركة لهؤلاء الناس على النحو التالي: بداية إنهم جميعًا متحدون في قضية أمن إسرائيل. ويعتقد جميع مستشاري السياسة الخارجية لبايدن أن الصفقة الإيرانية فعالة وأن الخروج منها خطأ كبير. إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق والعمل مع الحلفاء الأوروبيين في هذا الصدد ويعتقدون جميعًا أن ترامب عزل أميركا في السياسة الخارجية وإنهم أيضا  قلقون من التوترات في المنطقة واستئناف أنشطة إيران النووية والتخصيب لديها فضلاً عن أنشطة إيران في المنطقة. كما أنهم لا يوافقون على رفع أو تعليق العقوبات المفروضة على إيران في أسرع وقت ممكن بل يريدون الإبقاء على العقوبات ضد إيران في عام 2021 كورقة رابحة في المفاوضات ومن وجهة نظرهم فإن عودة إيران إلى بعض التزاماتها ستكون مقدمة لبعض التخفيض في العقوبات.

في النهاية يريدون التفاوض على اتفاقية أطول لذلك لا ينبغي على إيران أن تتوقع حلاً سريعًا للمشاكل إذا تفاوضت مع حكومة بايدن، وسوف يكون هناك مدة زمنية طويلة  لهذا الحل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: