الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 نوفمبر 2020 05:01
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – دعونا نواجه الأمر.. بايدن ليس ترامب

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للناشط السياسي محمد رضا تابش، موضوع تأثير الانتخابات الأميركية على الرأي العام في الشارع الإيراني، حيث شدّد على ضرورة أن تعلم الحكومة الإيرانية أن جو بايدن ليس دونالد ترامب، فالأساليب مختلفة وإن كانوا يتبعون نفس السياسة.

أثناء الانتخابات الأميركية وفرز أصواتها، كان هناك مستوى عالٍ من الحساسية في المجتمع الإيراني تجاه هذه الانتخابات من خلال المتابعة المستمرة للتطورات، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. ترافق ذلك مع تقييم تقني لما إذا كان لنتائج الانتخابات الأميركية تأثير حقيقي على إيران. وأظهرت الردود الأولية أن الناس يؤمنون بمثل هذا التأثير. قد يكون من الممكن انتقاد هذا الاعتقاد والقول إنه اعتقاد خاطئ ولكن لا يمكن إنكار وجوده على المستوى العام.

للوهلة الأولى، هذا الوضع مؤسف وبعيد قليلاً عن تعاليمنا القومية والثقافية وحتى الدينية. ومع ذلك فإن هذا الأسف لا يمكن أن ينكر مثل هذا الموقف لذلك عندما ينظر صناع السياسة والاستراتيجيون لدينا إلى قضية الانتخابات الأميركية  فمن المناسب التركيز على هذا العامل المهم وتحليله بعناية.

في التجربة التاريخية للعلاقات الإيرانية الأميركية  هناك مؤشرات على أن السلوك الأميركي في إيران لم يكن هامشياً. وخير مثال على ذلك هو أحدث تجربة في عام 2016. فمثلاً لو كانت هيلاري كلينتون رئيسة لأميركا بدل ترامب، ربما لم يتم فرض هذا الحجم من العقوبات على البلاد والتي باتت تعرف بسياسة “الضغط الأقصى”. هذا الموضوع بالطبع لا يعني أن كلينتون ستتوقف عن العداء لإيران وستساعد الاقتصاد الإيراني، ولكن من المؤكد أن السلوك كان مختلفاً بين الديمقراطيين والجمهوريين.

بمعنى آخر، على الرغم من عدم وجود شك في عداء وميل كلا الطرفين في أميركا ضد إيران، إلا أنه في نفس الوقت هناك حقيقة أن تكتيكاتهما في تنفيذ هذه السياسات مختلفة كما أكد وزير خارجيتنا محمد جواد ظريف، الذي اعتبر أن هناك خلافات بين ترامب وبايدن، وللسبب نفسه لا يمكن ولا ينبغي اعتبار هذين الشخصين كأنهما جهة واحدة لمجرد أنهما يشتركان في رأي مشترك في عداوة إيران.

إن ما يدفع الناس في النهاية إلى التصرف وفق سلوكيات تؤثر فيها نتيجة الانتخابات الأميركية على حياتهم هو مجموعة الأحداث التي تحدث على الأرض والمثال على ذلك هو مسار الأحداث بعد توقيع الاتفاق النووي. حينها، كان النمو الاقتصادي إيجابياً للغاية، ولكن بمجرد أن تغيرت السياسة في واشنطن وبدأت العقوبات، تفاقمت المشاكل الاقتصادية في البلاد.

  • ما هو تصور الناس الذين يعيشون في مثل هذا المشهد ويشهدون مثل هذه التغييرات؟

 في مثل هذه الحالة يتم تجاهل حقيقة ضعف الإدارة الداخلية للبلاد بشكل عام  ويعتبر العامل الخارجي هو السبب في وضع الشعب وحالته المعيشية. ومع ذلك، فإن جزءًا من مشاكل البلاد اليوم يعود إلى بعض السياسات وسوء الإدارة على مدى السنوات الماضية. لكن ما يحدث هو أنه لا يتم معالجة الفجوات والمشاكل الاجتماعية والسياسية الداخلية الحقيقية.

يبدو أنه بالإضافة إلى الحقيقة الحتمية المتمثلة في أن الحزبين الأميركيين لا يختلفون من حيث استعدادهما لمعارضة الجمهورية الإسلامية، ينبغي أيضًا أن يؤخذ على محمل الجد أنهما يفعلان ذلك بأسلوبين مختلفين تمامًا. وهذان التكتيكان المختلفان لا ينبغي التعامل معهما وفق سياسة واحدة، لذلك يجب الاعتراف بأن بايدن ليس ترامب وأن لديه خلافات معه.

لم يكن لدى ترامب القوة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية ولا يوجد لدى بايدن الدافع أو الرغبة في إدارة اقتصادنا. مشكلتنا الرئيسية داخل البلاد هي أن الاعتراف الدقيق والصحيح بالتطورات الأميركية بالمناسبة  هو أحد أهم القضايا في سياسة إيران الخارجية، والتي يمكن أن تخلق فرصة حقيقية للتغيير في الداخل. ومن قبيل الصدفة، فإن الإصرار على سياسة واحدة تجاه كلا الطرفين الأميركيين يمكن أن يؤدي دوراً عكسياً، ويزيد من أهمية تأثير السلوك الأميركي على قضايانا.

في النهاية أقول، نحن بحاجة إلى وضع استراتيجية تتعلق بالسياسات المحتملة لجو بايدن والاستفادة من الفرص المحتملة الناشئة عن مخالفته لدونالد ترامب من أجل المصلحة الوطنية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: