الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 فبراير 2020 19:49
للمشاركة:

كابوس كورونا يهز الثقة بحكومة روحاني ويحول إيران إلى جزيرة معزولة

ارتفعت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد في إيران إلى14 ضحية و64 اصابة حسب ما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم الاثنين، وقد سجلت أول اصابة بالفيروس في مدينة قم الواقعة على بعد 120 كليومترا جنوبي طهران. ويرجح وزير الصحة سبب تفشي الوباء في بلاده إلى أشخاص دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية من باكستان وافغانستان والصين.

انتشار الفيروس أثار موجة من الهلع في البلاد، وجاءت تصريحات النائب عن مدينة قم أحمد أمير آبادي ليزيد هذا الهلع بإعلانه عن تسجيل 50 حالة وفاة في قم حتى 13 فبراير/ شباط وعن وجود 250 شخصا قيد الحجر الصحي في المدينة نفسها. وحمل أمير آبادي وزير الصحة مسؤولية تدهور الوضع وارتفاع الإصابات بسبب عدم تطبيق الحجر الصحي على مدينة قم بأكملها، كما أتهم الحكومة الإيرانية ب”عدم قول الحقيقة “، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة عن حقيقة الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة وعن التعتيم الاعلامي المفروض حول انتشار الفيروس في أرجاء البلاد.

تصريحات أمير آبادي نفتها وزارة الصحة جملة وتفصيلا، في وقت تعهد المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي “بالشفافية في نشر الأرقام والحقائق”.

من جهتها أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها جراء التصاعد السريع في أعداد الوفيات والاصابات، فعدد وفيات الكورونا في إيران مقارنة بعدد الاصابات المؤكدة بالفيروس أعلى من أي بلد آخر بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية حيث الإنتشار الأوسع للمرض.

تفشي كورونا أدخل إيران في عزلة جديدة، بعد إتخاذ العديد من البلدان المجاورة إجراءات حازمة مخافة انتقال الفيروس إلى أراضيها. فقد أعلنت تركيا الأحد الماضي تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة من إيران واغلاق المعابر الحدودية مع الجمهورية الإسلامية بشكل مؤقت، الأمر نفسه قامت به افغانستان بالتزامن مع تسجيل 3 حالات مصابة بفيروس كورونا لاشخاص قادمين من إيران .

من جانبها أغلقت بغداد معابرها الحدودية مع جارتها بشكل كامل، تجنبا لاحتمال انتقال الفيروس إلى البلاد ورغم الاجراءات المتخذة، أعلن العراق اليوم تسسجيل أول اصابة مؤكدة بالفيروس في البلاد وهي لشخص يحمل الجنسية الإيرانية.

كذلك أعلن لبنان الجمعة الفائت عن أول اصابة بفيروس كورونا وهي لسيدة لبنانية قادمة من مدينة قم.

وتجهد السلطات الإيرانية لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، منذ إعلانها عن وفاة شخصين في قم الأربعاء الماضي، واتخاذها تدابير وقائية واغلاق الجامعات والمؤسسات التربوية في البلاد. وتتكثف الجهود لايجاد علاج للفيروس مع إعلان مستشفى مسيح دانشوري في طهران عن شفاء أول مريض إيراني مصاب بفيروس كورونا ونقله من وحدة العناية المركزة إلى الجناح العادي، كما أعلن نائب وزير الصحة الإيراني محمد توكلي، تعافي 21 شخصا أخرين في مدينة قم كانوا قد أصيبوا بالفايروس.
يذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر للمرة الأولى في ال12 من ديسمبر/كانون الثاني 2019 في مدينة ووهان في الصين ،وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية الطوارئ جراء تفشي الفيروس المنتمي إلى سلالة جديدة متخوفة من تحوله الى “وباء”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: