الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 ديسمبر 2019 20:38
للمشاركة:

صحفية إيرانية تقترح “تقسيم مناطق النفوذ” لتسوية مرحلية بين إيران والسعودية

رأت الصحفية في موقع “ديلماسي ايران” نرجس شاداب بور أن الواقع الحاكم في المنطقة يبتعد عن الواقعية ويعتمد على الفعل ورد الفعل اليومي، فضلاً عن اتسامه بالنزعة القبلية، مشيرة الى أن زيادة القوة الصاروخية لإيران يُقابلها تضاعف ضخ الثروات السعودية للتحريض على طهران، والعكس يحصل تماماً، ما يشكل بحسب رأيها دوامة كبيرة تُضعف قوة المنطقة وتضعها في مهب التوتر المستمر. و”ديلماسي ايران” هو موقع متخصص لديه علاقة بوزارة الخارجية. واعتبرت شاداب بور في مقال لها، أن تبعية السعودية لأميركا وبريطانيا لن يغير السلوك القبلي للسعودية، على حد وصفها، الأمر الذي يُدخل المنطقة بدوامة مستمرة، لأن ازدياد قوة إيران العسكرية سيجعلها أكثر استراتيجية، وعليه ستصبح الثروات السعودية، بحسب توقعاتها في قبضة أميركا وبريطانيا بشكل أكبر.

الطريق غير المعبّد إلى حوار إيراني سعودي

في مقابل ذلك، تعتقد شاداب بور أن إيران تمتلك أحقية أكبر من السعودية لقيادة المنطقة، كما اتهمت السعودية خلال المقال بأنها تجلب الفوضى والتخريب في الشرق الأوسط وفي شمال القرن الإفريقي، من خلال توجيه أنظار الدول الإسلامية إلى إيران على أنها بلد إرهابي. شاداب بور، استشهدت بإعلان السعودية الصريح عن الوقوف كحجرعثرة أمام أهداف إيران في المنطقة، حيث اعتبرت هذا الأمر بمثابة حرب ضد إيران.  وللخروج من هذه الدوامة اقترحت الصحفية الإيرانية كبح جماح هذه الحرب ووضع حد لها من خلال تقسيم مناطق النفوذ بين الطرفين، ففي اليمن وفق قولها تفرض السعودية نفوذها على 90% من الأراضي اليمنية في المقابل تحظى إيران بـ 10% لبسط نفوذها هناك، وكذلك بالنسبة للعراق تُعكس النسب بين البلدين، 90% لإيران و10% للسعودية. أما في الساحة السورية فتُوضح شاداب بور أن إيران تفرض 70 % من نفوذها وتحظى كلٌّ من السعودية والإمارات بنسبة 30 %، كما شمل التقسيم الوارد في المقال قطر فأعطى نسبة 70 % للسعودية و30 % لإيران، كذلك قسمت شاداب بور كلا من باكستان وأفغانستان بالتساوي بين إيران والسعودية بنسبة 50 % لكل طرف. أما على صعيد لبنان فبيّنت شاداب بور أن حزب الله يبسط سيطرته على لبنان، لكنها لا ترى مشكلة في إمكانية حدوث إدارة مشتركة بين البلدين هناك.

شاداب بور، أكدت أن هذا المشروع قد يتمكن من تحقيق الاستقرار في المنطقة لمدة طويلة، من خلال تقديم إيران والسعودية على وجه الخصوص ضمانات لتنفيذه عملياً، مستبعدةً أن تشكل باقي دول المنطقة ضماناً أساسياً لتنفيذ هذه الخطوة، وبررت ذلك بعدم الاستقرار الحكومي في تلك الدول، ما يُعيق إمكانية التنبؤ بمستقبلها السياسي. وتوقعت شاداب بور أن يعود إشراف طهران والرياض على هذه الدول بالنفع على المنطقة برمتها من ناحية الأمن والاستقرار، فضلاً عن الاستفادة من القدرة الاقتصادية السعودية للعلو باقتصاد المنطقة. كما رجحت الصحفية الإيرانية أن تتبنى أميركا وبريطانيا مشروع تقاسم النفوذ المُقترح من قبلها، لأن خصلة الاستعمار في هذه الدول على حد زعمها تدفعها لتأييد هكذا مشروع، لأنهم سيحافظون من خلاله على التوتر الدائم في المنطقة. وبرغم ذلك فإن شاداب بور تُوضح أن هذا التقاسم سيكون أفضل مما هو عليه الوضع حالياً، مبديةً بعض التفاؤل في إمكانية حدوث تطورات وأحداث في المستقبل ترفع من النضج السياسي في المنطقة.

هل ستؤثر الاحتجاجات الأخيرة على مسار تحسين العلاقات بين إيران والسعودية؟
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: