الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة4 أكتوبر 2019 14:07
للمشاركة:

ناشيونال إنترست: اللعبة الطويلة للديمقراطية الإيرانية – الجزء الأول

نشرت مجلّة “ناشيونال إنترست” الأميركية تقريراً تحدثت فيه عن المعارضة الإيرانية والجهود الهادفة للوصل إلى الديمقراطية في البلاد، وقد بدأته بالتذكير بمشجعة كرة قدم في إيران تبلغ من العمر 29 عاماً تُدعى سحر خضيري كانت قد أضرمت النار بنفسها في أوائل أيلول/ سبتمبر الماضي أمام محكمة في طهران، كتعبير عن تحديها للسلطات.
خضيري كانت قد اعتُقلت الربيع الماضي بسبب خرقها الحظر الرسمي لحضور الإناث في المناسبات الرياضية العامة، وهو ما تسبب بسجنها 6 أشهر. تُوُفّيت حضري لاحقاً على أثر الحروق، لكنّ ما قامت به نجح في بث حياة جديدة في الحركة السياسية في إيران، وفق رواية المجلّة.
ووصفت “ناشيونال إنترست” فترة ما بعد شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017 حتى اليوم بأطول الفترات لناحية الاضطرابات المستمرّة منذ أربعة عقود من الحكم الديني، بحسب وصفها، من خلال المسيرات العامة المتكررة والإضرابات العمالية وغيرها من أشكال الاحتجاج، مضيفة أنّ الإيرانيين في كل أنحاء العالم قد دخلوا في معارضة للحالة الاجتماعية السائدة داخل البلاد، والتدهور الاقتصادي والفساد الصارخ.
بالنسبة لنشطاء مثل مريم معمار صادقي التي تحدثت للمجلّة، فإنّ هذه المرونة تبعث على الأمل بأنّ التغيير الحقيقي والهادف ممكن في إيران. الناشطة الإيرانية – الأميركية في حقوق الإنسان سعت لهذا الهدف منذ عقود عدة، وهي كانت ترأس سابقاً قسم الشرق الأوسط/ شمال أفريقيا في منظمة فريدوم هاوس غير الحكومية للديمقراطية، وقد أطلقت، بحسب المجلّة، مبادرة باسم Tavaana عام 2010 بهذا الشأن، بأموال من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأميركية.
وتشبه المجلّة هذا الأمر لجهود “القوة الناعمة” التي حشدتها واشنطن وحلفاؤها ضد السوفيات في ذروة الحرب الباردة، فوفقاً لمعمار صادقي، فإنّ سكان إيران اليوم يشبهون كثيراً الجمهور الأسير الذي طل خلف الستار الحديدي، حيث تقول: “إنه شعب يفهم تماماً تشوّهات النظام الحالي، ويختبئ تحت التجاوزات الصارخة بشكل متزايد، وقد تخلّى عن الإيمان في أنّ أي نوع من الإصلاح المجدي للنظام السياسي الحالي ممكن، وروحه المعنوية منخفضة بسبب قلة الاهتمام من العالم الخارجي وتخطي الممارسات القمعية المتزايدة للنظام الحاكم”.
هنا تعتقد معمار صادقي ومن معها أنّ التاريخ يمكن أن يساعد في توفير المعلومات والتمكين من تحقيق الهدف. من بين أكثر الأعمال نجاحاً للمبادرة المذكورة، نشرُ الأعمال المترجمة للمفكرين الليبراليين، بدءاً من أبيجيل آدمز ومونتسكيو إلى المنشقين، مثل فاتسلاف هافيل وأدريه ساخاروف.
فمن خلال تبادل الدروس من صراعات هذين الأخيرين، تحاول المبادرة إظهار أنّ التجربة الإيرانية ليست فريدة من نوعها، وأنّ منشقين آخرين نجحوا في مواجهة احتمالات مستحيلة عنما كانت تبدو، وأنّ الناشطين السياسيين في إيران قد يكونون قادرين على فعل الشيء نفسه.
ولكنّ الحماسة لا تكفي، برأي معمار صادقي، لأنّ العنصر الأساسي لأي تغيير محتمل للنظام في إيران سيكون تكوين المجتمع الذي يزال في طور النشوء.
وهكذا، ترى “ناشيونال إنترست” أنّ معمار صادقي وزملاؤها لا يخططون لـ”يوم” الثورة، بالطريقة التي يعمل عليها الكثير من المعارضين الإيرانيين، فبدلاً من ذلك، فهم يركزون على “اللعبة الطويلة” المتمثلة في تهيئة الظروف اللازمة للانتقال الديمقراطي في نهاية المطاف في إيران.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: