“قم” تُحرم “سكرة العشق” قبل إنتاجه.. هل دافع المغردون الإيرانيون عن فيلم “مولانا”؟
برغم نجاح مشروع فيلم “سكرة العشق” في تجميد الجدل الإيراني- التركي القائم حول هوية الشاعر الصوفي المشهور جلال الدين الرومي، إلا أن هذا المشروع تسبب بحدوث موجة جدل أخرى، لكنها انحصرت هذه المرة في الداخل الإيراني، الذي أظهر عبر السوشيال ميديا انقساماً واضحاً تجاه هذا الفيلم الذي يُلخص قصة الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي مع رفيقه المتصوف شمس الدين التبريزي.
الموقف الإيراني من فكرة الفيلم، تعمّق في انقسامه بعد أن قام بعض طلبة علوم الدين باستفتاء مراجعهم في هذا الأمر، حيث قضت نتيجة الفتوى الموجهة للمرجعين الدينيين المقيمين في “قم” آية الله مكارم شيرازي، ونوري همداني، بتحريم إنتاج الفيلم، لأنه ترويج لفرقة صوفية ضالة، حسب تعبيرهم.
وبرغم تأكيد آية الله شيرازي في فتواه على أن الرومي استخدم بعض رموز علماء العرفان الجميلة في قصائده، إلا أنه أشار إلى وجود انحرافات في بعض القصائد، تسببت في امتناع العلماء عن الاحتفاء به، إلى جانب وصفهم لسلوكياته بالمتعجرفة، كما أن فتوى شيرازي المنشورة في وكالة “ارنا” الرسمية، تقول إن للرومي قصائد مهينة للنبي محمد “ص”، كذلك فإن له قصائد مدح لمعاوية بن أبي سفيان، فضلاً عن تبنيه لأفكار معادية للشريعة والقرآن، حيث أدى كل ذلك إلى تحذير العلماء منه ومن أفكاره وقصائده، وفق ما جاء في الفتوى.
فتوى التحريم السابقة، قابلها آية الله مرتضى جوادي املي في حوار مع “ايرانابلاس”، بمطالبة المعتقدين بترويج الرومي وشمس التبريزي للفكر الضال، أن يقدموا حججهم على ذلك، لأن شق آخر من الفقهاء والعلماء اعتبروا أن أفكار “مولانا” لا تنحصر في كونها متماشية مع الآيات والأحاديث، بل إنها تتفق مع القرآن وتعالميه، ولم تكن يوماً فكراً ضالاً، على حد قوله.
من جهته، علق وزير الثقافة الإيراني عباس صالحي على هذه الفتاوى بالقول “من الطبيعي أن يدلي مراجع الدين بآرائهم ولكن بالطبع قوانين البلاد لها طريقها الخاص الذي تتبعه ولم يصل نص الفيلم حتى الآن إلينا ولا داعي للعجلة حول إطلاق الآراء”، لافتاً أثناء حديث مع الصحفيين إلى أن دور “مولانا” سيُحوّل من ممثل تركي، إلى ممثل إيراني.
جديرٌ بالذكر، الإشارة إلى الجدل الإيراني- التركي حول شخصية “مولانا” مرده إلى اعتبار الأتراك أن جلال الدين الرومي هو تركي الأصل نظرا لوجود قبره في مدينة قونية التركية، كما أن الإعلام التركي يُصنف “مولانا” على انه أهم المفكرين الأتراك، الأمر الذي يعتبره الإيرانيين مصادرة لشخصية إيرانية كبيرة. لذلك رأى البعض أن إخراج الفيلم من قبل حسن فتحي، باشتراك ممثلين إيرانيين وأتراك، قد يعيد الموازيين إلى نصابها حول مولانا ويمنع مصادرة الشخصيات الإيرانية.
منتج الفيلم مهران برومند، أوضح أن الفيلم يتطرق بشكل مباشر لحياة مولانا والتبريزي، كما أنه ليس ترويجاً لأي من الفرق الصوفية، مشدداً على أن أحداث الفيلم تدور في ذلك الزمان لإيجاد رابط بين الشاعرين الإيرانيين.
بطبيعة الحال، لم يغب هذا الموضوع المثير عن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل المغردون مع الحدث تحت وسوم #شمس #مولانا #مکارمشیرازی #مستعشق #حرام، حيث تسائل hossein عما إذا كانت المشاهد التي سيتم بثها إباحية لكي يجري تحريم الفيلم
أما روشناييكوچك، فرأت أن منع الفيلم يعود لعدم القدرة على رؤية كلاً من الممثلين حسين شهابي وبارسا بيوزفر، الذين سيوديا دور شمس ومولانا، وإلا سيقعون في الخطيئة لشدة جمالهما
على المقلب الآخر، هاجم الحساب الخاص بـ Nina، مخرج الفيلم حسن فتحي بالقول إن “سوابق حسن فتحي واضحه تماماً، إنه قام بدعاية لمجاهدي خلق بمسلسل شهرزاد، والآن بهذا المسلسل الجديد يعمل على مهاجمة العرفان، والتصوف. يكفيه أنه يستخدم في هذا المجال الفتيات العاشقات للعرفان. منذ سماع الخبر استغربت وتأسفت كثيراً. أيها القوم ما هي علاقتكم بشمس ومولانا؟”
وقد جاء هجوم Nana بعد تساؤل گورخواب عن حقيقة الأسباب التي تقف وراء إنتاج فيلم حول هاتين الشخصيتين في هذه المرحلة بالذات.
تغريدة Erfan ردت على تساؤلات گورخواب، حيث أكدت أن إنتاج هذا الفيلم في هذا الوقت المتأزم، لن يكون القصد منه سوى التشويه.
كذلك، وضع arsham في رده على گورخواب هذا الفيلم في إطار تشويه الصوفية، مضيفاً أن بريطانيا بعثت برسالة إلى رجال الدين مفادها، أنه إذا عادت الصوفية والتصوف مرة أخرى، فسيتعين علينا الخروج من هذه الأرض لمدة مائتي عام.