الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 مارس 2021 02:30
للمشاركة:

صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران – أسباب التأخير في توزيع لقاح كورونا

تناولت صحيفة "همشهري" الصادرة عن بلدية طهران، في مقال لـ "زهرا جعفرزاده"، موضوع التأخر في تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا. حيث أوضح عدد من الخبراء، في مقابلة مع الصحيفة، أن هذا التأخير سيؤدي إلى زيادة أعداد إصابات كورونا في إيران، إضافة لتفاقم الوضع الصحي في البلاد.

مع إعلان العديد من الدول عن الإحصائيات الجديدة حول معدل اللقاح ضد فيروس كورنا في بلادهم، والمنافسة الشديدة بينهم، لم يصل معدل التطعيم في إيران إلى واحد بالمائة بحلول نهاية هذا العام الشمسي (ينتهي في 21 آذار/مارس 2021). وبالنظر إلى عدد سكان البلاد البالغ حوالي 80 مليون نسمة، يجب تلقيح ما لا يقل عن 800 ألف شخص ليصل معدل التلقيح إلى نسبة واحد بالمائة من السكان. بينما وفقًا لوزارة الصحة، تم استيراد 570 ألف جرعة لقاح حتى الآن، لـ 258 ألف شخص. وحتى لو تم إعطاء ضعف كمية اللقاح في الأسبوعين المتبقيين، فإنها لن تغطي 800 ألف شخص. والآن، في هذا الوضع خارج إيران، اختطفت الدول المجاورة زمام المبادرة لتأمين سكانها لدرجة أن دولة مثل الإمارات لقحت 65٪ من سكانها وتركيا 10٪ من سكانها. في حين، أعلن المسؤولون أن أقرب وقت للقاح الإيراني وبدء التطعيم العام والشامل هو حزيران/ يونيو 2021. في غضون ذلك  دخلت البلاد بالفعل الذروة الرابعة لتفشي كورونا وارتفع عدد الإصابات وعدد الوفيات، حيث يقول مسؤولون المستشفيات إن عدد المرضى في ازدياد وأن الطاقم الطبي يتعرض لضغوط .

في موقف كان من المفترض أن يكون اللقاح فيه أولوية لدى الطاقم الطبي، إلا أن الأخبار في الأسابيع الأخيرة أظهرت أنه تم تلقيح مجموعة من كبار السن، ولكن العاملين بالمستشفى يقولون إن قسمًا كبيرًا من العاملين لم يتم تلقيحهم بعد وأن الفترة الفاصلة بين الحقنة الأولى والمرحلة الثانية يجب أن تكون من 2 إلى 3 أسابيع، لكن وزارة الصحة أعلنت الآن أن هذه الفترة ستكون 4 أسابيع. وردًا على الغموض حول أسباب عدم تلقيح جميع الممرضين، أوضح المتحدث باسم إدارة الغذاء والدواء أمس أنه لا يمكن تطعيم جميع الأشخاص بين عشية وضحاها وسيستغرق الأمر شهرًا ونصفًا على الأقل للمرحلة الأولى من التطعيم، وهذا لا يعني أن جميع المستشفيات سيتم اعطائهم اللقاح في اليوم الأول.

محمد رضا ساور، المشرف العام  في مستشفى “يافت اباد”، رغم أنه أخبر الصحيفة بأنه تم تطعيم جميع الموظفين، إلا أنه اعتبر ان “ارتفاع عدد مرضى كورونا يثير قلقهم”. ووفقا له، فمع ازدياد عدد المرضى، إن “السبيل الوحيد للوقاية هو اللقاح ويجب أن يكون المجتمع آمنًا والطريقة الوحيدة هي اللقاح وهذه العملية بطيئة في إيران ونحن متخلفون عن البلدان الأخرى و يأتي كل هذا في وقت لم يتم فيه تطعيم العديد من الطاقم الطبي حتى الآن حيث انهم أكثر عرضة للفيروس”.

وأوضح ساور أن “وحدة العناية المركزة في مستشفى يافت اباد تمتلئ بالمرضى المصابين بكورونا وقد بدأت الذروة الرابعة رسميًا. و في حالة عدم وجود اللقاح تزداد صعوبة السيطرة على المرض ولا يمكن السيطرة على الفيروس إلا من خلال المسافة الاجتماعية والسلوك الصحي لأن الناس متعبون ولديهم حركة مرور أكثر من ذي قبل”.

إن شراء اللقاحات وتسريع التطعيم خاصة في المجموعات الحساسة والطاقم الطبي هو أيضًا مطلب رئيس مركز الأبحاث في قيادة عمليات إدارة كورونا في طهران حسين قناعتي، الذي أوضح في حديث مع الصحيفة أن “الحكومة والمسؤولين في وزارة الصحة ليس لديهم خطة مفصلة لتوفير اللقاح المطلوب، رغم أنه يعتقد أن هذا الموضوع لا يشمل فقط توفير اللقاحات فقد رأينا تحديات منذ بداية لتفشي كورونا”. ووفقًا له فإن “نقص اللقاحات هو أحد علامات سوء الإدارة لأزمة كورونا وبحسب قناعتي للخروج من هذه الأزمة يجب شراء اللقاحات عاجلاً وليس مجرد انتظار إنتاج اللقاح المحلي”.

في اليوم الثاني من شهر كانون الثاني/ يناير بدأت المرحلة الأولى من الاختبار البشري للقاح كورونا الذي تنتجه مؤسسة بركت التابعة للمقر التنفيذي لأوامر الإمام الخميني، وسيبدأ الإنتاج العام في حزيران/ يونيو. ولكن ما هي المهمة حتى ذلك الحين؟

في هذا السياق، أوضح رئيس اللجنة العلمية لهيئة مكافحة فيروس كورونا مصطفى قانعي، في حديث مع الصحيفة، أنه “حتى ذلك الحين يجب شراء اللقاحات الإيرانية مسبقًا حتى يمكن تحقيق المزيد من الإنتاج من خلال دعمها وسنحتاج إلى لقاح كورونا لسنوات، أي لن نحصل على نتائج بخطوة تطعيم واحدة، لذا لكسر سلسلة الانتقال، اقترحنا ميزانية لدعم قاعدة المعرفة وميزانية للتطوير الدعم لتكون قادرة على دعم الإنتاج المحلي”.

وأشار قانعي  إلى نقطة أخرى، ووفق حديثه، فإن أحد الأسباب التي دفعت إيران إلى تأخير شراء وبدء التطعيم رفض المشاركة في مراحل بحث شركات اللقاحات، مضيفاً “إذا كنا قد شاركنا سابقًا في مرحلة البحث الخاصة بإنتاج اللقاحات لشركات مختلفة وتم اختبار اللقاحات في إيران فلدينا الآن حصة كبيرة لشراء اللقاحات، لكن إيران رفضت المشاركة في هذه الدراسات وقامت بشراء لقاح مشروط بنهاية مراحل بحثه”.

ورأى أن “بدء التطعيم ليس القضية الرئيسية، لكن الأهم هو توفير اللقاح أثناء التطعيم فنحن بحاجة إلى أكثر من 100 مليون جرعة لقاح لتطعيم سكان البلاد حتى نتمكن من تطعيم 50 مليون شخص، وهذا هو السبب في أنه لا يمكن حل تحدي اللقاح إلا من خلال الإنتاج الداخلي على المدى الطويل هذا بينما لن يصل اللقاح المحلي إلى مرحلة الإنتاج حتى حزيران/ يونيو”. ووفقًا له، من أجل عدم التأخر في عملية التطعيم كان على إيران الدخول في مرحلة البحث مقدمًا وشراء جزء كبير من اللقاح.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: