الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 يونيو 2024 10:37
للمشاركة:

المناظرة الثانية.. المنافسة تشتدّ بين قاليباف وبورمحمدي

عُقدت المناظرة التلفزيونية الثانية للمرشحين إلى الرئاسة الإيرانية عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت طهران، وهم: مصطفی بور محمدي، مسعود بزشکیان، سعید جلیلي، علي رضا زاکاني، محمد باقر قالیباف وسيد امیر حسین قاضي ‌زاده هاشمي.

وناقش المرشحون في هذه المظاهرة قضايا اجتماعية عدة، كمسألة الدعم الحكومي للمواطنين، حيث طرحوا خططهم التي تؤدي برأيهم إلى تخفيض مستوى الفقر وتحسين النظامَيْن الصحي والعلمي – التعليمي وتقلّل من هجرة النّخب.

كما كان للنواحي السياسية الخارجية أيضًا حصتها في المناظرة الثانية، حيث خاطب بورمحمدي منافسه زكاني بقوله: “نحن من يريد أن يقف أمام ترامب وليس أنتم! التجربة والتاريخ يدلّان على أنني من أقوى عناصر هذا الوطن في الدفاع عن الحقوق”.

وأضاف: “بيع المزيد من نفطنا لم يكن بسبب قانون البرلمان، بل بسبب قصة أوكرانيا والانتخابات الأميركية المقبلة. إنهم (أي الزبائن) لا يدفعون ثمن نفطنا كما يلزم، بل يشترونه بسعر أرخص”.

وعن حدود إيران الشرقية، أشار قاليباف إلى أنّ هذه القضية تشكّل موضوعًا هامًا، حيث يتسبّب المواطنون غير الشرعيين بأضرار اجتماعية خطيرة في مجال المخدّرات والتوظيف.

وتابع: “من خلال خبرتي في الشرطة، أقول إنه يتعيّن علينا أن نبني جدارًا على حدودنا الشرقية مع أفغانستان وباكستان للحفاظ على الأمن”، كما دعا لتشكيل عاصمة ثانية لإيران تكون على شواطئ بحر عمان وضفافه.

بدوره، لفت المرشح امير حسين قاضي زاده إلى أنّ 30٪ من المجتمع الإيراني لديه اليوم دخلٌ أقل من 12 مليون تومان، وهو بحاجة إلى المساعدة، حيث لا يوجد في بعض الأسر حتى عامل واحد.

وأكد قاضي زاده أنّ الإجراء الأساسي في هذا الإطار هو تطوير فرص العمل وتوظيف فرد واحد على الأقل من أفراد الأسرة وتحسين وضع مرتّبات الشركات.

وأضاف: “لدينا خطتان رئيسيتان: الأولى هي نقل الأصول المملوكة للحكومة، ولكنها للشعب في الأساس – مثل الشركات والأسهم والأراضي – إلى الناس أنفسهم، ومن ثم إصلاح آليّات الدعم، وهو ما لم يتم بشكل كامل”.

من جهته، ردّ قاليباف بالتالي: “ينبغي مراعاة العدالة ومنع التمييز، وخاصة من الملكية العامة، وعدم تجاوز العدالة لأي سبب أو عذر.. حق شعبنا امتلاك حياة جيدة؛ وليس حياة عادية؛ اليوم، الحقيقة هي أنّ جزءًا كبيرًا من عائلاتنا يعيش حياة صعبة. وتقع على عاتق الرئيس المقبل ضمان حل هذه المشكلة.. اسمحوا لي أن أكون واضحًا، إنّ الحفاظ على القوة الشرائية للأسرة هو مسؤولية مباشرة على الرئيس، الذي يجب أن يتعامل معها ويكون مسؤولًا”.

وأردف: “الشخص الذي يعمل طوال حياته ويتقاعد الآن، لماذا يصبح فقيرًا؟ لا ينبغي للحكومة أن تسمح بذلك.. يجب علينا التأكد من أنّ حصة العمل في الإنتاج لا تنخفض”.

وردًا على عما إذا كان توجيه الدعم للإنتاج أم للمستهلك، أجاب قاليباف: “أعتقد بأنه يجب أن نعطيه للمستهلك، ولكن علينا أن نعرف بالضبط كيف وبأي طريقة ولمن، وإلا فلن تتحقّق العدالة.. علينا أن نحاول زيادة رواتب أصحاب الدخل الثابت وفقًا لمعدّل النمو ومعدّل التضخم. وينبغي تعويض هذه المشكلة، سواء نقدًا أو بالسلع الأساسية، ويجب توفير 2100 سعرة حرارية لكل شخص وستة قطع أساسية من المهر للزواج”.

أما بور محمدي فقد رأى أنّ تقديم الخدمات والعدالة هي قضية أساسية لجميع الحكومات، ولكن في العقدين الأخيرين، أثيرت قضية أكثر خطورة، وهي قضية توزيع الإعانات بطريقة تجعل الخدمات المناسبة تصل إلى الجميع، وخاصة المحرومين.

وقال: “لكن الآن، عندما ننظر إلى هذا الحجم من توزيع الدعم وإلى عملنا، نجد أنّ الطبقات المحرومة لم تربح، وتفاقمت المشاكل الاقتصادية.. لم يتم مراعاة العدالة، وأدى ذلك إلى إثراء فئة قليلة من الناس وتراجع الطبقة الوسطى وارتفاع فقر الطبقات المتدنّية”.

ووافق المرشح علی رضا زاکاني على أنّ دعم الأسر في مجال البنزين والغاز والكهرباء لا يتم توزيعه بالشكل الصحيح في البلاد، مضيفًا: “لدينا حزمة تُسمّى حزمة الرعاية الاجتماعية، وأيضًا الإعانة الذهبية؛ والتوزيع العادل لدعم الطاقة. ونحن نهتم أيضًا بسبل عيش الناس وإسكانهم وفرص العمل والصحة والترفيه”.

وعن الإعانة الذهبية، صرّح زاكاني: “فقط للعائلة، إذا كنت تفكر في البنزين والغاز والكهرباء، فإنّ أسرة مكوّنة من ثلاثة أفراد ستحصل على دعم يعادل 30 غرامًا من الذهب سنويًا. يعني الأسرة المكوّنة من خمسة أفراد ستحصل على 110 مليون تومان كإعانة سنوية”.

وأكمل: “منذ بداية عمل الحكومة، سيتم فتح حساب خاص للأسر، ويتم إيداع هذه الأموال في حساباتهم كرصيد مقابل سعر الذهب، وذلك للتحصّن من التضخّم”.

ورأى زاكاني أنّ التحوّل من الوقود الأحفوري إلى الوقود النظيف سيزيد من أرباح الناس، مما سيخلق ثروة لجميع القرويين والبدو والمتقاعدين، وسأل: “لماذا لا نريد أن يصبح الناس أغنياء”؟

من جانبه، قال بزشكيان إنّ المشكلة هي عدم تطبيق السياسات العامة التي يطالب بها القائد الأعلى في إيران، مشدّدًا على أنه سيواصل المناداة بحقوق المحرومين، سواءً كان رئيسًا أو نائبًا برلمانيًا.

واعتبر بزشكيان أنّ 90% من مشاكل إيران تكمن في الإدارة العليا، مؤكدًا أنّ الشعب الإيراني هو شعب طيّب وصادق.

ولاحظ بزشكيان أنّ البنوك تمنح 55% من القروض لطهران، وبقية القروض لباقي المناطق الإيرانية، مستنتجًا أنّ التنمية منحصرة في طهران وما حولها.

وأردف: “إنّ الوصفة التي ينبغي تقديمها ليست بهذه البساطة، ولكنّ الدعم يجب أن يستهدف ويُمنح لشرائح الدخل المتدنَي، ولا يُسمح لشرائح الدخل العالي بالحصول على المزيد..هذا التضخم الجديد يفرض ضغوطًا على فئات الدخل المتدنّي. إنّ السيطرة على التضخّم وتحسين النمو الاقتصادي من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وإلا فإنه سيؤدي إلى إفقار الجميع. ويجب تثقيف الناس باتجاه الاستخدام الصحيح”.

أما جليلي فقد عرض مثالًا واضحًا عن الدخل والمعيشة في إيران، حيث قال: “واجب الحكومة هو توزيع الموارد بأفضل وأعدل طريقة. إذا قارنّا عائلتين في طهران أو في جزء آخر من البلاد، عائلة لديها ثلاث سيارات وعائلة مكوّنة من أربعة أفراد من دون سيّارة. فالشخص الذي يملك ثلاث سيارات يكون دخله 12 ضعف دخل الشخص الذي لا يملك أي سيارة من حيث تلقّي الإعانات”.

ثم أعطى جليلي مثالًا آخر: “إذا كانت هذه العائلة نفسها المكوّنة من أربعة أفراد لديها راتب يتراوح بين 12 إلى 16 مليونًا، وفقًا لنفس القانون المتعلّق بالضرائب لديما؛ الشخص الذي يبلغ راتبه 16 مليونًا يجب أن يدفع ما يقرب من 10٪ من راتبه كضرائب. إذا قدّمنا إعانة قدرها 400 ألف تومان لأسرة مكوّنة من أربعة أفراد، فإنه بقدر ما نقدّم الإعانات لها، سيتم فرض ضرائب عليها.. في وقت يهرب الكثير من أصحاب الدخول المرتفعة جدًا من الضرائب عن طريق التهرّب الضريبي أو عدم وضوحه”.

خلص جليلي إلى أنّ “هذه العلاقات القائمة تحتاج إلى تصحيح جدي”، منوّهًا إلى أنه قام بإعداد خطط عدة لكيفية توزيع الإعانات بالشكل الأمثل وتقديم الدعم العادل للشعب، الذي يعتمد على الشخص وليس السيارة.

ومن المقرّر بحسب الجدول الذي حددته هيئة الإذاعة والتلفزيون الايراني إجراء المناظرات الانتخابية الثلاث المتبقّية يوم الجمعة 21 حزيران/ يونيو، الاثنين 24 حزيران/ يونيو والثلاثاء 25 حزيران/ يونيو.

لمتابعة تغطية “جاده إيران” للانتخابات الرئاسية الإيرانية تحت عنوان “إيران.. الصندوق بعد المروحية” إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: