الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 يونيو 2024 17:00
للمشاركة:

طهران تستضيف 41 وفدًا دبلوماسيًا ضمن منتدى حوار التعاون الآسيوي

انطلق الاجتماع رقم 19 لوزراء خارجية منتدى حوار التعاون الآسيوي في طهران اليوم الاثنين بمشاركة 41 وفدًا دبلوماسيًا من وزراء الخارجية وأمناء عامين لمنظّمات دولية آسيوية.

وفي بداية الاجتماع، وقف المشاركون دقيقة صمت تكريمًا لروح الراحلين الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والمسؤولين المرافقين لهما.

ويبحث هذا الاجتماع مواضيع سياسية واقتصادية وعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، بهدف إرساء السلام ومنع بروز أزمات.

وانعقد أمس الأحد اجتماع للخبراء وكبار المدراء في الدول الأعضاء لمناقشة وتبادل الآراء عن التنسيق النهائي بشأن محاور المحادثات للاجتماع الوزاري اليوم الاثنين.

من جانبه، قال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني في كلمة خلال الاجتماع إنّ بلاده بوصفها رئيسة المنتدى، اختارت شعار “آسيا أكثر قوة وتماسكًا من خلال التكنولوجيات الجديدة والناشئة”، ليشكّل ذلك محور نشاطها في هذه الفترة، داعيًا إلى “إنهاء الهيمنة الاحتكارية للغرب على الأنظمة السياسية والاقتصادية والنقدية والمالية الدولية”.

وأكد باقري كني أنّ إيران تدعم أية آليّة تدعم وقف الجرائم الإسرائيلية في غزة، لافتًا إلى أنّ التاريخ يثبت أنّ الظلم الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني لن يبقى من دون رد، وأنّ يد العدالة ستطال المعتدين والظالمين.

وأضاف باقري كني: “نحن نعتبر فلسطين جزءًا لا يتجزّأ من العالم الإسلامي، ونقف بكل قوّتنا لدعم إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين كما اغتنمت إيران كل الفرص، بما في ذلك الآليّات متعدّدة الأطراف، للمساعدة في وقف هذه الجرائم غير المسبوقة وتحقيق وقف لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الكريم والمضطهد في قطاع غزة، وهي تواصل القيام بذلك بكل قوة”.

وعن التوجه إلى آسيا، تابع باقري كني: “التوجّه إلى آسيا كان دائمًا محور اهتمام إيران. ويحظى منتدى حوار التعاون الآسيوي أيضًا باهتمام إيران، باعتباره آلية تعاون شاملة في آسيا، كما أنّ ثقافات الدول الآسيوية ودياناتها وطقوسها، التي تتضمّن قواسم مشتركة عميقة، تسهّل سرعة تعزيز التعاون وتخلق منصة لازدهار التفكير المتبادل بين المجتمعات”.

وأضاف باقري كني: “يشكّل منتدى حوار التعاون الآسيوي مصدرًا مهمًّا وقيّمًا في هذا الاتجاه، ويمكن لهذا المنتدى أن يلعب دورًا هامًّا في خلق آسيا أكثر اتحادًا وقوة”.

ورأى القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني أنّ التقنيّات الجديدة والذكاء الاصطناعي – رغم أنها تخلق فرصًا غير متوقعة – يمكن أن تصبح أكبر التحديات والتهديدات في آسيا والعالم، منوّهًا إلى أنّ الفرص والتحديات والتهديدات التي تواجهها آسيا والعالم في بعض المجالات أدت إلى مضاعفة الحاجة لتعزيز الآليات المتعددة الأطراف، مثل منتدى حوار التعاون الآسيوي.

وشدّد باقري كني على أنّ عدم فعالية بعض الأنظمة الدولية، والأحادية المدمرة والمكلفة، والفقر والظلم، وتغيّر المناخ، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والكوارث الطبيعية، والأوبئة مثل كورونا، وقضايا ممثالة، تدلّ على الحاجة إلى تطوير مقاربات آسيوية جديدة.

وكان قد جاء في منشور لباقري كني عبر منصة إكس أنّ اجتماع اليوم “يوفّر منصة لتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية، ويظهر الرغبة الآسيوية في التعددية”.

وعلى هامش الاجتماع، عقد باقري كني اجتماعات عدة مع رؤساء وفود مشاركة فيه، وجاء في منشور له أنّ هذه اللقاءات بحثت “التوجّه الآسيوي نحو التعددية وأرضيات التعاون والتصدي للأحادية والعلاقات الثنائية، وضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني في غزة ومواضيع ذات اهتمام مشترك أخرى”.

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون تنمية الدبلوماسية الاقتصادية مهدي صفري إنّ هذا الاجتماع يمكنه أن يلعب دورًا في زيادة التجارة وتبادل التقنيّات الصناعية والنقل بين الأعضاء من الصين إلى أوروبا، وفق وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية.

وأضاف صفري أنّ إيران انتخبت العام الماضي رئيسة لمنتدى حوار التعاون الآسيوي، وعقدت اجتماعًا أول بعد رئاسته للمنتدى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال أيلول/ سبتمبر الماضي، مشيرًا إلى أنّ اجتماع اليوم هو الثاني الذي تعقده طهران وسط استقبال جيد، حيث تشارك فيه وفود من 25 دولة، بالإضافة إلى وفود أخرى من منظمات إقليمية ودولية، ليبلغ مجمل الوفود المشاركة فيها 41.

وكان الاجتماع الـ18 لوزراء خارجية الدول الاعضاء بمنتدى حوار التعاون الاسيوي (ACD) قد أعلن في أيلول/ سبتمبر 2023 عن تسليم الرئاسة الدورية لهذا التكتّل الى إيران.

ويُعتبر منتدى حوار التعاون الآسيوي (ACD) منظمة حكومية دولية تم إنشاؤها في 18 حزيران/ يونيو 2002 لتعزيز التعاون الآسيوي على مستوى القارة، والمساعدة في إدماج منظمات إقليمية منفصلةذ مثل “آسيان” ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي و‌مجلس التعاون الخليجي و‌الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: