شبابيك إيرانية: أزمة الحدائق الإيرانية وتعنّت بلدية طهران
ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية ثقافيًا واجتماعيًا؟
تطرّقت مجموعة “سازندكي” الإعلامية الإصلاحية إلى إجراءات بلدية طهران بشأن منتزه قيطرية التي قامت بها منذ مدة، من قطع لبعض الأشجار وبناء مسجد داخل المنتزه.
وأشار تقرير للمجموعة إلى تسييج البلدية لمساحة كبيرة من الجانب الجنوبي من حديقة “لاله” (التوليب)، وسط امتناعها عن الإجابة عن أسئلة الخبراء والمواطنين عمّا يحدث.
ولفت التقرير إلى انتشار فيديو على مواقع التواصل يُظهر تجمّعًا لعدد من المواطنين أمام أسوار حديقة “لاله” احتجاجاً على قطع الأشجار في الحديقة وأي أعمال بناء فيها، وسبق ذلك كلام عن أنّ المنطقة المسيّجة هي جزء كبير من المنطقة القديمة للحديقة، حيث الأشجار المعمّرة، وسط حديث عن خطط للبلدية لإقامة مبنى هناك.
وأدى نشر صور هذا السياج إلى تعبير مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم بشأن مصير أشجار منتزه “لاله” القديمة، فيما استذكروا ما قامت به البلدية بشأن بناء مسجد في منتزه قيطرية.
وفي الوقت نفسه، انطلقت حملة عبر كتاب تم توجيهه إلى وكيل الحقوق العامة في السلطة القضائية لوقف الاعتداء على الحدائق، ورغم انطلاق حملة شارك فيها 150 ألف شخص لأجل حديقة قيطرية، إلا أنّ السلطات لم تتجاوب معها.
ونقل التقرير عن عضو هيئة التدريس في كلّية التخطيط العمراني في جامعة طهران مرتضى هادي جابري مقدّم تأكيده في مقطع فيديو من أمام أسوار حديقة لاله على وجود الكثير من الأشجار المهمة داخل المنطقة المسوّرة، مضيفًا أنّ ثلاثة آلاف متر من لاله تم تسييجها في الحديقة لغرض عمليّات البناء.
وتابع: “لا يمكن لأي عقل سليم أو إدارة حكيمة أن تتّخذ مثل هذا القرار في هذا الجزء من وسط طهران الذي يعاني من الازدحام”.
وشدّد جابري على أنّ كل متر من الحديقة له قيمة، وأنّ “هناك مراكز ومباني ذات استخدامات مختلفة حول الحديقة، فضلًا عن عدم وجود حاجة ملحّة للمبنى ووجوب الحفاظ على المساحة الخضراء”.
وأعرب جابري عن أمله بأن يتم رفع الأسوار بجهود الشعب، وأن تتنازل البلدية عن أثمن الأراضي في طهران، وأن لا تستمر في العناد.
وجاء في تقرير آخر أعدّته وكالة “مهر” أنها اتصلت بمكتب العلاقات العامة لبلدية طهران، وكان الرد على هذا الأمر بأنّ “أي تدخّل في الحدائق هو خطأ”، وبأنّ مسؤولية منظّمة الحدائق وبلديات المناطق هي فقط صيانة الحدائق.
كما نقل التقرير عن المدير المسؤول في البلدية أنه “وفقًا لمسؤولي البلدية، فإنّ التسييج كان بناءً على احتياجات الحديقة وعلى طلب الناس إنشاء مساحة عامة ونافورة للتجميل، ولا يفترض أن يتم قطع شجرة واحدة هناك”.
بدوره أكد رئيس لجنة التخطيط العمراني والهندسة المعمارية في بلدية طهران مهدي عباسي أنه لن يتم بناء أي مشروع في هذه المرحلة.
وختم التقرير بأنّ وجود أسوار في حدائق طهران بات أمرًا معتادًا هذه الأيام، خاصة بعد ما حصل في منتزه قيطرية، حيث استغلّت البلدية فرصة إجازة عيد النوروز ودفعت عمليّات البناء هناك بشكل كبير.
