الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 يونيو 2024 03:25
للمشاركة:

المناظرة الثالثة لمرشحي الرئاسة الإيرانية.. أخذٌ وردٌ في أكثر القضايا جدلًا

استضاف التلفزيون الإيراني المناظرة الثالثة لمرشحي انتخابات الرئاسة الإيرانية، وهم: مصطفی بور محمدي، مسعود بزشکیان، سعید جلیلي، علي رضا زاکاني، محمد باقر قالیباف وسيد امیر حسین قاضي ‌زاده هاشمي.

وناقش المرشحون في هذه المناظرة قضايا اجتماعية عدة، منها وضع الإعلام والفضاء الافتراضي، وقضية المرأة والحجاب، وقد اشتدّ النقاش بينهم في هذه القضية التي شكّلت نقطة اختلاف رئيسية في وجهات النظر.

ورأى بزشكيان الذي يمثل التيار الإصلاحي أنّ طريقة معاملة المرأة في المجتمع الإيراني ليست أخلاقية ويجب تصحيحها، وأنّ الخطوات الأولى في هذا الإطار تبدأ من المدرسة ورياض الأطفال والتعليم، ومن ثمّ بنظرة متساوية بين الجنسين.

واعتبر بزشكيان أنّ السلوك لا يتغيّر بتغيّر القانون، مؤكدًا أنه كما لم يتمكّن النظام الإيراني السابق “نظام الشاه” من نزع حجاب النساء الإيرانيّات بالقوّة من قبل، فلن يكون ممكنًا فرض الحجاب عليهنّ بالقوة اليوم.

من جانبه أشار أحد مرشحي التيار الأصولي الرئيسيين سعيد جليلي إلى أنّ أعداء إيران يركّزون على قضية المرأة، مشدّدًا على أنّ الحضارة الغربية وصلت إلى طريق مسدود بشأن هذه القضية.

وصرّح جليلي: “اليوم يصمت العالم أمام آلاف النساء اللواتي يُقتلن في غزة، لكنه يتّخذ موقفًا ضد وفاة امرأة في إيران لأنّ الجمهورية الإسلامية هي التي أخرجت المرأة إلى الواجهة وقدّمت نموذجًا للمرأة المسلمة ورائدة الأعمال والعالِمة والأم النموذجية”.

وفي السياق، لفت المرشح سيد امیر حسین قاضي ‌زاده هاشمي إلى أنّ ما يقلق النساء الإيرانيات ليس الحجاب، بل التمييز في الفرص، مضيفًا أنّ إيران هي مهد الأسرة، وأنّ المرأة هي عماد هذه الأسرة.

من جهته، أوضح المرشح علي رضا زاكاني الذي يندرج أيضا من التيار الأصولي أنه لا يمكن التعامل مع غير المحجّبات إلا بالاحترام والمواجهة القانونية الصحيحة، مذكّرًا بأنّ الإسلام وضع مكانة المرأة والفتاة بحيث تكون فرصة وليست مشكلة.

أما وزير الداخلية في حكومة روحاني المعتدلة مصطفى بورمحمدي فقد حذّر من اتّباع أسلوب الفرض مع النساء، مشيرًا إلى أنه سيسحب مشروع قانون الحجاب والعفّة بحال فوزه بالرئاسة، وسيتحاور مع النساء والخبراء في هذا المجال خلال فترة حكومته.

وردّ المرشح ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف على بور محمدي بالتذكير بأنّ مشروع قانون العفّة والحجاب لم يصبح قانونًا بعد، معتبرًا أنّ العنف ضد الحجاب أمر مُدان وأنّ الحجاب السيّء وعدم ارتداء الحجاب هو آفّة الأسرة والمجتمع.

وفي قضية الإعلام والفضاء الافتراضي، رأى بورمحمدي أنّ الفضاء السيبراني هو عالم مليء بآلاف الفُرص والتهديدات، حيث ينبغي للمرء فهم هذا الفضاء وأهميته وتقييم التهديدات المتأتية منه جيدًا واغتنام الفرص، على حد تعبيره.

وقال: “لقد نشأ أطفالنا على الفضاء الافتراضي منذ الصغر، والحل هو أن لا نحرم أنفسنا من فرص التعامل مع إشكالاته، كما لا ينبغي أن نركّز فقط على الحجب”، مؤكدًا أنّ إيران هي دولة قوية ذات قدرة علمية عالية، وقادرة على إنتاج المحتوى في هذا الفضاء.

أما قاليباف، فقد علّق على الأمر بالتالي: “أنا بالتأكيد ضد مسألة الحجب، والتدخل في حياة الناس في الفضاء الالكتروني محرّمٌ شرعًا، كما أؤمن بأنّ الفضاء الافتراضي هو فضاء حياة الناس بكل أبعادها.. الثقافة في الواقع هي أن الناس ينتجون ويستهلكون بأنفسهم، وعلى الحكومات أن ترشدهم وتوجههم”.

وفي السياق، قال بزشكيان إنّ الثقافة لا تديرها الحكومة، ملاحظًا أنّ العديد من الذين كانوا يكسبون معيشتهم من الانترنت أصبحوا عاطلين عن العمل.

وهاجم بزشكيان قاليباف وزاكاني بقوله: “كلّنا ضد حجب الانترنت وضد الحجاب القسري، لكنّ من ينشر حرّاس على الحجاب في المترو ويدفعون أموالاً طائلة يتحدثون هنا عن احترام المرأة. عندما يجلسون هنا يقولون إنهم يدافعون عن حقوق المرأة ويعارضون الحجب، لكنهم في الواقع يتابعون ذلك بجدية”.

وأردف: “إذا قمنا بتحسين البنية التحتية للانترنت، فلا ينبغي لنا زيادة الحواجز أمام وصول الأشخاص إليها. وإذا أردنا ألا نتخلّف في المستقبل، على سبيل المثال، في الذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك، فمن الضروري أن يكون لدينا اتصال بالانترنت مع العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار القيود الأمنية التي يجب أن ننتبه إليها”

وفي هذا الشأن، رأى جليلي أنه يمكن للمنصّات المحلّية أن تكون منصّةً لخلق فرص عمل واسعة النطاق بدعم الحكومات، وصرّح: “اليوم تلعب المنصّات الافتراضية دورًا فعّالًا في العالم، وتسعى العديد من الحكومات إلى تدويل منصّاتها الخاصة أو اتّباع نهج صارم تجاه منصّات الدول الأخرى، مثل ما فعلته الولايات المتحدة مع تيك توك أو قانون التوأم الذي أقرّته فرنسا للفضاء الافتراضي”.

أما المرشح قاضي زاده هاشمي فقد نوّه إلى أنّ حجب “غوغل بلاي” وبعض الألعاب هو شكل من أشكال أذية الناس، واصفًا الانترنت بأنها سلعة أساسية، حيث باتت الحياة ممتزجة بها.

وأضاف: “من أفضل الوظائف بالنسبة للنساء هي الأعمال التجارية عبر الانترنت، حيث تتيح للمرأة أن تكون ربّة منزل وتبدأ مشروعها الخاص، كما أنّ النقد والإشراف على عمل المسؤولين غير ممكن من دون الانترنت”.

وفي سياق آخر، هاجم زاكاني منافسه بزشكيان قائلًا: “العناصر الموجودة في مقرّكم الانتخابي ستأخذكم إلى قاع البئر”، داعيًا لتقوية المنصّات الداخلية وجذب المنصّات ووسائل الإعلام الأجنبية بشرط الالتزام بالقوانين الإيرانية.

وأردف: “يجب أن نتعلّم شيئًا واحدًا على الأقل من الأميركيين، لقد وقفوا بحزم ضد تيك توك”.

وجاء في رد بزشكيان على زاكاني: “لن أجيب على زاكاني لأنني لا أعتقد بأنه سيبقى في المنافسة”، فما كان من زاكاني إلا أن قال: “سأبقى في السباق ولن أسمح لبزشكيان أن يصبح رئيسًا”.

وهنا ردّ بزشكيان: “السيد زاكاني قال إنه لن يسمح لي بأن أصبح رئيسًا؛ وهذا يُظهر أنه يضع نفسه في مكان الله أو في مكان الناس التي سوف تنتخب”.

لمتابعة تغطية “جاده إيران” للانتخابات الرئاسية الإيرانية تحت عنوان “إيران.. الصندوق بعد المروحية” إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: