الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 يونيو 2024 19:29
للمشاركة:

المناظرة الثانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية.. ترامب والاتفاق النووي يتصدران المشهد

لم تكن المناظرة التلفزيونية الثانية التي خاضها المرشحون للانتخابات الرئاسية الإيرانية مغايرة عن سابقتها، حيث شهدت عددًا من النقاشات الحادة في الملفات الخلافية بدءًا من الاتفاق النووي وصولًا إلى الأوضاع المعيشية داخل البلاد.

وكانت هذه المناظرة مخصصة للقضايا الاجتماعية داخل البلاد، كمسألة الدعم الحكومي للمواطنين ومستوى الفقر، إضافة للنظامين الصحي والتعليمي وهجرة النخب.

وعلى هامش هذه المناظرة، تطرق بعض المرشحين إلى مسائل خارجية، كملف المفاوضات النووية والانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة، ومستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن في حال وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وتواجه المرشحون الستة، مصطفی بور محمدي، مسعود بزشكیان، سعید جلیلي، علي رضا زاکاني، محمد باقر قالیباف وسيد أمیر حسین قاضي ‌زاده هاشمي، خلال المناظرة، حيث شهدت بعض الفقرات نقاشات حادة بينهم.

إيران ومجموعة العمل المالي FATF

أولى المواجهات الكلامية حصلت عند فتح قضية مجموعة العمل المالي، حيث اعتبر جليلي أن “البعض في البلاد استخدم هذا الملف ذريعة للتغطية على عدم كفاءتهم”، متوجهًا إلى بور محمدي بالقول: “لماذا لم توقفوا الفساد عندما كنتم في جهاز التفتيش؟”.

وسرعان ما رد بور محمدي على هذه الاتهامات بالقول: “في السنوات الماضية، عملت رفقة وزير الاقتصاد السابق علي طيب نيا على حل هذه المشكلات”.

وتوجه إلى جليلي بالقول: “خلال تلك الفترة، عقدنا أكثر من اجتماع وكنت أنت حاضرًا، واللافت أنه حينها قلت ألا مشكلة لديك بالمضي قدمًا في الموافقة على شروط مجموعة العمل المالي، لكن شرطك كان تنحي المسؤولين في حكومة روحاني”.

حينها، لم يجب جليلي على هذا الكلام، ولم يعلّق على ما قاله بور محمدي.

أسعار النفط والانتخابات الإيرانية

بعدها، عاد بور محمدي للرد على قاليباف، الذي كان قد اعتبر أن البرلمان كان له إنجاز في الفترة الماضية وهو زيادة صادرات إيران النفطية.

ورأى بور محمدي أن هذه الادعاءات غير صحيحة، مشيرًا إلى أن “ارتفاع مبيعات النفط الإيراني كان بسبب الحرب في أوكرانيا والتوتر في تايوان، كما ساعد الرئيس الأميركي جو بايدن في ذلك قبيل الانتخابات في الولايات المتحدة، وبالتالي إجراءات البرلمان لم يكن لها أي فعالية في هذا الصدد”.

وأضاف: “وبالتالي فإن الرهان على بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه أمر غير صحيح، فنحن نعيش في عالم متغير، وإذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض سنكون حينها في أزمة جديدة”.

وتابع قائلًا: “كنت من أقوى عناصر هذا البلد في مواجهة العدو. إذا أراد أحد أن يقف ضد ترامب، فسوف نفعل ذلك”.

حينها تدخل زاكاني ساخرًا من بور محمدي بالقول: “إن رهاب ترامب الذي يعاني منه بور محمدي لن يوصل البلاد إلى أي مكان”.

كما دخل قاليباف على خط الرد على بور محمدي وقال: “العقوبات ليست قطعة ورق فهي بالتأكيد ستضر بالبلد والشعب والاقتصاد ونمو الإنتاج”.

وأشار إلى “أنني لست ضد التفاوض بشكل عام لأنه وسيلة للنضال، لكن يجب أن نعلم كيف نتفاوض”.

وأضاف: “نحن من أكثر الأشخاص فعالية في اتخاذ القرار، وعلينا أن نمارس من هنا الحوار وبناء التوافق حتى لا ندمر رأس المال الوطني”.

في سياق آخر، وجه زاكاني اتهامات إلى الرئيس السابق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، واصفًا رئاسته بأنها “8 سنوات سوداء في تاريخ إيران”.

هذه الاتهامات استدعت ردًا من مكتب روحاني، الذي وجه في رسالة إلى لجنة الحملة الانتخابية الرئاسية بشأن “الاتهامات والإهانات التي وجهها بعض المرشحين”، معتبرًا أنها تأتي “خلافات لإرشادات القائد الأعلى علي خامنئي وانتهكوا المبادئ الأخلاقية وحوّلوا المناظرة إلى ساحة للتشهير والدمار”.

لمتابعة تغطية “جاده إيران” للانتخابات الرئاسية الإيرانية تحت عنوان “إيران.. الصندوق بعد المروحية” إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: